• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي / أخطاء لغوية شائعة


علامة باركود

قراءة (إياك نعبد) بتخفيف الياء

قراءة (إياك نعبد) بتخفيف الياء
محمد تبركان


تاريخ الإضافة: 28/2/2015 ميلادي - 9/5/1436 هجري

الزيارات: 92927

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾

 

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، هذا مِن كلامِ اللهِ تعالى في سورة الفاتحة، وهو بتشديد الياءِ في كلا الموضعين مِن (إِيَّاكَ) على اعتبارِهِ من القرآنِ المتواتر، لا خلافَ في ذلك، والحمدُ للّه.

 

وقد كنتُ من قديمٍ[1] أسمعُ بعضَ أئمّة المساجد يَقرؤونها بتخفيف الياء؛ فأستنكرُ ذلك؛ لمخالفتها لما تعلّمته، ودرجتُ عليه في لفظ هذه الكلمة. ثمّ زادتني مطالعاتي، وترداد النّظر في معاجم اللّغة يقينًا بخطأ لفظها بتخفيف الياء؛ لعدم ثبوت ذلك[2] في جميع القراءات القرآنية المعتبرة. أعني السّبع المتواترة، والثّلاث المشهورة؛ وعليه؛ فهي قراءة غير ثابتة، ولا صحيحة؛ فلا يمكن اعتبارها قرآنا لعدم تواترها، قد رَغِبَ عنها أهلُ الشّأن من أئمّةِ القراءة.

 

نعم، روى بعضُهم[3] عن عَمْرو بنَ فائِد الأسواريّ أنّه كان يقرأُ بها. لكن ما ينبغي أن يُفرَح بذلك لأنّه رجلٌ مَطعونٌ عليه في روايتِه[4].

 

أمّا بخصوص الحقيقة اللّغويّة لهذه الكلمة (إيّاك)، فيقالُ:

إِيَا الشَّمْسِ وإياتُها بالكسر، وأَيَاؤُها وأَياتُها بالفتح فهذه أَرْبَعُ لُغاتٍ: نُورُها وحُسنُها وضوءُها وشُعاعُها.

 

وإِيَا النّبات وأَيَاؤُه: حُسنُه وزهرُه على التّشبيه. وجَمْعُها أَيًا وإِيَاءٌ وآياءٌ. قال طرفة بنُ العبد[5]:

سَقَتْهُ إِيَاةُ الشَّمْسِ إِلاّ لِثَاتِهِ
أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ

 

وقال المتنبِّي[6]:

كُلَّمَا اِسْتَلَّ ضَاحَكَتْهُ إِيَاةٌ
تَزْعُمُ الشَّمْسُ أَنَّهَا أَرْآدُهُ

 

ويُقالُ الأَياةُ للشَّمسِ كالهَالَةِ للقَمَرِ.

 

وشاهِدُ إيَا بالكسْرِ مَقْصوراً ومَمْدوداً قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ، أَنْشَدَه ابنُ برِّي:

رَفَّعْنَ رَقْماً على أيْلِيَّةٍ جُدُدٍ
لاقَى أَيَاهَا أياءَ الشّمسِ فَائتَلَقا

فجمَعَ اللُّغَتَيْن في بَيْتٍ.

 

قال الشّيخُ بكر بن عبد اللّه أبو زيد – رحمه اللّه تعالى - في معجم المناهي اللّفظيّة (ص167- 168): (إيّاكَ نعبدُ وإيّاكَ نستعينُ: بتخفيف الياء فيهما. فتشديد الياء في الموضعين مُتَعيَّنٌ، وفي تَخفيفهما قلبٌ للمعنى؛ لو اعتقدَهُ الإنسانُ لَكفَرَ. قال الخطّابيّ: (وممّا يجبُ أن يُراعَى في الأدعية: الإعرابُ، اّلذي هو عِمادُ الكلام، وبه يستقيمُ المعنى، وبعدمِهِ يَختَلُّ ويَفسُدُ، وربّما انقلبَ المعنى باللَّحْنِ حتّى يَصيرَ كالكُفْر، إنِ اعتقدَهُ صاحبُه، كدعاءِ مَن دعا، أو قراءة مَن قرأَ: إِيَاكَ نَعْبُدُ، وَإِيَاكَ نَسْتَعِينُ، بتخفيف الياء مِن إِيَّاكَ، فإنّ الإِيَا [بتخفيف الياء]: ضِياءُ الشَّمس، فيصيرُ كأنّه يقولُ: شَمسَكَ نعبدُ. وهذا كُفْرٌ. وأخبرني محمّد بن بحر الرُّهني، قال: حدّثني الشّاهُ بنُ الحسن، قال: قال أبو عثمان المازنيّ لبعضِ تلامذتِه: عليكَ بالنّحو؛ فإنّ بني إسرائيل كَفَرتْ بحرفٍ ثقيلٍ خَفَّفُوه، قالَ اللّهُ عزّوجلّ لعيسى: (إنِّي وَلَّدْتُكَ)[7]. فقالوا: (إنّي وَلَدْتُكَ)[8]. فكفروا " اهـ).

 

وممّا سبقَ يُعلَمُ أنّ قراءةَ مَن قرأ (إِيَاكَ نعبدُ، وإِيَاكَ نَستعينُ) بتخفيف الياء[9] ليس بشيء؛ لأنّها: (قطعًا ليستْ ثابتة ولا هي قراءةٌ صحيحةٌ متواترةٌ، بل هي مثال لما لا ينبغي أن يُذكَرَ إلاّ لبيانه على سبيل الخطأ والشّذوذ في مثل تلك القراءة. فلا هي في القراءات العشر الصُّغرى ولا الكبرى ولا في الأربع الزّائدة، وقد انفردتْ المصادرُ بنسبتها في الشّواذّ لعَمرو بن فائد الإسواريّ المعتزليّ. ذكر ذلك الإمام ابنُ الجزريّ في غاية النّهاية ج1ص602 في ترجمته وكذا في كتاب الشّواذّ للكرمانيّ ص42، وبعضُ كتبِ التّفسير كما في معجم القراءات القرآنيّة للدكتور عبد العال ص154 ج1، ومعجم الدكتور الخطيب ص 14، وفي بعض المصادر أنّ عَمرًا هذا نسبَها لأُبَيّ، وحاشاهُ فهاهي القراءات المتواترة الّتي تنتهي إليه ليس فيها هذا الخطأ البَيِّن؛ فهي قراءةٌ مُنكَرَةٌ )[10].

 

قال ابنُ كثير في تفسيره[11] (1 /27 - 28): (قرأَ السّبعةُ والجمهورُ بتشديد الياء من (إيّاك)، وقرأَ عَمرو بن فايد بتَخفيفها مع الكسر وهي قراءةٌ شاذّةٌ مردودةٌ؛ لأنّ (إيا) ضوءُ الشّمس. وقرأ بعضُهم: (أَيَّاك) بفتح الهمزة وتشديد الياء، وقرأ بعضُهم: (هَيَّاكَ) بالهاء بدل الهمزة، كما قال الشّاعر[12]:

فَهَيَّاكَ وَالأَمْرَ الَّذِي إِنْ تَرَاحَبَتْ
مَوَارِدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ مَصَادِرُهُ

 

قال القرطبيّ (1 /146): (الخامسة والعشرون: الجمهورُ من القُرّاءِ والعلماءِ على شدِّ الياء من (إياك) في الموضعين. وقرأ عَمرو بنُ فائد: (إِيَاكَ) بكسر الهمزة وتَخفيف الياء، وذلك أنّه كَرِهَ تضعيفَ الياء لِثقَلِها وكونِ الكسرة قبلَها. وهذه قراءةٌ مَرغوبٌ عنها، فإنَّ المعنى يَصيرُ: شمسَك نعبدُ، أو ضوءَك؛ وإيَاةُ الشّمس (بكسر الهمزة): ضوءُها؛ وقد تُفتَحُ. وقال [طرفةُ بنُ العبد]:

سَقَتْهُ إيَاةُ الشَّمْسِ إِلاَّ لِثَاتِه
أُسِفَّ فلم تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإثمدِ

 

فإن أسقطتَ الهاءَ مَددتَ. ويقالُ: الإياةُ للشّمسِ كالهالةِ للقمرِ، وهي الدّارةُ حولَها. وقرأ الفضلُ الرّقاشيّ: أََيَّاكَ (بفتح الهمزة) وهي لغةٌ مشهورةٌ. وقرأ أبو السّوار الغنويّ: هَيَّاك في الموضعين [بالهاء بدل الهمزة]، وهي لغة، قال [الشّاعر]:

فَهَيَّاكَ وَالأَمْرَ الَّذِي إِنْ تَوَسَّعَتْ
مَوَارِدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ مَصَادِرُهُ

 

ثمّ قال[13]: (والحاصلُ أن إِيَاكَ بالتّخفيف تُفسِدُ المعنى. وعلى قولِ الشّافعيّ وجماعة إنْ قرأَها بدون تشديد بَطُلَتْ صلاتُهُ، وقالَ بعضُهم إن تعمّدَ فيُخشَى عليه الشِّركُ؛ لأنّ الإيا هو ضوءُ الشَّمس فيصيرُ معناها: نعبدُ ضوءَ شمسِكَ بدل نعبدُكَ. والعِياذُ باللَهِ).

 

ويراجع:

1- أدب الكاتب (ص72).

2- أساس البلاغة (ص13ع3).

3- بلوغ الأرب في أحوال العرب (3 /224).

4- تاج العروس (40 /395 أيا).

5- تهذيب اللّغة (5 /651 كتاب الحروف الجوف [أ وى]).

6- ديوان المتنبّي (ص82 رقم12).

7- ديوان طرفة بن العبد (ص21).

8- شرح المعلقّات السّبع للزّوزني (ص68 طرفة بن العبد).

9- الصّحاح (5 /2019 كدم) و(6 /2546 إيا).

10- القاموس المحيط (ص1261 فصل الياء/أيا).

11- لسان العرب (14 /63 ع2).

12- المحكم والمحيط الأعظم (10 /595).

13- المعجم الوسيط (ص35 ع3).



[1] حصل ذلك في صلاة الجمعة 24 من شهر اللّه المحرّم 1429هـ 01 من فيفري 2008م، وسمعته يقرأ بالخطأ نفسه في جمعة سابقة لهذا التّاريخ؛ فللّه أشكو غربة القرآن في بلاد المسلمين؛ وقد كان ذلك من دواعي هذا الإيقاظ.

[2] في حدود علمي.

[3] غاية النهاية في طبقات القرّاء (1 /602 رقم 2462).

[4] لسان الميزان (4 /372رقم 1099)، والضّعفاء للعقيليّ (3 /290 رقم 1292).

[5] ديوان طرفة بن العبد (ص21)، وشرح المعلقّات السّبع للزّوزني (ص68 طرفة بن العبد).

[6] ديوان المتنبّي (ص82 رقم12).

[7] بتشديد اللّام.

[8] بتخفيف اللّام.

[9] معجم القراءات القرآنيّة (1 /9 - 10 سورة الفاتحة)، وفيه ذكر مؤلِّف المعجم أنّ لقوله تعالى: " إِيَّاكَ نعبد " أربعة أوجه للقراءة وهي:

أ- أَيَّاكَ: بفتح الهمزة وشدّ الياء، وهي للفضل بن عيسى الرّقاشي. مصادر القراءة: - الإعراب للنّحّاس (1 /122). - الإملاء للعكبريّ (1 /4). - البحر المحيط (1 /23). - تفسير القرطبيّ (1 /146).

ب- هِيَّاكَ: بكسر الهاء وشدّ الياء، لابن السّوار الغنويّ. مصادر القراءة: - البحر المحيط (1 /23). - تفسير القرطبيّ (1 / 146).

ج- هَيَّاكَ: بفتح الهاء وشدّ الياء، لابن السّوار الغنويّ. المصدر: - البحر المحيط (1 /23).

د- إِيَاكَ: بكسر الهمزة وتخفيف الياء، لعَمرو بن فائد الأسواريّ - أبيّ [بن كعب]. المصادر: - البحر المحيط (1 /23). - تفسير القرطبي (1 /146). - المحتسب لابن جنِّي (1 /40).

[10] عن د. أنمار، في جوابه عن سؤال: هل قراءة إياك نعبد بتخفيف الياء صحيحة؟. – عن ملتقى أهل التّفسير - القسم العام - ملتقى القراءات والتّجويد ورسم المصحف وضبطه (ضمن الشّبكة العنكبوتيّة) -

[11] الطّبعة الأولى لدار الثقافة بالجزائر 1410 - 1990.

[12] لطفيل الغنويّ كما في أساس البلاغة (ص157 رحب)، وشرح شافية ابن الحاجب (4 /474).

[13] د. أنمار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة