• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اهتمام اليزدي بالاستشهاد بالقرآن الكريم

اهتمام اليزدي بالاستشهاد بالقرآن الكريم
قصي جدوع رضا الهيتي


تاريخ الإضافة: 13/1/2015 ميلادي - 23/3/1436 هجري

الزيارات: 3938

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اهتمام اليزدي بالاستشهاد بالقرآن الكريم


ونودُّ الآن بيان موقف اليزدي من الأدلة السماعية ومدى اهتمامه بها.

 

القرآن في اللغة: إنَّ لفظ القرآن في اللغة مشتق من مادة "قَرَأَ"، وهو مصدر مرادف للقراءة، على وزن "فُعْلان" بالضم، كالغُفْرَانِ والشُّكْرَانِ والرُّجْحَانِ، سُمِّي به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر، وإليه ذهب الطبري في تفسيره، إذ قال: (فأمَّا القرآن: فإنَّ المفسرين اختلفوا في تأويله، والواجب أن يكون تأويله على قول ابن عباس، من التلاوة والقراءة، وأن يكون مصدرًا من قول القائل: قَرَأْتُ القُرْآنَ، كقولك الخُسْرَان: من خَسِرْت، والغُفْرَان: من غفر الله لك...)[1]، وقيل فيه أقوال أخرى غير ما أشرت إليه[2].

 

وفي الاصطلاح: أورد العلماء جملة من التعريفات، أذكر منها ما يأتي:

أ- قيل: هو (الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز)[3].

 

ب- وقيل: هو (المنزل على الرسول، المكتوب في المصاحف، المنقول عنه نقلاً متواترًا بلا شبهة)[4].

 

ج- وقيل في تعريفه: هو (كلام الله المنزل على محمد، المَتْلُوُّ المتواتر)[5].

 

د- وقيل في تعريفه أيضًا: هو (كلام الله المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين، بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبَّد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختتم بسورة الناس)[6].

 

والمتأمل في التعاريف السابقة يجد أنها مسهبة أو مقصرة أو متوسطة في توصيف القرآن وتعريفه، ومهما قال القائلون فإنَّهم لن يبلغوا المراد الكامل للقرآن الكريم، والمعنى الشامل لكتاب الله تعالى.

 

فهو أوثق نص وأصحُّ أثر وصل إلينا، وإنَّه جدير بأن يكون المرجع الأول في استخلاص القواعد واستِنباطها منه؛ إذ لم يتوافر لنص ما توافر له من تواتر رواياته، وعناية العلماء بضبطها وتحريرها متنًا وسندًا، فهو النص العربي الصحيح المتواتر المجمع على تلاوته بالطرق التي وصل إلينا بها في الأداء والحركات والسكنات.

 

واليزدي في شرحه يضع القرآن الكريم على رأس المصادر التي استشهد بها، واستند عليها في توجيه القواعد الصرفية؛ إذ بلغ عدد الشواهد القرآنية عنده أربعين ومائة آية من دون المكرر منها.

 

ومن أمثلة استشهاده بالقرآن الكريم:

1- استشهد بقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ ﴾ [الإسراء: 79]، على أنَّ من معاني "تَفَعَّل" التَّجَنُّب، أي: بمعنى جانب الهُجُود[7].

 

2- عند كلامه على معاني "افْتَعَل" قال: (ويجيء أيضًا للتصرف، وهو: أن يكون في المعنى المشتق هو منه سعي ومبالغة لم يكن في أصله بسبب إيراده إلى "افتعل"، كقولك: "اكْتَسَبْتُهُ"، فإنَّه لا يطلق إلا إذا كان حصوله بسعي وقصد للنفس، بخلاف "كَسَبْتُهُ"، فإنَّه قد يطلق إذا كان حصوله بإصابة مجردة لا سعي فيها ولا تحصيل؛ قال الله تعالى: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286]؛ أي: للنفس ما حصل من الثواب بأي وجه اتفق حصوله، سواء كان بإصابة مجردة أو بتحصيل وسعي، وعليها ما حصَّلتْهُ وسَعَتْ فيه، لا ما حصل من غير اختيار لها وسعي)[8].

 

3- جاء بقوله تعالى: ﴿ فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 28] دليلاً على أن "فَعَال" ليس بمصدر "فَعَّلَ"، وإنما هو اسم المصدر بمعنى التسريح[9].

 

4- في مجيء المصدر على وزن "فَاعِلَة"؛ إذ قال: (وأما الرابع: فكقولهم: الكاذبة بمعنى الكَذِب، والباقية بمعنى البَقَاء، قال - جل ثناؤه -: ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 8]؛ أي: بقاء، وقال: ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ [الواقعة: 2]؛ أي: كَذِب)[10].

 

5- استشهد بقوله تعالى: ﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴾ [المدثر: 35] على أن "فُعْلَى" التي هي مؤنث "أَفْعَل" التفضيل جمعها على "فُعَل" بالضم والفتح[11].

 

6- جاء بقوله تعالى: ﴿ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴾ [المرسلات: 33] دليلاً على أنَّه قد يجمع بالألف والتاء كجِمَال وجمالات، وكِلابات في كلاب، وبُيُوتات في بيوت، وحُمُرات في حُمُر، وطُرُقات في طُرُق[12].

 

وغيرها من الآيات الكثيرة التي أضاءت في الشرح هنا وهناك[13].

 

ويلاحظ من استشهاد اليزدي بالشواهد القرآنية عدة أمور، منها:

1- كان يورد جزءًا من الآية القرآنية في الأعم الغالب[14]، ومن ذلك استشهاده على كلمة "مَثْوى"؛ أي: على مجيء الزمان والمكان على زنة "مَفْعَل" بالفتح مطلقًا من المنقوص؛ إذ قال: (تقول في الأول: مَثْوى، وفي الثاني: مَوْحٍ، قال الله تعالى: ﴿ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 72])[15]، ولإيضاح ذلك نورد الآية كاملة؛ قال الله تعالى: ﴿ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 72]، ومثله قوله: (ويجمع الأهل بالواو والنون، قال الله تعالى: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6][16]، ولا يثقَّل ههنا، وأما الأرض فقد يجمع بهما، ولكن لا يخفف)[17]، ومعنى قوله "ولا يثقل"، أي: لا يفتح، فلا يقال: وأَهَلِيكُم.

 

2- كان في بعض الأحيان يورد من الآية كلمة واحدة[18]، ومنه قوله تعالى: ﴿ آلذَّكَرَيْنِ ﴾[19]، فقد جاء بها شاهدًا على أنَّها من المواضع التي يغتفر فيها التقاء الساكنين؛ لأنه لو لم يغتفر لزم حذف الألف، ولو حُذفت التبس الخبر بالاستخبار[20].

 

3- كان اليزدي كثيرًا ما ينبه على الآيات القرآنية عند إيرادها بقوله: (قال الله تعالى)[21]، أو (قوله تعالى)[22]، أو (قال جل ثناؤه)[23]، أو (قال الله جل ثناؤه)[24]، أو (قال الله عز وجل)[25]، ومن ذلك على سبيل المثال قوله: (ومن أجل أن الوقف على قولهم: "أنا" بزيادة الألف، وقف على قول الله - عز شأنه -: ﴿ لَكِنَّا ﴾ [الكهف: 38] بالألف؛ إذ كان أصلها "لكنْ أَنا")[26].

 

وفي بعض الأحيان يورد الآية أو كلمة من الآية من دون تنبيه[27]، ومن ذلك ما جاء في شرح قول ابن الحاجب "واختياره في نحو: اخْشَوُا القومَ"[28]، قال: (وكاختياره في نحو: اخشوا القوم، ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ ﴾ [البقرة: 237]، ورَمَوُا ابنك، ومصطفَوُ الله، ووجه الاختيار أنهم أرادوا الفرق بين واو الضمير وبين واو "لو" و"أو")[29].

 

4- كان في عدة مواضع يقدم الشاهد القرآني على الشاهد الشعري في أثناء شرحه[30]، ومن ذلك قوله: (واسم المفعول إمَّا أن يكون محققًا كمُخْرَج ومُسْتَخْرَج ومُدَحْرَج، إلى غير ذلك، وإمَّا أن يكون مقدرًا كمُنْطَلَقٍ ومُحْرَنْجَمٍ من الأبواب التي لازم أن تكون لازمة، أو جائز، وهذا كقولك: مُضارَبٌ ومُقْتَدَرٌ ومُتَغافَلٌ ومُتَكَلَّمٌ، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ: 19]، وقال الشاعر[31]:

الحَمْدُ للهِ مُمْسَانَا وَمُصْبَحَنَا
بِالخَيْرِ صَبَّحَنَا رَبِّي وَمَسَّانَا

 

أي: إصباحُنَا وإمساؤُنا، وقال آخر[32]:

................................
وَعِلْمُ بَيَانِ المَرْءِ عِنْدَ المُجَرَّبِ

 

أي: عند التجربة)[33].

 

وهو بصنيعه هذا محمود؛ لأنَّه جمع بين شواهد متعددة في مسألة واحدة.

 

5- يلجأ في بعض الأحيان إلى الاستشهاد بأكثر من آية على المسألة الواحدة[34]، ومن أمثلة ذلك قوله في باب الميزان الصرفي: (فإن قلت: الأبنية لا تنحصر في الأحداث، فيليق جعل الفَعْلِ وزنًا لها لكونه أصلاً لها، بل منها ما تصدر عنه الأحداث، وهو الأسماء فلا يكون الفعل أصلاً له؟ قلت: الأسماء التي تصدر عنها الأحداث تكون فاعلة لتلك الأحداث لا محالة، ألا ترى أنَّه يصح أن تقول: "زَيْدٌ فَاعلٌ للضَّربِ" مكان قولك: "زَيدٌ ضَارِبٌ"، قال الله تعالى: ﴿ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ [يوسف: 61]، وقال: ﴿ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الحجر: 71]، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 4]،...)[35].

 

ومثال ذلك أيضًا قوله عند كلامه على حذف الواو والياء في الفواصل: (فأما حذفها فعلى نوعين: أحدهما ألا تكونا دالتين على اسم مستقل؛ أعني ضميرًا، والثاني: أن تكونا كذلك. فالأول: فصيح؛ لأن حذف جزء الكلمة أسهل من حذف ما يدل على مستقل، وذلك في الفواصل، كقوله جل ثناؤه: ﴿ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، وقوله: ﴿ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]، وقوله: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴾ [الفجر: 4]،...)[36].



[1] جامع البيان: 1 / 90.

[2] تنظر الأقوال في: البرهان في علوم القرآن: 1 / 277، 278، والإتقان في علوم القرآن: 1 / 103.

[3] البرهان في علوم القرآن: 1 / 318.

[4] التعريفات: 174.

[5] إرشاد الفحول: 1 / 86.

[6] التعبير الفني في القرآن: 11.

[7] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 223.

[8] شرح الشافية لليزدي: 1 / 229.

[9] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 273.

[10] شرح الشافية لليزدي: 1 / 284.

[11] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 452.

[12] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 368.

[13] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 156، 273، 284، 441، 458، 468، 472، 474، 478، وغيرها.

[14] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 186، 200، 203، 223، 263، 273، 274، 403، 429، وغيرها.

[15] شرح الشافية لليزدي: 1 / 289.

[16] سورة التحريم، من الآية 6، والآية بتمامها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

[17] شرح الشافية لليزدي: 1 / 428.

[18] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 471، 509، 520، 534، 590، 2 / 735، 788.

[19] سورة الأنعام، من الآية 143، والآية بتمامها: ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأنعام: 143].

[20] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 474.

[21] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 135، 200، 217، 223، 274، 282، 289، 428، 441، وغيرها.

[22] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 156، 263، 273، 284، 429، 468، 472، 485، وغيرها.

[23] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 284.

[24] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 258.

[25] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 481.

[26] شرح الشافية لليزدي: 1 / 534.

[27] ينظر: المصدر نفسه: 1 / 186، 471، 485، 533، 572، 2 / 713، 720، 722، 728، وغيرها.

[28] الشافية في علم التصريف: 46.

[29] شرح الشافية لليزدي: 1 / 490.

[30] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 135، 200، 524، 547، 2 / 936.

[31] وهو أمية بن أبي الصلت، والبيت في ديوانه: 134، وينظر: الكتاب: 4 / 95، وشرح أبيات سيبويه: 2 / 392، والمفصل: 190.

[32] وهو رجل من بني مازن، وهو عجز البيت، وصدره:

وقد ذُقْتُمُونا مَرَّةً بعد مَرَّةٍ
.....................

ينظر: المفصل: 190، والتخمير: 3 / 81، وشرح الأشموني: 2 / 310.

[33] شرح الشافية لليزدي: 1 / 282 - 283.

[34] ينظر: شرح الشافية لليزدي: 1 / 273، 464، 489، 549، 2 / 776، 935، 968، 1043، 1045.

[35] شرح الشافية لليزدي: 1 / 134، 135.

[36] شرح الشافية لليزدي: 1 / 546، 547.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة