• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي / أخطاء لغوية شائعة


علامة باركود

بين الوهْم والوهَم والإيهام

بين الوهْم والوهَم والإيهام
محمد تبركان


تاريخ الإضافة: 17/2/2015 ميلادي - 27/4/1436 هجري

الزيارات: 25551

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين الوَهْمُ والوَهَمُ والإِيهَامُ


هي ألفاظ ثلاثة يَهِمُ فيها كثيرون، فلا يُفَرِّقون بينها من حيث الاختلافُ في الدّلالة وَفْقَ الوضع اللّغويّ؛ فكان هذا التّحرير، رفعًا لِلَّبْس القائم في الأذهان، وبيانًا لصواب الكَلِم رَسْمًا ولفظًا.

فَيَا مَنْ يَدَّعِي الفَهْم
إِلَى كَمْ يَا أَخَا الوَهْم
تُعَبِّي الذّنْبَ والذَّمّ
وتُخْطِي الخَطَأَ الجَمّ[1]

 

1. وَهَمَ يَهِمُ وَهْمًا: (وَهَمَ) فلانٌ في الشّيء، وإليه، بفتح الهاء من باب وَعَدَ، يَهِمُ وَهْمًا: إذا ذهبَ وَهْمُهُ إليه[2]، وهو يريدُ غيرَه. والوَهْمُ: ما يقعُ في القلب من الخاطِر كانَ في الوجود أو لم يكن. أو هو مَرجُوحُ طَرَفَي المُتَرَدَّدِ فيه، وفي حديث سعيد بن المسيِّب[3]: (وَهَمَ ابنُ عباس في تَزوِيجِ مَيْمونَة [وهو مُحْرِمٌ]). قال الخطَّابيّ: الهاء مفتوحة، ومعناه ذهبَ وَهْمُهُ إليه.

 

وسُئل ابن عباسٍ عن رجلٍ ماتَ وأوصى ببَدَنَة، أتُجزِئ عنه بقرة؟. فقال: نعم، ومِمَّن صاحبُكم؟. قيل له: مِن بني رياح. فقال: ومتى اِقْتَنَتْ بنو رِياحٍ البقرَ إلى الإبلِ؟. وَهَمَ صاحبُكم، أي ذهبَ وَهْمُه.

 

وفي رواية: ومَتَى اِقْتَنَتْ بَنُو رِيَاحٍ البَقَرَ؟. إنّما وَهْمُ صاحبكم الإبلُ، أي ما ذهبَ إليه وَهْمُه.

 

وتَوهَّمْتُه: وقعَ في خَلَدِي فتخيّلته وتَمَثَّلْتُه وتَصَوَّرْتُه.

 

وتَوَهَّمَ أي ظنَّ، واللهُ عزّ وجلّ لا تُدْرِكُهُ أوهامُ العباد.

 

قال زهير[4] في معنى التَّوَهُّم:

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
فَلَأْيًا عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

 

2. وَهِمَ يَوْهَمُ وَهَمًا: وَهِمَ (مكسورة الهاء) في الحساب وغيرِه يَوْهَمُ وَهَمًا بالتّحريك: إذا غَلِطَ [5] فيه وسَها، وبابُه فَهِمَ. ويتعدّى بالهمزة والتّضعيف، وقد يُستعمل المهموز لازمًا.

 

وفي حديث عليّ رضي الله عنه: (قال الشّاهدان: أَوْهَمْنَا أنّما السّارق هذا)، ويُروَى: وَهِمْنَا.

 

ومِن هذا حديث: (أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سجَدَ لِلوَهَم وهو جالِسٌ)[6]. أي للغلط. وأوردَ ابنُ الأثير بعضَ هذا الحديث أيضًا فقال: قيل له كأنّك وَهِمْتَ، قال: وكيف لا إِيهَمُ؟. قال: هذا على لغة بعضِهم، الأصلُ أَوْهَمُ بالفتح والواو، فكُسِرَت الهمزةُ؛ لأنّ قومًا من العرب يَكسرون مستقبل فَعِلَ فيقولون: إِعْلَمُ وتِعْلَمُ. فلمّا كسر همزة أَوْهَمُ انقلبت الواوُ ياءً.

 

قال في الكامل في اللّغة والأدب (1 /432): "يقال: وَهِمَ الرجلُ يَوْهَمُ إذا شكّ. هو الأجود، ويجوز يَيْهَمُ ويِيهَمُ [بكسر الياء الأولى] ويَاهَمُ لِعِلَل، وكذلك ما كان مثله نحو وَجِلَ يَوْجَلُ، ووَحِلَ يَوْحَلُ، ووَجِعَ يَوْجَعُ، ويجوز في وَهِمَ أن تقول: يَهِمُ، فإنّ المعتلَّ من هذا يجيء على مثال حَسِبَ يَحْسِبُ مثل وَلِيَ الأميرُ يَلِي، ووَرِمَ الجُرحُ يَرِمُ فهذا جميع ما في هذا الباب.

 

3. أَوْهَمَ يُوهِمُ إِيهَامًا: وأَوْهَمْتُ (بالألف) من الحساب كذا إذا أسقطتُ، وَزْنًا ومَعْنًى، وكذلك في الكلام والكتاب،

 

قال الأصمعيّ: يقال: أَوْهَمَ الرجلُ في كلامه وفي كتابه يُوهِمُ إِيهَامًا إذا ما أسقط منه شيئا. ففي الحديث أنه صلّى الله عليه وآله وسلم صلّى فأَوْهَمَ في صلاته (أي: أسقط منها شيئا)، فقيل له: يا رسول الله كأنك أَوْهَمْتَ في صلاتِك؟. فقال: وكيف لا أُوهِمُ ورُفْعُ أحدِكم بين ظُفْرِهِ وأَنْمُلَتِه؟.

 

ورَوَى ابن الأنباريّ: وَهِمْتَ؟. قال: فكيف لا إِيهَمُ. على لغة مَن قال: تِعْلَمُ.

 

وأمّا حديث عطاءٍ: (إذا أَوْهَمَ في الثّانية والثّالثة لم يُعِدْ) فمعناه: إذا شكّ.

 

وأَوْهَمَ من صلاته ركعةً: تَرَكَها عن نسيان، وأَوْهَمْتُ الشّيءَ إذا أغفلته، وأَوْهَمَ يُوهِمُ إيهامًا: وقع في الوَهْم.

 

نعم، ذهب بعضُهم[7] إلى عدم التّفريق بين: (أَوْهَمَ) و(وَهِمَ) و(وَهَمَ) وقالوا هي سواءٌ، وهو مذهبٌ في اللّغة غير مرضيّ، ولذلك لم يره الأكثرون، واللّه أعلم.

 

وانظر:

1. أساس البلاغة (ص511).

2. إصلاح غلط المحدِّثين (1 /129 - 131 رقم 89).

3. الإفصاح في فقه اللّغة (ص119 ع 1).

4. الصّحاح (5 /2054 وهم).

5. غريب الحديث لابن الجوزيّ (2 /485 - 486).

6. غريب الحديث لابن سلاّم (1 /262 - 264).

7. غريب الحديث لابن قتيبة (2 /472 - 473).

8. الفائق (4 /83).

9. الفروق اللّغوية (1218 حرف الشّين/الفرق بين الشكّ والظنّ والوهم).

10. فصيح ثعلب (ص101 - 102).

11. القاموس المحيط (ص1168 الوهم).

12. كتاب العين (4 /100).

13. الكتاب (4 /62).

14. لسان العرب (12 /643 - 644).

15. مختار الصّحاح (ص 738).

16. المصباح المنير (ص401).

17. المعجم الوسيط (ص1060 ع 2-3).

18. المغرب (2 /374).

19. مقامات الحريري (ص89 المقامة السّاويّة).

20. المنجد في اللّغة والأعلام (ص921 ع 2 اللّغة).

21. النّهاية في غريب الأثر (5 /232 - 233).



[1] مقامات الحريريّ (ص89 المقامة السّاويّة).

[2] سَبَقَ القلبُ إليه مع إرادة غيره.

[3] أثر سعيد بن المسيّب صحيحٌ مقطوعٌ، رواه أبو داود في سننه (3 /5 /208 رقم 1842 عون المعبود).

[4] ديوانه (ص75).

[5] في أساس البلاغة (511): " غَلِتَ ". إصلاح المنطق (2 /244)، المخصّص (4 /306).

[6] النّهاية (5 /525 باب الواو مع الهاء).

[7] من هؤلاء: ابن الأعرابيّ، وشمر كما في اللّسان (12 /644).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة