• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

لغة الإعلانات التلفزيونية

لغة الإعلانات التلفزيونية
أ. د. جابر قميحة


تاريخ الإضافة: 11/2/2015 ميلادي - 21/4/1436 هجري

الزيارات: 15835

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لغة الإعلانات التلفزيونية


يلاحظ أن لغة الإعلانات في التلفاز المصري هي العامية المصرية غالبًا، ولكن هناك إعلانات بالعربية الفصحى، وإن كانت قليلة، ويَزيد التلفاز السعودي عليهما اللهجة الشامية[1].

 

وأثبتت إحدى الدراسات التي أجريت على عيِّنة عشوائية من الأطفال المصريين أن 75 % من أطفال العينة يُشاهدون الإعلانات بانتظام، وأن 16 % تتَّسم مشاهدتهم بالانتظام النسبي، بينما لم تزد نسبة عدم المشاهدة بانتظام 9 % فقط.

 

كما أن من أهم النتائج التي أسفرت عنها هذه الدراسة أن الإعلان التليفزيوني يمثل العامل الأول في تحريك الطلب على السلع لدى الأطفال؛ وذلك بنسبة 44 %، وأن للإعلان قدرة كبيرة على تشكيل أنماط استهلاكية للطفل تظل لصيقة به[2].

 

ومن فضول القول أن نقرر أن الإعلانات هي أقدر الأعمال التلفازية على الترسب والبقاء في نفس المشاهد وحافظته؛ وذلك لأنه يتكرر عشرات المرات في فترات مختلفة، وقد يتكرر مرات متعددة في اليوم الواحد، زيادة على ما يتوافر فيه من خفة وجمال وطرافة، وخدمة فنية عالية.

 

وهناك أيضًا الإعلانات الملصقة، وهي الإعلانات الكبيرة الحجم التي توضع على الجدران في الطرقات العامة، وفي الأمكنة العمومية المختلفة، ومميزات الملصقات أنها تُرى عن بُعد، وتقرأ بسرعة، وتقوم بنَشرِها شركات الإعلان المختلفة[3].

 

وثمة أنواع أخرى من الإعلانات مثل إعلانات المساحات، والإعلانات على وسائل النقل، والإعلانات التي توزع باليد، والإعلانات المضيئة[4].

 

ويُمكن حصر أهم التأثيرات اللغوية السيئة للإعلانات - وخصوصا التلفازية - فيما يأتي:

1. الترويج للعاميات؛ باتخاذها أسلوبًا أمثل للأداء الإعلاني، وخصوصًا إذا كان الإعلان رفيع المستوى من الناحية الفنية.

 

2. الترويج للغات الأجنبية، وخصوصًا الإنجليزية بعرض إعلانات بهذه اللغة، أو بتطعيم الإعلانات العربية بكلمات أجنبية، وكل أولئك يكون - طبعًا - على حساب مساحة من اللغة العربية.

 

3. الترويج للأخطاء اللغوية التي تجري على ألسنة شخصيات الإعلان، إذا ما اعتمد الإعلان على التمثيل والحوار، ويسهل هذا الترويج إذا ما كانت شخصيات الإعلان من الشخصيات التمثيلية المحبوبة للجماهير بعامة، والأطفال بخاصة.

 

4. الترويج لعادات نطقية سيئة؛ كترقيق ما حقه التفخيم، أو العكس، ونطق الذال زايا، والصاد والثاءِ سِينًا... إلخ.

 

5. إفساد الذوق الأدبي واللغوي؛ وذلك بتعمُّد استعمال قوالب غالطة، أو غربية في الإعلان.

•    •    •


ويؤكد التأثيرات السابقة، وأكثر منها، ما لمستُه بنفسي من وقائع في محيط الأسرة والأبناء والمجتمع العام، وأجتزئ هنا ببعض الأمثلة:

أ- إعلان في التلفاز المصري عن أحد الأفلام المصرية من عشر سنوات تقريبًا، وفي الإعلان يظهر الممثل محمد رضا متلاعبًا بالعربية والإنجليزية وأذكر من عباراته:

• أنا مثلت أكثر من "ميت" فيلم سلمائي (سينمائي)، وكان آخر فلم "جُنْدِنْ فِنْجن" ، وأصبح أبنائي الصغار وأصدقاؤهم في الشارع يردِّدون دائمًا (جندن فنجن)، حتى إنهم أطلقوا هذه التمسيه على واحد منهم.

 

ب- وفي التلفاز المصري عرض - لمئات من المرات لعدة أشهر - إعلان عن مسرحية (فارس بني خيبان)، زيادة على الإعلانات التي غصت بها الشوارع والميادين لهذه المسرحية.

 

أخبرني أحد أصدقائي المدرسين بالمرحلة الثانوية أنه طلب من طلابه - في تطبيق تحريري - استخدام صيغة (فعلان) في جملة، وفوجئ بأن قرابة 40 % من الطلاب كتبوا المطلوب على النسق الآتي:

• شاهدت فارس بني خيبان.

• نظرت إلى فارس بني خيبان.

• انتصر فارس بني خيبان

• ما أجمل فيلم فارس بني خيبان!

 

وقد غُيِّر اسم المسرحية بعد ذلك - لسبب مجهول يقال إنه سياسي - وأصبح الاسم الجديد الذي تحمله الإعلانات "فارس وبني خيبان"، فوقع الإعلان في خطأ نحوي بشع، فالصحيح (بنو، ولا (بني).

 

جـ - وإعلان آخر عن مسرحية باسم (بحبك يا مجرم)، وهي تسمية لا أخلاقية - كما هو واضح - وسوأتها الثانية أنها تروِّج للعامية وقواعدها التي تتَّسع لوضع الباء قبل الفعل المضارع للتدليل على الحال، أو دَيْمومة الحال، وأصبح الفعل أحبك (بحبك)[5].



[1] والإعلانات المقدمة في التلفاز السعودي والتي يتحدث بها الأطفال: نجد أن مِن بين 32 إعلانًا قدِّم 21 منها باللهجة المصرية (بنسبة 62، 65%) وثمانية إعلانات بالعربية الفصحى (أي بنسبة 25%) وإعلانان باللهجة السعودية (بنسبة 6025%) وإعلان باللهجة اللبنانية (بنسبة 3013%)؛ د. سامي الشريف: الأطفال ومحتوى الإعلانات في التلفزيون السعودي (ص: 236).

[2] د. سامي الشريف: مرجع سابق (ص: 218).

[3] أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات الإعلام (ص: 310).

[4] انظر: المرجع السابق: الصفحات التالية بالترتيب: (11، 20، 79، 81)، وقد عرض المعجم ألوانًا أخرى متعددة من الإعلانات، ومنها: الإعلان الإرشادي، وإعلان البريد، والإعلان الإعلامي، والإعلان التذكيري، والإعلان التنافسي، والإعلان السلعي.... وغيرها.

[5] حكى لي أحد أصدقائي أنه كان يداعب ابنه الصغير "عادل" الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره، قال الأب لابنه: "بحبك يا عادل"، فأجابه الطفل الصغير على الفور: "بحبك يا مجرم"، وهي واقعة على بساطتها تدل على قدرة الإعلانات على السيطرة على عقول الصغار، وخطرها على قيَمِنا الخلُقية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة