لغة الإعلانات الإذاعية والصحفية

لغة الإعلانات الإذاعية والصحفية

ما يقال عن الإعلانات التلفازية يُقال عن الإعلانات الإذاعية والإعلانات الصحفية مع اختلاف في قدر التأثير، وكم الأخطاء، والأخطاء في الإعلانات الصحيفة - بصفة خاصة - أكثر من أن تعد وتُحصى، وأقدم للقارئ بعض الأخطاء التي وردت في إعلانات عدد واحد من صحيفة الأهرام المصرية[1]:

1. (ادفع واستلم فورًا) (ص: 8) والصحيح... وتسلَّم فورًا.

2. (أمين عام لجنة الإغاثة) (ص: 9) والصحيح: الأمين العام للجنة الإغاثة.

(لأنه لا يفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا شذوذًا)

3. (فلان أستاذ مساعد أمراض النساء والولادة) (ص: 9).

والصحيح:... الأستاذ المساعد لأمراض...

وذلك للسبب الذي ذكرته آنفًا.

4. (مساحة 2 فدان... وليس عليها أي إنشاءات أو مباني) (ص: 10).

والصحيح: مساحة فدانين... أو مبانٍ.

5. (لا تقبل غير الإناث لهذه الوظائف) (ص: 12).

والصحيح: لا يُقبل؛ (لأن نائب الفاعل: غير، لا: الإناث).

6. (مطلوب حالاً مستشفى خاص بالمملكة العربية السعودية... طبيبات وأخصائيات) (ص: 12).

والصحيح: مطلوب.. لمستشفى... طبيبات اختصاصيات أو مُختصات.

7. (... إنشاء وتبطين المجاري..) والصحيح (إنشاء المجاري وتبطينها) ويُختم الإعلان السابق بالعبارة الآتية:

(... وعلى ألا يكون العطاء مشروطًا بأي شروط مخالفة لشروط العطاء، وأية اشتراطات أخرى مقترنة بالعطاء ستُقيَّم ماليَّا، وتضاف إلى القيمة الإجمالية لجدول فئات العطاء، لتحديد أولوية العطاءات).

والعبارة - كما هو واضح - ضعيفة ركيكة، زيادة على انغلاقها وصعوبة فهمها.

8. (... يشمل العرض: إفطار مميز بالغرفة.. انتظار للسيارات) (ص: 13).

والصحيح: إفطارًا مميزًا.. انتظارًا للسيارات.

9. (.. بيع بالمزاد العلني للعقار المملوك لفلان.. وبيانه كالآتي) (ص: 15).

والصحيح: وبيانه الآتي، أو بيانه هو الآتي.

10. (.. فاذهب وأدلي بصوتك) (ص: 15).

والصحيح: وأدْلِ.

11. (.. ويعود إليكم كموزع لشركة النصر) (ص: 19).

والصحيح: موزعًا؛ (لأن كاف التشبيه لا مكان لها هنا)

12. (.. مؤهل عالٍ) (ص: 20)، والصحيح: عالٍ.

13. (شركة.. تطلب رسَّامين أوتوكاد: خبرة عامان) (ص: 20).

والصحيح:... رسامي أوتوكاد: خبرة عامين.

14. (مساعد أول وزير العمل) (ص: 21)، والصواب: المساعد الأول لوزير العمل.

15. وفي صفحتي الوفَيَات تطَّرد عبارة: ينعي فلانًا، للتعبير عن الحزن، وتعزية أهل الفقيد في فقيدهم، ومشاركتهم أحزانهم، كما نرى في العبارة التالية في الصفحة قبل الأخيرة: "مجموعة شركات المهندس... والمديرون وجميع العاملين ينعون الأستاذ...).

وهذا خطأ؛ لأن النعي لغة: الإخبار بالموت، سواء أأبدى المخبر حُزنًا أمْ لم يبد. والنعْي والنعيُّ - بكسر العين وتشديد الياء - خبر الموت؛ قال أبو العلاء المعري:

وشبيه صوت النعيِّ إذا قي س بصوت البشير في كل واد

والإعلان المنشور لا يُخبر بموت الفقيد (فذلك تكلَّف به أهله في اليوم السابق، أو الأيام السابقة) والصحيح: يُشاطرون أو يشاركون أهل الفقيد أحزانهم في وفاة...[2].

16. وفي الصفحة الأخيرة إعلان كبير يشغَل نِصفها، والإعلان عن تليفزيون جولد ستار جاء فيه:

"صورة داخل صورة - سترى ما تشين في نفس الوقت.

تايمر تشغيل وإيقاف... غلقْ أوتوماتيكي".

وكلمة "ماتش" كلمة إنجليزية match، وكان يجب أن يستبدل بها كلمة "مبارة" العربية، وكذلك كلمة تايمر Timer بمعني (مؤقت)، وهناك بعد ذلك خطآن:

الأول: في نفس الوقت، والصحيح: في الوقت نفسه.

والثاني: غلق أوتوماتيكي، والصحيح: إغلاق أو انغلاق آلي؛ لأن الفعل رباعي، ولم يُستعمَل في العربية ثلاثيًّا.

••••

هذه الأخطاء التي التقطتها بسُرعة من الإعلانات المنشورة في "الأهرام" إنما جاءت في عدد واحد فقط من هذه الصحيفة، مع ملاحظة ما يأتي:

1. إن هذه الصحيفة تعدُّ أنقى الصحف المصرية لغة، وأدقها تحريرًا، وأقلها أخطاءً، كما أنها تعدُّ من أثرى الصحف العربية، وأوسعها انتشارًا، فهي تطبَع - في وقت واحد - طبعةً محلية، وطبعة دولية.

2. إنني لم أُدخل في الاعتبار ما جاء في أغلب الإعلانات من كلمات أجنبية كُتبت بحروف عربية، وهذا في ذاته يعد إساءة بالغة للغتنا القومية[3].

3. إن الأخطاء اللغوية والقاعدية في المادة الخبرية أغزَر من أن تُحصى.