• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الادعاء أن العربية لغة غير علمية

الادعاء أن العربية لغة غير علمية
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 7/1/2015 ميلادي - 17/3/1436 هجري

الزيارات: 8348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهم معارك العربية في القرن العشرين

الادعاء أن العربية لغة غير علمية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية


لقد تعرَّضت اللغة العربية لكثير من الأخطار، ونجت من هجمات كثير من الأعداء، وانتصرت في بعض المعارك الفتاكة، وفي القرن العشرين تعرضت - أيضًا - لكثير من الأخطار، وفُرِضت عليها كثيرٌ من المعارك؛ منها الآتي[1]:

الدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية، والادعاء أن العربية لغة غير علمية:

والتاريخ اللغوي للغة العربية يدحض ذلك، وقد مر بنا ذلك عند الحديث عن عالمية اللغة العربية، ويضاف لما سبق ذكره قولُ جوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب": "كلما تعمق المرء في دراسة العربية، تجلت له أمور جديدة، واتسعت أمامه الآفاق، وثبت له أن القرون الوسطى لم تعرف الأمم القديمة إلا بواسطة العرب، وأن جامعات الغرب عاشت خمسمائة سنة تكتب للعرب خاصة، وأن العرب هم الذين مدَّنوا أوروبا في المادة، والعقل، والخُلُق، فالعربية هي لغة التقنية في العلوم الإنسانية بصفة عامة، وفي العلوم الرياضية، وفي العلوم التجريبية، والنهضة الغربية قامت بفضل تقنية اللغة العربية، فلماذا لا يقف علماؤنا مثل الوقفة التي كانت من علماء العربية في العصور الوسطى؟!"، وعبَّر الأستاذ ماسنيون عن الفكرة نفسها قائلاً: "إن المنهاج العلمي قد انطلق - أولَ ما انطلق - باللغة العربية، ومن خلال العربية، في الحضارة الأوربية، إن العربية استطاعت بقيمتها الجدلية والنفسية والصوفية، أن تُضفي سِربال الفُتُوَّة على التفكير الغربي"، ثم يواصل ماسينيون وصفه الرائع قائلاً: "إن اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإن استمرار حياة اللغة العربية دوليًّا لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل"[2].

 

ولقد كانت اللغة العربية يومًا ما هي اللغةَ العلمية العالمية، وكانت تحتكر المؤلفات العلمية، فلا تكاد تُنشر إلا بها، وإن الحضارة الغربية الحديثة لَمَدِينةٌ للحضارة العربية الإسلامية - وهي في أزهى عصورها - بالإسهامات القوية في تطوير الفكر الغربي، عن طريق ما بذله الأوربيون في العصور الوسطى من ترجمة اللغة العربية للُّغات الأوروبية المختلفة، وما نهلوه من معرفة وعلم في مراكز الإشعاع للحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى؛ كالأندلس، وصقلية، وخلال الحروب الصليبية، وفتح جنوب شرق أوروبا على أيدي العثمانيين، وإنها لأمانة في أعناقنا - نحن أحفاد العرب المسلمين - أن نحمل المشعل مرة أخرى لنفس الطريق، ونقود الإنسانية كما فعل أسلافنا أول مرة[3].

 

وإن الاحتجاج بأن اللغة العربية لغة عاجزة عن استيعاب التقدم العلمي المعاصر - كلام يعبر عن الاستسلام والعجز مِن قِبل مَن يرددونه؛ لأنهم يتجاهلون أن اللغة العربية كانت هي لغة العلم الأولى طوال ما يُسمَّى بالعصور الوسطى في الغرب، وصدق "روجر بيكون" حينما قال‏:‏ أعجب ممن يريد أن يتخصص في الفلسفة والعلوم، ولا يعرف اللغة العربية‏!‏ لقد تعلم البشر جميعًا درس نقل العلوم من لغة إلى أخرى من العرب‏،‏ حيث كانوا أصحاب أول حضارة تنقل نتاج الحضارات السابقة إلى لغتها‏،‏ ومن خلال هذه الحركة النشيطة في الترجمة‏،‏ تلك الحركة التي شجعها الجميع إلى حد أن كان الخلفاء يَزِنُون الكتاب المترجم ذهبًا، ويعطونه لمن قام بترجمته‏،‏ إنه من خلال هذه الترجمة لكل نتاج العلوم؛ يونانية كانت أو فارسية، نجح المسلمون في استيعابها، وفي خلق البيئة المُوَاتية للتقدم والإبداع العلمي‏،‏ فكان منهم العلماء الذين ساهموا في تطوير كل العلوم المعروفة آنذاك، وفي تأسيس الكثير من العلوم الجديدة،‏ وكان أن تتلمذ على مؤلفاتهم كل علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة، وقد اعترف معظمهم بذلك، كما خلَّده مؤرخو العلم في مؤلفاتهم، ‏وقد قوبلت هذه الدعوات الهدامة للغة العربية بدعوات مضادة؛ أبرزها: إحياء التراث العربي القديم، واستخدام اللغة العربية الفصحى، واللجوء إلى الترجمة، والنقل المجازي، والاشتقاق، وتطهير العربية من بقايا الضعف التي حملتها من عصور الانحطاط، أو التأثير الأجنبي الحديث.

 

وعلى الرغم مما سبق - أيضًا - فقد عرفت اللغة العربية في القرن العشرين امتدادًا واتساعًا في رقعة الناطقين بها؛ سواء من أبناء الوطن العربي، أو من شعوب العالم الإسلامي، أو من غير هؤلاء، من الدارسين للغة الضاد لأسباب شتى من مختلف أنحاء العالم، ويمكن أن نقول: إن انتشار اللغة العربية في القرن الماضي ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ، وقد ساعد على ذلك الانتشار التوسعُ الكبير الذي عرفته البُلدان العربية في إنشاء المدارس، والمعاهد، والجامعات، وظهور الصحافة التي كانت في أول عهدها مع نهاية القرن التاسع عشر، وفي العقود الخمسة الأولى من القرن العشرين، أُسِّست مدارس شعبية للغة العربية، وفي تلك المرحلة تأسست مجامع اللغة العربية الثلاثة في دمشق (1918م)، وبغداد (1921م)، ثم في القاهرة (1932م)، وكان تأسيسها لغرض خدمة اللغة العربية، كما حُقِّقت ونُشرت في تلك الفترة أمهاتُ كتب التراث العربي الإسلامي، وكانت حركة تحقيق التراث العربي الإسلامي ونشره قد بدأت في مصر في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، وازدهرت واتسع نطاقها في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، وظهرت في تلك الفترة معاجم لغوية عربية جديدة، وشُرع في وضع المعجم التاريخي للغة العربية، وإن كان العمل فيه قد تعثر، ثم توقف في بدايته، ثم ظهرت الإذاعة التي كان لها إسهام كبير في نشر اللغة العربية في مختلف الأصقاع، فقد كانت تقدم للمستمعين برامجها باللغة العربية، ومن ضمنها المسلسلات التاريخية، والقصائد الغنائية الفصيحة لكبار الشعراء، أما التلفاز، فقد ظهر في مصر أولاً مع مطلع الستينيات، وهو له اليوم وظيفة أساس في نشر اللغة العربية على نطاق واسع، ويعزز هذا الانتشار للغة الضاد ظهور أقسام للغة العربية وآدابها في الجامعات العربية والإسلامية، وفي بعض الجامعات الغربية التي تهتم بتدريس اللغة العربية، والثقافة العربية، والحضارة الإسلامية، وازدهار حركة النشر باللغة العربية على نطاق واسع، التي نشرت الكتاب العربي، والصحيفة العربية، والمجلة العربية، نشرًا واسعًا ضاعَفَ من ذيوع اللغة العربية في الآفاق، ومع المكاسب الكبيرة التي حققتها اللغة العربية بهذا الانتشار الواسع والممتد أفقيًّا وعموديًّا، فإن هناك جوانب أخرى للصورة ليست مما يُطْمَأَنُّ عليه، فلقد صاحَب هذا الذيوعَ غير المعهود فشوُّ اللحن، واستشراء الضعف والهزال في أحايين كثيرة، والخروج على قواعد اللغة، الذي يبلغ حد الاستخفاف والاستهانة بالضاد، وتجريحها، والمس بكرامتها؛ لأن لكل لغة كرامة كما للكائن البشري سواء بسواء، ومما يلاحظ في هذا السياق وجودُ تلازم بين الانتشار الواسع للغة العربية، وبين الضعف المُطَّرِد لمستواها على ألسنة المتحدثين، وعلى أقلام الكتاب، بل إن الضعف الذي تعرفه اللغة العربية منذ العقود الستة الأخيرة، وصل إلى الأقسام المتخصصة في الكليات الجامعية، كما وصل إلى الكتب التي يؤلفها أساتذة متخصصون - علميًّا ومهنيًّا - في تدريس اللغة العربية، ضعف عام يستشري في اللغة على مستوى اللفظ، وعلى مستوى الجملة، وعلى مستوى السياق، وعلى مستوى الصورة البيانية[4].



[1] ينظر: جاد الكريم، عبدالله أحمد، الدرس النحوي في القرن العشرين، مكتبة الآداب، القاهرة، 2004م، (ص110) وما بعدها.

[2] مجلة "اللسان العربي" بعنوان: "اللغة العربية وتحديات العصر" بالعدد الصادر في السنة 1976م.

[3] ينظر: شلتوت، مسلم، الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى والتحدي المعاصر، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

[4] ينظر: مستقبل اللغة العربية في عالم متغير، بحث ألقي في الدورة 73 لمـؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة، يوم 2 أبريل 2007م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة