• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دفاع عن النحو والفصحى (7)

دفاع عن النحو والفصحى (7)
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 5/4/2015 ميلادي - 15/6/1436 هجري

الزيارات: 4041

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دفاع عن النحو والفصحى (7)


... وعلى هذا النحو أيضًا نراه يتخبط عند حديثه عن الضمائر؛ فهو يقول مثلاً: إن ما يسميه النحاة بـ "الضمائر المتصلة" (وهي "النون" و"التاء" و"الواو" و"الألف" و"الياء" في الجمل التالية على الترتيب: "النسوة قمن، أكلت كثيرًا، أرسلوا إليَّ خطابًا طويلاً، الطالبان نجحَا بامتياز، دائمًا ما تأتين متأخرة عن الميعاد") لا يمكن أن تكون معارف؛ لأنها أحرف؛ أي: إنها ليست أسماء أصلاً، لكننا ننظر فنجده عقيب هذا يأخذ في إعراب جملة: "سأعطيك أنت ومن معك" قائلًا: إن "أنت" في محل نصب مفعول به، أو بدل من الكاف، أو توكيد له... إلى آخر ما قال[1]، والذي يهمنا هو قوله: إن "أنت" بدل من "الكاف"، أو توكيد لها، والحروف لا تكون مبدلًا منها، كما لا يمكن توكيدها، ما عدا "نعم" و"لا"، وبداية كلامه تدل بكل جلاء على أن الكلام هنا عن المفعول به؛ أي: إن عندنا مفعولًا به، و"أنت" بدل من هذا المفعول أو توكيد له، كما يقول السيد أوزون، وكل ذلك يدل على أنه قد لحس اعتراضه الذي مر قبل أقل من ثلاثة أسطر، ومعنى هذا أنه يتخبَّط ولا يدري ماذا يقول.

 

وأشنع من ذلك وأدلُّ على الجهل ضربُه المثال التالي: "أإياي يعاقب؟"، وهو مثال لا يتمالك الإنسان نفسه إزاءه من أن يقول بملء فمه على طريقة أهل قريش ومُضَر رغم أنف المؤلف اللَّوذعي: ما أجهله! وأجهِلْ به! ويا عجبًا (أو واعجبًا) من جهله! ويا لجهله! أو واجهلَ أوزوناه!... إلى آخر الصور التعجبية التي تركها لنا أهل قريشٍ ومُضرَ أو يمكن توليدها مما تركه أهل قريش ومضر، ثم إن السيد أوزون لا يكتفي بهذا، بل يزيد الطين بِلَّةً؛ إذ يأخذ في إعراب الجملة قائلاً: إن "... "الألف" (الهمزة) هي للاستفهام، و"إياي" ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (نائب مبتدأ)[2]؛ لأن الفعل المضارع بعده مبني للمجهول، أم للنحاة تخريجة أخرى؟"[3]، حاشا لله يا أستاذ! وهل يجرؤ النحاة على أن يكون لهم قولٌ بعد هذا القول الفصل؟ لقد عِشْنا حتى شُفْنا في آخر الزمان مَن يظن أن من الممكن تركيب جملة مثل: "أإياي يعاقب؟"! من أين أتيت بهذا الكلام يا أستاذ؟ يقينًا أنك أتيت به من وراء أسوار العقل والتفكير السليم! إن من الممكن أن نقول مثلاً: "أمثلي يعاقب؟"، أو "أأنا أعاقب؟"، أما "أإياي يعاقب؟" فهذا ما لم نسمع به لا في الزمان الأول، ولا الزمان الأخير، لا في لغتنا، ولا في أية لغة نعرفها إلا منك، وبلا فخر، وفي الإنجليزية والفرنسية والألمانية لا بد أن نستعمل في مثل هذا التركيب ضمير الفاعل "I، he، ich" (الذي يقابل عندنا "أنا")، لا ضمير المفعول "me، me، nich" (الذي يقابل في لغتنا) "إياي")، وهم يعربونه في هذه الحالة "فاعلًا"[4]، لا "مفعولاً به" كما تقول، ثم تذهب فتقدر ضميرًا مستترًا جوازا، تقديره "هو"، لتجعله نائب فاعل، وهو ما لا وجود له في أي نحوٍ فوق وجه الأرض وتحت أديم السماء!

 

ومن الضمائر ننتقل إلى أسماء الإشارة، ومعنا دائمًا نفس الخلط العجيب، إن سيادته يرفض أن توضع "أسماء الإشارة" بين المعارف قائلاً: "هل قولنا للشيء: "هذا" يعني معرفته؟"، ترى بم يمكن أن يجيب الإنسان مثل هذا التفكير؟ أو عندما تقف أمام الشيء وتشير إليه بإصبعك أو برأسك أو بأية وسيلة أخرى تنوب عن الإصبع والرأس يظل ذلك الشيء مجهولًا أو غير محدد؟ بسيطة! فلنطلب من المتحدث ألا يكتفي بهذا، بل يذهب إلى الشيء المشار إليه ويضع يده عليه قائلًا: "هذا هو الشيء الذي أشير إليه"؛ كيلا يترك في نفس المستمع أية شبهة حول ما يريد، وذلك على طريقة الشيخ الذي كان يعلمنا في صبانا كيف ننوي الدخول في الصلاة؛ إذ كان يطلب منا أن نقول حينئذ: "نويت أن أصلي الظهر حاضرًا أربع ركعات مستقبلاً القِبلة مقتديًا بهذا الإمام (ثم نشير بإصبعنا نحو الإمام) الله أكبر"، ما شاء الله! لكننا عندما كبِرْنا تنبهنا أن هذا كله سخف من السخف؛ لأن كلمة "نية" تعني مقصدك الذي تطويه في نفسك، لا الذي تتلفَّظ به، وتتخذ للفظه مثل هذه الاحتياطات والإجراءات نزولاً على حكم الوساوس القهرية التي تصيب بعض المرضى والعياذ بالله، فأصبحنا نكتفي بقولنا: "الله أكبر"، لا نزيد عليها حرفًا، وهل الله سبحانه بحاجة إلى هذه التحديدات المضحكة لاسم الصلاة ووقتها وعدد ركعاتها وجِهة القِبلة وشخص الإمام؟ والحمد لله أن الشيخ لم يطلب منا أيضًا تحديد اسم المسجد، وموقعه، ومساحته، وارتفاعه، وعدد نوافذه، ونوع سجاجيده أو حُصُره، والصف الذي نقف فيه، وموقفنا منه، وعدد المصلين معنا وراء الإمام، وأسماءهم وتراجمهم... إلخ، إن كان لذلك من آخر على رأي المازني رحمه الله! صدق مَن قال: "شرُّ البلية ما يضحك!".

 

وعجيب مِن مؤلفنا أن يأنَس في نفسه القدرة على التهكم، فيقول عن أسماء الإشارة: "تي وذان وتان"، إنها تذكرة بشخصية فرنسية فكاهية لشاب اسمه: "تان تان"، ربما أخذ اسمه من تلك الأسماء، ثم يمضي فيقول: إنه "لا عجب في ذلك، فلا يوجد أحد من ناطقي لغة الضاد المحكية (العامية) يقول: "ذان" أو "تان" أو "تي"..."[5]، ترى ما الذي يضحك في أسماء الإشارة هذه إلا جهله الذي يسول له الجرأة على محاكمة المستوى الأدبي الفصيح في اللغة إلى مستوى الدَّهْماء، وما دام الدَّهْماء لا يقولون: "ذان" و"تان" و"تي" فلا داعي لها؟ وقياسًا على هذا ينبغي أن نحذف روائع الآداب والفنون، وفروع العلوم المختلفة، وغير ذلك مما لا يهتم به العوام! أرأيتم مثل هذا المنطق؟ إن علينا، بِناءً على الرغبة السامية لزكريا أوزون، أن نترك أسماء الإشارة في الفصحى، ونستعمل عوضًا عنها: "دَهْ" و"دَهُه" و"دُكْهَه" و"دُول" و"دَلَهُمَّه" و"دُكْهَمَّه"... إلخ! وهذا في مصر فقط! إن مَن عرف حجَّةٌ على من لم يعرف يا أستاذ، لكنك تقلب الآية؛ فتجعل للجهل اليد العليا، وللعلم اليد السفلى، وتطالب بحذف "ذان" و"تان" (اسمي الإشارة للمثنى) مع أنك في موضع آخر من كتابك تشيد (في غفلة من غفلات وعيك) باللغة العربية؛ لاحتوائها على المثنى، وتدعو إلى إحياء صِيَغه بعد أن أخذت في الانحسار من اللغة العادية المحكية كما تقول، وإن كان قد غلبك طبعك فأضفتَ إلى هذا الثناء الحق كلامًا يكشف عن جهلك بالموضوع[6]، كما سنبين لاحقًا، ترى كيف نشير إلى المثنى إذا حذفنا "ذان" و"تان"؟ إننا بالنسبة للقريب نقول: "هذان" و"هاتان" (ويمكن أن نحذف الهاء من أول الكلمتين)، ونقول للبعيد: "ذانك" و"تانك"، وإذا وجدنا من يخطئ في شيء من هذا صححناه له، كما هو الحال عند كثير من الكتَّاب المعاصرين؛ إذ يقول الواحد منهم: "ذلكما" و"تلكما" مثنِّيًا المخاطَب بدلًا من تثنية المشار إليه[7].



[1] انظر ص 58 - 59.

[2] ص 59.

[3] هذه أول مرة في عمري أسمع فيها بـ: "نائب المبتدأ".

[4] لأنهم لا يعرفون مصطلح "نائب الفاعل".

[5] ص59 - 60.

[6] انظر ص 66.

[7] تصادف، أثناء إعدادي لهذه الصفحات، أن كنت أقرأ في كتاب د. ثروت عكاشة: "مذكراتي في السياسة والثقافة"، وكتاب عبدالرشيد الصادق محمودي: "من الشاطئ الآخر" فوجدت الأول يقول: "لا سيما أن تلكما الدولتين ..." (مكتبة مدبولي / 1 / 386)، والثاني يجري على طريقته حذوك القذَّة بالقذَّة قائلاً: "... عند تلكما الصفحتين" (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر / بيروت / 1990م / 11)، والصواب هو: "... تينك الدولتين"، و"... تينك الصفحتين"، وهما صيغتا النصب والجر من "تان"، التي أضحكت زكريا أوزون، وسوَّلت له أن يسخَر من النحاة واللغة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة