• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي / أخطاء لغوية شائعة


علامة باركود

بادئ ذي بدء، لحن لا مسوغ له

محمد تبركان


تاريخ الإضافة: 10/1/2015 ميلادي - 20/3/1436 هجري

الزيارات: 84622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بادئ ذي بدء

لحن لا مسوغ له


قولُهُم: بادِئَ ذِي بَدْءٍ، لَحْنٌ لا مُسَوِّغَ له في رأيي[1]؛، وإليك بيان ذلك:

قال في أساس البلاغة (ص16 ع3): (وافعلْ هذا بَدْءًا، وبَادِئَ بَدْءٍ، وبَادِئَ بَدِيءٍ).

 

وقال في اللّسان (1 /27 - 28):

(والبَدْءُ والبَدِيءُ: الأَوَّلُ، ومنهُ قولُهم: اِفْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ على [وَزْن] فَعْلٍ، وبَادِيَ بَدِيءٍ، على [وَزْن] فَعِيلٍ أَي: أَوَّلَ شَيْءٍ، والياءُ من بادِي ساكِنةٌ في موضعِ النّصبِ، هكذا يتكلّمونَ بهِ. قال: وربّما تركوا همزه لكثرةِ الاستعمالِ على ما نذكرهُ في باب المعتلّ ... قالوا: اِفْعَلْهُ بَدْءاً، وأَوَّلَ بَدْءٍ عن ثعلبٍ، وبَادِيَ بَدْءٍ، وبَادِيَ بَدِيٍّ لا يُهمَزُ. قال: وهذا نادرٌ؛ لأَنهُ ليس على التّخفيفِ القياسيِّ، ولو كان كذلك لما ذُكر ههنا. وقال اللِّحيانيّ: أَمّا بادئ بَدْءٍ فإِنِّي أَحْمَدُ اللّهَ، وبادِيْ بَدْأَةَ، وبادئ بَدَاءٍ، وبَدَا بَدْءٍ، وبَدْأَةَ بَدْأَةَ، وبَادِيَ بَدْوٍ، وبَادِي بَدَاءٍ، أَي أَمَّا بَدْءَ الرّأْيِ فإنّي أَحْمَدُ اللّهَ. ورأَيتُ في بعضِ أُصول الصِّحاحِ يقالُ: اِفْعَلْه بَدْأَةَ ذي بَدْءٍ، وبَدْأَةَ ذِي بَدْأَةَ، وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبَدْأَةَ بَدِيءٍ، وبَدِيءَ بَدْءٍ على [وزن] فَعْلٍ، وبادئ بَدِيءٍ على [وزن] فَعِيلٍ، وبادئ بَدِىءٍ على [وزن] فَعِلٍ، وبَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ أَي أَوَّلَ أَوَّلَ).

 

وقال في (1 /80 ع2): (قال أَبو نُخَيْلةَ السَّعْدِي:

وَقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةٌ بَادِي بَدِي
وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ[2]

 

بَادِي بَدِي: أَي أَوّلَ كلِّ شيءٍ، من بَدَأَ، فتُركَ الهَمْز لكثرةِ الاستعمال وطَلَبِ التّخفيف، وقد يجوز أَن يكون مِن بَدَا يَبْدُو، إذا ظهر).

 

وقال في (14 /65): (وأَنشد:

أَضْحَى لِخَالِي شَبَهِي بَادِي بَدِي
وَصَارََ لِلْفَحْلِ لِسَانِي وَيَدِي)

.

وفي القاموس المحيط (ص1262): (وفَعَلَهُ بادِيَ بَدِيٍّ، وبادِيَ بَدٍ، وبادِيَ بَداً: أَصْلُها الهَمْزَةُ، وذُكِرَتْ بلُغاتِها).

 

وعلى ما سبق إيرادُهُ من منقول كلام العلم بالعربيّة، وما تركنا من كلامهم في مفردات هذه المسألة ممّا أشرتُ إليه فيما يأتي بقولي: (ويراجع) يُمكن اعتبار هذه الصِّيغة (بادئ بَدْءٍ، وما جرى مجراها) قد وردت بصيغ مختلفة، ولعلّها تنحصرُ فيما يلي:

1) بادئ بَدْءٍ.

2) بَادِيَ بَدْءٍ على وزن فَعْلٍ.

3) بَادِيَ بَدِيٍّ كَغَنِيٍّ لا يُهمَز.

4) بَادِيْ بَدِيْ

5) بَادِي بَدِيءٍ على وزن فَعِيلٍ.

6) بَادِي بَدْأَةَ.

7) بادئ بَدَاءٍ.

8) بَدَا بَدْءٍ.

9) بَدْأَةَ ذي بَدْءٍ يُهمَز ولا يُهمَز.

10) بَدْأَةَ بَدْأَةَ.

11) بَادِيَ بَدْوٍ.

12) بَادِيْ بَدَا.

13) بَادِي بِدَا.

14) بَادِي بَدَاءٍ كسماء.

15) بَادِيَ بَدِءٍ كَكَتِِفٍ.

16) بَادِي بَدٍ كَشَجٍ.

17) بَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ.

18) بَدْأَةَ ذِي بَدْأَةَ.

19) بَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ.

20) بَدْأَةَ بَدِيءٍ.

21) بَدِيءَ بَدْءٍ على وزن فَعْلٍ.

22) بادئ بَدِيءٍ على وزن فَعِيلٍ

23) بادئ بَدِىءٍ على وزن فَعِلٍ.

24) بَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ.

 

هذه الصِّيغُ أكثرُ ما نُقلَ، والأمرُ كما قال الزَّبيديّ في تاج العروس (1 /139 بدأ): (والنُّسَخُ في هذا الموضع مع اختلافٍ شديدٍ ومُصادَمة بعضها مع بعضٍ فليكنِ الناظِرُ على حَذرٍ منها).

 

والملحوظُ في جميع هذه النُّقول عدمُ ورود هذه الصّيغة (بادئ ذِي بَدْءٍ)، الّتي شُغِفَ بها أكثرُ النّاطقين بالضّاد!.

 

نعم، لقد نُقِلَ ما هو قريبٌ منها نحو قولهم: بَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ، وبَدْأَةَ ذِي بَدْأَةَ، وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ. ولكن، يُعْوِزُها ما يشهد لها من كلام العرب. وهذا بخلاف الصّيغ الّتي خلتْ من كلمة (ذي) في تركيبها، فقد سبق إيرادُ بعض ما يشهد لها.

 

ثمّ، ما الفائدة من إقحام هذه الكلمة (ذي)، وأيُّ معنًى زائدٍ أفادته في تلك التّراكيب؟.

إنّني أخشى - إن عُدم ما يشهد لها من كلام العرب - أن تكون حَشْوًا في الكلام تنبو عنه لغة العرب، وتترفَّعُ عن احتضان مثل هذا التّدنِّي في صيغ الكلام، وهي ما هي من لغة شريفة، بديعة الألفاظ والتّراكيب؛ نمّامة عن مكنون الضّمائر، إلى ما حباها اللّه تعالى من جمالٍ أخاذ، لا يكاد يحيطُ بأسرارها، وعجيب مبانيها، وأفانين أساليبها، إلاّ نبيٌّ كريم.

 

ولعلّ في صرفِ النّظر إلى ما سطّرته يراعةُ الإمام الفذِّ ابن جِنِّيّ في كتابه العُجاب (الخصائص) ما فيه مَقْنَعًا لما ألمحتُ إليه. واللّه تعالى أعلم.

 

ويراجع:

1. أخطاء ألفناها (ص26).

2. تاج العروس (1 /139).

3. تهذيب اللّغة (14 / 204 بدا).

4. الصِّحاح (1 /35 بدأ).

5. العُباب الزّاخر (1 /23 بدأ).

6. غريب القرآن (ص42).

7. كيف تكون فصيحا؟ (ص54).

8. لسان العرب (14 /66 - 67).

9. المحيط في اللّغة (9 /375 بدأ).

10. المخصّص (4 /260).

11. المعجم الوسيط (ص42 ع2).

12. المفصّل في صنعة الإعراب (ص223).

13. النّهاية (1 /109).



[1] إنّي أستغفر اللّه العظيم إن كنت قصدتُ بقولي: (رأيي) في هذا الوضع وغيره مضاهاة آراء علماء العربيّة. كلاّ، ولكنّها الكتابة تضطرُّ صاحبها إلى توظيف مثل هذه الكلمات للتّمييز. ورحم اللّه امرءًا عرفَ قدره؛ فلزمه.

[2] قال ابن برّي: صوابه، تنهض في تشدُّدِ - اللّسان (7 /245 ع2).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة