• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دفاع عن النحو والفصحى (8)

دفاع عن النحو والفصحى (8)
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 8/4/2015 ميلادي - 18/6/1436 هجري

الزيارات: 3322

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دفاع عن النحو والفصحى (8)


أما الكلام المنبئ عن الجهل، والذي أسرع المؤلف فأضافه إلى إشادته بلغة يعرب، فهو قوله: "في الإنجليزية تنوب الكلمة "both" (كلاهما) عن الألف أو الياء والنون في المثنى في العربي"[1]، وهذا غير صحيح بالمرة؛ فـ "both" تقابل "كلاهما - كليهما / كلتاهما - كلتيهما" لا علامة التثنية "ـان / ـين"، التي يقابلها عند الإنجليز كلمة "thr teo" قبل الاسم المجموع؛ إذ يقولون مثلاً: "The two boys" و"The Two Windows"، أي "الولدان" و"النافذتان".

 

فالرجل، كما هو واضح، يسلم نفسه لقدميه الضخمتين المفلطحتين تأخذانه هنا وها هنا دائستين على كل ثمين مِن التُّحَف اللغوية الرقيقة، ومحطمتين إياه تحطيمًا دون أدنى إحساس بنفاسته.

 

لطفك اللهم! والله إنها لمهزلة أن يُقدِم مثله على الخوض في هذا الموضوع، وأن تجرؤ إحدى دور النشر على أن تذيع له ذلك الكلام، الذي ليس له مِن مكان يليق به إلا البالوعات! أمثل زكريا أوزون يناطح سيبويه؟ لا أقول هذا لأن سيبويه فوق النقد، ولكن لأن نقد سيبويه يستلزم أن يقوم به مَن هو على مستوى سيبويه، أو يقاربه في العقل والعلم، أما أن يهُبَّ قَزَمٌ فيتطاولَ على سيبويه، وهو لا يصلح أن يجلس عند قدمَيْ تلامذة تلامذة تلامذة تلاميذه، فتلك سُبَّة الدهر وسَوْءةُ الأبد!

 

على أن القدمينِ الضخمتين المفلطحتين اللتين ابتُلِيتا بالعمى والبلادة لا تقفان عند هذا، بل تمضيان فتأخذان في طريقهما صيغ الجموع في اللغة العربية، مبتغيتين تحطيمها هي أيضًا؛ إذ ينادي الأستاذ المؤلف (مؤلف آخر زمن!) بأنه "يجب إعادة النظر ببعض التسميات فيه؛ كجمع الجمع، واسم الجمع، وجمع التكسير (تكسير! ما هذا التعبير؟)، وعلينا إيجاد صيغ جديدة للجمع تنسجم مع المعطيات والتسميات المعاصرة، لا أن نعود للقياس على ما قال غيرنا فيما نعلمه ويجهلونه"[2]، وتتساءل القدمانِ العَمْياوانِ الغبيتان أثناء الحديث عن الأسماء المذكَّرة والمؤنَّثة في لغتنا في سخرية مقيتة: "من منا يعتبر اسم" "زينب" أو "مريم" اسمًا مذكرًا، واسم "معاوية" مؤنثًا؟ إن ذلك يذكرني ببعض الأصدقاء الإيرلنديين الذين يسمعون اسمًا يكاد يدوي في السماء العربية بذكورته كاسم "صخر" أو "غضنفر" فيسألون: هل هذا الاسم لذكَر أم لأنثى؟"[3].

 

وسوف نعدي عن حكايته مع صديقه الإيرلندي؛ لأنني لا أفهم ماذا تريد القدمانِ الضخمتان من ورائها[4]، ونجيب عليه قائلين: فأما بالنسبة لـ "زينب" و"مريم" فلا أحد يقول: إنهما اسمان مذكَّران، ومن ثم فلا داعي للسؤال، ولا محل للتهكم الذي يبطنه، وأما بالنسبة لـ "معاوية" فهو في الأصل صفة مؤنثة، ثم لما استعمل علَمًا أطلق على الذكور، فهو رغم صيغته المؤنثة اسمُ عَلَم للمذكَّر؛ ولذلك يقول النحاة عنه: إنه مؤنث لفظي؛ أي: ذو صيغة مؤنثة، لكنه يشير إلى صبي أو رجل، لا إلى بنت أو امرأة، ومع ذلك فلو سُمِّيت به بِنتٌ لكان في هذه الحالة مؤنثًا لفظًا ومعنًى، كما هو الأمر مثلاً في أسماء: "عصمت (عصمة) وحكمت (حكمة) وعفت (عفة)، التي تطلق على الرجال والنساء معًا، أفهمت القدمان المفلطحتان أم لا تريدان أن تفهما؟

 

ومع العلم اللَّدُنِّي الذي اختص به زكريا أوزون نمضي لنسمعه يقول في تعريف "المنصوبات": إنها "الأسماء التي حركة أواخرها فتحة، فهي منصوبة"[5]، مع أن من الأسماء المنصوبة ما ليس في آخره فتحة، وهذا من شيوع المعرفة بمكان مكين ركين؛ فالأسماء الستة تُنصَب بالألف، والمثنى بالياء الساكنة المفتوح ما قبلها، وجمع الألف والتاء بالكسرة، كما أن من الأسماء ما حركة آخره بالفتح، ومع ذلك فليس بمنصوب، بل هو مبني، مثل: "لا رجل في الدار"، و"أين"، و"عند"، ثم نتابع مسيرتنا مع ذلك العلم اللَّدُنِّي الذي يجود علينا بالدرر واللآلئ العبقرية المنقطعة النظير، فنجد صاحبه يحمل على النحاة، ويسخَر منهم كعادته؛ إذ ينصبون "الشارع" في مثل قولنا: "سِرْتُ والشارعَ" على أساس أنه "مفعول معه"، متسائلًا في أستاذية: "كيف يتم إنجاز الفعل من قبل الإنسان والشارع معًا؟ سؤال لا أعرف كيف أطرحه، فهل يجد لي النحاة صيغة لسؤالي، ومن ثم يجيبون عليه أنفسهم؟"[6]، وعجيب أن يجرؤ السيد أوزون على التهكم بعلماء النحو بهذه الثقة، وهو من الجهل بالموضوع الذي يخوض فيه بتلك الدرجة الشنيعة! إنها ثقة الحمقى والجهلاء، وكم للحمقى والجهلاء من ثقة مُرْدية! أليسوا جهلاءَ وحمقى ليس عندهم من الحكمة ولا أنعم الله من نعمة التروِّي ما يأخذ بحُجَزهم عن التقحُّم في المهالك؟ إن عقولهم في خفة عقل الفراش الذي يلقي بنفسه في النار وهو لا يعرف أن فيها هلاكه المحتوم! إن أوزون يظن، لقصور عقله، أن المفعول معه يشارك الفاعل في الفعل، ومن هنا نراه يخلط بينه وبين المعطوف، وهذا معنى سؤاله: "كيف يتم إنجاز الفعل من قِبل الإنسان والشارع معًا؟"، إنه لا يستطيع التمييز بين "واو المفعول معه" و"واو العطف"، فأي بلوى هذه يا إلهي! وإذا كان هذا هو مستواه في الفهم وفي النحو والإعراب، فلماذا لم يلزَم عُقرَ داره، ويغلق على نفسه بابه بالضبة والمفتاح، فيغنمَ السلامة على الأقل ما دام لا أمل في غُنمِه شيئًا من العلم يصلح به عقله وتستقيم معه حياته؟ إن هذه "الواو" تدل على الملازمة، لا على الاشتراك في الحكم، فحين أقول: "سِرْتُ والشارعَ" فلا يعني هذا أن الشارع قد سار معي، ولكن معناه أنني طوال سيري لم أفارقه، فإذا استقام استقمتُ مثله، وإذا انعطف يمينًا انعطفت معه، وإذا ذهب شمالاً اتبعته أيضًا ناحية الشمال... وهكذا[7]، ولو كنت أريد أن الشارع قد سار معي لقلت: "سرت (أنا) والشارع" برفع "الشارع" لا بفتحه، وحتى لو قلت ذلك ما كان عليَّ مِن بأس، فإن هذا من باب المجاز الذي يخلق اللغة خَلقًا جديدًا، ويُفيض عليها من بهائِه ما يرفعها عن الأرض إلى السماء.



[1] ص 88 / هـ8.

[2] ص66.

[3] ص68.

[4] علاوة على أننا لا يصح أن نأخذ نحوَنا عن الإيرلنديين، ويكفينا أننا ابتلينا بزكريا أوزون؛ فالمسألة لا تحتمل بلوى أخرى!

[5] ص 68.

[6] ص 77.

[7] ولذلك نترجم هذه الجملة إلى الإنجليزية والفرنسية مثلاً دون حرف عطف على النحو التالي: "I went along the street" "Je marchai avec" "la rue"؛ ولذلك أيضًا سميت "الواو" هنا "واو المعية"، ولم تسمَّ "واو العطف"، ومثل ذلك قولنا: "وُلد نبيل وأذانَ العشاء"، والمعنى أنه ولد عند أذان العشاء، لا أن أذان العشاء قد وُلد أيضًا مثله، وذلك من الجلاء بحيث لم أكن لأظن أن مِن البشر مَن يخطئ فهمه، ولكن ها هو ذا السيد أوزون يخيب ظننا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة