• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

القسم عند النحاة: تعريفه، مكوناته، فائدته، أدواته

القسم عند النحاة: تعريفه، مكوناته، فائدته، أدواته
د. سعد الدين إبراهيم المصطفى


تاريخ الإضافة: 7/1/2015 ميلادي - 17/3/1436 هجري

الزيارات: 62895

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القَسَمُ عِندَ النُّحاةِ

تَعْرِيفُهُ - مُكَوِّناتُهُ - فائِدَتُهُ - أَدَواتُهُ

 

القَسَمُ لُغةً واصطِلاحاً:

القَسَمُ لُغَةً: مَصدَرُ قَسَمَ الشَّيءَ يَقسِمُهُ قَسْمَاً فانقَسَمَ. والمَوضِعُ: مَقْسِمٌ، مثال: مَجلِسٌ، وقسَّمهُ: جزَّأهُ، وهيَ القِسْمةُ والقِسْمُ بالكسر: النَّصِيبُ والحظُّ[1]. ويَكُونُ بِمعنَى: قَدَّرَ ونَظَرَ، كَقَولِكَ هُوَ يَقسِمُ أَمرَهُ: أَي: يُقَدِّرَهُ، ويُدَبِّرُهُ، ويَنظُرُ كَيفَ يَعمَلُ فِيهِ، قَالَ لَبيدُ العامِريُّ: (من الطويل)

فَقُولَا لَهُ إنْ كانَ يَقسِمُ أمرَهُ
أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهرُ أُمُّكَ هابِلُ[2]

 

ويَأتِي القَسَمُ بِمعنَى اليَمِينِ والحَلفِ، وهُو القَسَمُ بِفتحِ القَافِ والسِّينِ وجَمعُهُ أَقسَامٌ، مِثل، سَبَبٌ وأَسبابٌ، ومِنهُ: أَقسَمَ بِاللهِ إقساماً، أي: حَلَفَ بِاللهِ حلْفاً. وقاسَمَهُ: أقسَمَ لَهُ، أو شَارَكَهُ فِي القَسَمِ. ومِنهُ قَولُهُ تَعالَى: ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [3].

 

يَقُولُ الراغب الأصفهاني (ت502هـ): إنَّ القَسَمَ بِمعنى اليَمينِ، أَصلُهُ مِن القَسامَةِ، وهِيَ أَيمانٌ تُقسَمُ علَى أَولِياءِ القَتِيلِ إذا ادَّعُوا علَى رَجُلٍ أنَّهُ قَتَلَ صاحِبَهُم، ومَعَهُم دَلِيلٌ دُونَ البَيِّنة، فيَحلِفُونَ خَمسِينَ يَميناً تُقسَمُ علَيهِم، ثمَّ صارَ اسمٌ لِكلِّ حَلفٍ، فَكأَنَّهُ أي: القَسَمُ كانَ في الأَصلِ تَقسيمَ أيمانٍ، ثمَّ صارَ يُستَعمَلُ في نَفسِ الحَلْفِ والأيمانِ[4].

 

والحَلْفُ لَهُ معنيانِ هُما القَسَمُ والعَهدُ. والحَلْفُ والحِلْفُ بِفَتحِ الحاءِ وكَسرِها لُغتانِ فِي القَسَمِ. فالحِلفُ بِكسرِ الحاء: العَهدُ الذي يكُونُ بينَ القومِ، وقد حالفَهُ: أي عاهَدَهُ. وتحالَفَ القَومُ: تعاهَدُوا، ويكونُ بمعنى تآخوا[5].

 

واصطِلاحاً هُوَ طَريقٌ مِن طُرقِ تَوكِيدِ الكَلامِ وإبرازُ معانيهِ ومقاصِدِهِ علَى النَّحو الَّذِي يُريدُهُ المتكلِّمُ، إذ يُؤتَى بِهِ لِدفعِ إنكارِ المُنكِرِينَ، أو إزالةِ شَكِّ الشَّاكِينَ. وهُوَ مِنَ المؤكِّداتِ التي تُمكِّنُ الشَّيءَ في نَفسِ السَّامِعِ وتُقَوِّيهِ، ولِتَطمَئِنَ إلَى الخَبرِ.

 

مُكَوِّناتُهُ:

يتكوَّنُ أسلُوبُ القَسَمِ من جُملَتَيْنِ: الأُولَى جُملةُ القَسَمِ، والثَّانيةِ جَوابُ القَسَمِ، وقد تَكُونُ جملةُ القسَمِ جملةً فِعليَّة أو جملَةً اسميَّة، فالجُملةُ الفِعليَّةُ، نحو " حَلَفْتُ بِاللهِ، وأَقسَمْتُ وآلَيْتُ وعلِمَ اللهُ، ويَعلَمُ اللهُ" والجملة الاسمِيَّةُ، نحو: " ولَعَمرُكَ، ولَعَمرُ أَبِيكَ، ولَعَمرُ اللهِ، ويَمِينُ اللهِ، وأيمُنُ اللهِ، وأمانَةُ اللهِ، وعلَيَّ عَهدُ اللهِ لأفعَلَنَّ أو لا أَفعَلُ "[6]. وسوف نأتي على تفصيلهما.

 

فائِدَتُهُ:

والقَسَمُ تَوكِيدٌ لِلكلامِ، وبَيانٌ لَهُ، وإلَى ذلِكَ أشارَ سِيبَويه بقوله: " اعلَمْ أنَّ القَسَمَ تَوكِيدٌ لِكَلامِكَ. فإذا حَلَفْتَ علَى فِعلٍ غيرِ مَنفِيٍّ لم يَقَعْ لَزِمَتْهُ الَّلامُ، ولَزِمَتْ الَّلامَ النُّونُ الخفِيفَةُ أو الثَّقِيلَةُ فِي آخِرِ الكَلِمةِ، وذلِكَ قولُكَ: لأفعَلَنَّ.. واعلَمْ أنَّ من الأفعَالِ أشياءَ فِيها مَعنى اليَمِينَ، يَجرِي الفِعلُ بَعدَها مَجرَاهُ، بَعدَ قَولِكَ: واللهِ، وذلِكَ قولُكَ: أُقسِمُ لأفعَلَنَّ، وأشهَدُ لأفعَلَنَّ، وأَقسَمْتُ باللهِ علَيكَ لَتَفعَلَنَّ"[7].

 

إنَّ هاتَيْنِ الجُملتَيْنِ تَتنزَّلانِ مَنزِلةَ الجُملةِ الواحِدةِ، فَهُما كَجُملَتي الشَّرطِ وجَوابِ الشَّرطِ، لا تَستَغنِي إِحداهُما عنِ الأُخرى، فَوُجُودُ القَسَمِ سَببٌ فِي وُجُودِ جَوابِ القَسَمِ، فلا يُمكِنُ أنْ يَأتيَ الجوابُ دُونَ أنْ يُمَهَّدَ لَهُ بالقَسَمِ، فالترابُطُ بَينَهُما تَرابُطٌ في المعنى والصناعة النحويَّة، عِلماً أنَّ جُملةَ جَوابِ القَسَمِ لا مَحَلَّ لَها مِن الإِعرابِ، أي: أنَّها لا تَشغَلُ وَظِيفَةً يُمكِنُ أنْ يَشغَلَها المُفرَدُ، وذلِكَ لأنَّ جوابَ القَسَمِ خبرٌ، أي يَحتَمِلُ الصِّدقَ والكَذِبَ، وقد يَكُونُ نَفياً أو إثبَاتاً، والغَرضُ مِنَ القَسَمِ تَوكِيدُ ما يُقسَمُ علَيهِ مِن نَفيٍ أو إثباتٍ، ولَيسَ مَعنَى كَونِ جَوابِ القَسَمِ لا مَحلَّ لهُ من الإعرابِ أنَّه غيرُ مترابِطٍ مَعَ القَسَمِ"[8].

 

أَدَواتُهُ:

أَدواتُ القَسَمِ الَّتي تَنُوبُ عنِ الفِعلِ، هِيَ: الباءُ والواوُ والتَّاءُ، وقد يُكتَفَى بِحرفِ الجرِّ، وما أُقسِمَ بِهِ، ويُحذَفُ الفِعلُ الدَّالُّ علَى القَسَمِ، ويُسمَّى حرفُ الجرِّ هُنا حَرفَ قَسمٍ. فإذا كانَ حرفُ القَسَمِ المُستَخدَمُ هُوَ الباءُ فإنَّ الفِعلَ الَّذِي يَتَعلَّقُ بِهِ الجارُّ والمجرُورُ يَكُونُ مَحذُوفاً جوازاً، فقال سيبويه: " وللقَسَمِ والمُقسَمِ بِهِ أدَواتٌ فِي حُرُوفِ الجرِّ، وأكثرُها الواو، ثمَّ الباءُ، يَدخُلانِ علَى كُلِّ مَحلُوفٍ بِهِ. ثُمَّ التَّاءُ، ولا تَدخُلُ إلَّا فِي واحدٍ، وذلكَ قَولُكَ: واللهِ لَأَفعِلَنَّ، وبِاللهِ لَأَفعَلَنَّ، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أصنَامَكُم ﴾[9]. وقَالَ الخليلُ (ت175هـ): إنَّما تَجيءُ بِهذِهِ الحُرُوفَ، لأنَّكَ تُضِيفُ حَلفَكَ إلَى المحلُوفِ بِهِ، كما تُضِيفُ مَرَرْتُ بِهِ بِالباءِ، إلَّا أنَّ الفِعلَ يَجِيءُ مُضمَراً فِي هذا الباب، والحَلفُ توَكِيدٌ "[10].

 


[1] لسان العرب لابن منظور (711هـ) مادة (قَسَمَ)

[2] شرح ديوان لبيد العامري، تحقيق: د. إحسان عباس، وزارة الإعلام الكويتية، ط2، 1984م، ص131، وينظر القاموس المحيط مادة (قَسَمَ). وأمك هابل: دعاء عليه، كقولك ثكلتك أمُّك.

[3] الآية 21 من سورة الأعراف.

[4] مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل(ت502هـ)، تحقيق صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، والدار الشامية، ط2، 1418هـ-1997م، ص670.

[5] لسان العرب والقاموس المحيط مادة (حلفَ).

[6] المُفَصَّل في صَنعةِ الإعرابِ: للزمخشري، لأبي القاسم محمود بنِ عمرَ بنِ مُحَمَّدٍ الخوارزمي (ت538هـ)، تحقيق: د.خالد إسماعيل حسان، مكتبة الآداب، القاهرة، 2009م، ص471.

[7] الكتاب: لسيبويه، عمرو بن عثمان بن قنب‍ر (ت180هـ)، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1430هـ-2009م، 3: 104.

[8] بناء الجملة العربية: د. محمد حماسة عبداللطيف، دار غريب، القاهرة، 2003م، ص228.

[9] الآية 57 من سورة الأنبياء.

[10] الكتاب 3: 496-497.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة