• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اللغة العربية: الهوية ومناط الشرف

اللغة العربية: الهوية ومناط الشرف
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 19/11/2014 ميلادي - 26/1/1436 هجري

الزيارات: 9169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللغة العربية

الهوية ومناط الشرف


الهُويَّةُ: حقيقةُ الشَّيءِ أَوْ الشَّخْصِ التي تُميِّزُهُ عَنْ غيرِهِ، وَقَدْ تَكُونُ لُغةُ الإنسانِ هي هويتُهُ، وهي تفكيرُهُ، ولقدْ تكوَّنتْ الهُويَّةُ العَربيَّةُ مِن استخدامِ العربيَّة لغةً، ومِن الاعتزازِ بالإسلامِ دينًا، ومِن التُّراثِ الأدبيِّ والفِكريِّ[1]. ومِن العَسيرِ أنْ نتصوَّرَ شعبًا بِدُونِ هويَّةٍ، وأثبتتْ الدِّراسَاتُ السُّوسيولُوجية أنَّ لِكُلِّ جماعةٍ أو أُمَّةٍ مجموعةً مِن الخصائصِ والمُميِّزاتِ الاجتماعيَّةِ والنَّفسيَّةِ والمَعيشيَّةِ والتَّاريخيَّةِ المُتماثلةِ التي تُعبّرُ عن كيانٍ ينصهرُ فيه قومٌ مُنسجِمُونَ ومُتشابهونَ بتأثيرِ هذه الخَصَائِصِ والمَيْزَاتِ التي تجمعُهم. ومِنْ هذا الشُّعورُ القوميُّ ذاتُهُ، يستمدُ الفَرْدُ إحساسَهُ بالهُويَّةِ والانتماءِ، ويحسّ بأنَّه ليس مُجرَّدَ فَرْدٍ نكرةٍ، وإنَّما يشتركُ مع عددٍ كبيرٍ مِنْ أفرادِ الجَماعَةِ في عددٍ مِن المُعطياتِ والمُكوِّناتِ والأهدافِ، وينتمي إلى ثقافةٍ مُركَّبةٍ من جُملةٍ من المَعَاييرِ والرُّموزِ والصُّورِ[2]. وفي حالةِ انعدامِ شُعورِ الفَرْدِ بهُويتهِ نتيجةَ عواملَ داخليَّةٍ وخارجيَّةٍ، يَتَوَلَّدُ لديه ما يُمكنُ أَنْ تُسميه بأزمةِ الهُويَّةِ التي تَفْرِزُ بدوْرِهَا أَزْمَةَ وعيٍ (Warness crisis) تُؤدِّي إلى ضياعِ الهُويَّةِ نهائيًّا، فينتهي بذلك وُجُودُهُ[3].

 

والهُويَّةُ تتضمَّنُ مُكوناتٍ ثابتةٍ وأُخرى قابلةٌ للتَّغيير. ويُعتبرُ الدِّينُ واللُّغةُ مِن الثَّوابتِ الرَّاسِخَةِ، بينما تكونُ المُكوِّناتُ الأُخرى مِنْ عاداتٍ وَقِيَمٍ وطُرُقِ تفكيرٍ؛ قابلةً للتَّغييرِ في الشَّكلِ الإيجابيِّ الذي تُحدِّدُهُ حركيَّةُ المُجتمعِ وتفاعُلُهُ بمُحيطِهِ الخارجيِّ. وإذَا كانَ القَوْلُ بثباتِ اللُّغةِ كَمُعطى أَسَاسي يُحيلُ على الهويةِ، فإنَّ ذلك لا يعني تَخْشِيْبَها وتَقْدِيْسَهَا، وَالحيلولةَ دُونَ تطويرِ بُنيتِهَا؛ لإنتاجِ أفكارٍ جديدةٍ وتوليدِ مُصطلحاتٍ لُغويَّةٍ ذاتِ قيمةٍ. ولاشَكَّ أنَّ الهُويَّة العربيَّةِ التي بدأتْ في التَّشكُّلِ دُستوريًا مُنْذُ كتابةِ صحيفةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ هجرَتِهِ إلى يَثْرِبَ[4]، وانطلقتْ من مبدأِ التَّغير مع الإبقاءِ على الثَّوابتِ، ولذلك شاركتْ الهُّويَّةُ العربيَّةُ فِي منظومةِ الإنتاجِ الحضاريِّ وبناءِ التُّراثِ العالميِّ، وبقيتْ اللُّغةُ العربيَّةُ مُحافظةً على ثباتِهَا الإيجابيِّ، باعتبارِهَا مُكوِّنًا أساسيًا للهُويَّةِ العربيَّةِ. وأنَّ أُمَّةً كاليابانِ قَدْ هُزِمَتْ بَعْدَ أَنْ فَقَدَتْ أَسلحَتَهَا وثَرواتِهَا وخِبراتِهَا، ولكنَّها بقيتْ فَقَطْ مُتمسِّكةً بلُغتِهَا الأُمِّ وبِتقاليدِهَا وثقافَتِهَا، وبِمُكوِّناتِ الهُويَّةِ الحقيقيَّةِ، هذه استطاعتْ أنْ تطفوَ مَرَّةً أُخرى، لا بَلْ وأَنْ تتصدَّرَ قائمةَ الأقوياءِ، فهم استطاعُوا أَنْ يُحافِظُوا على لُغتِهم القَوميَّةِ وتقاليدِهِمْ البسيطةِ، ولم يُغلِقُوا النَّوافِذَ أمامَ الثَّقافاتِ الأُخرى، واحتفظُوا بِحُرُوفِهِمْ وكَلماتِهِمْ، ولم يعتبرُوها عاراً أو تأخُّراً، واستفادوا ممَّا عند الآخرين، ولكنَّهم لم ينبهرُوا فيُلقوا بالأسلحةِ التي بين أيديهم. نَحْنُ بحاجةٍ إلى أنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ هَذَا الدَّرْسِ، نحنُ مُحتاجُون إلى أنَّ نتأمَّلَ مَفهومَ الخَسَارَةِ الكُبرى للشُّعوب عندمَا تتنازَلُ عن هُويَتِهَا، إنَّ الشَّعبَ يُستعبَدُ عندما يُسْلَبُ اللِّسانُ الذي تركه له الأجدادُ ليضيعَ للأبدِ[5]. وَفِي نهايةِ القَرْنِ الماضي أصدرتْ مُنظمةُ اليُونسكُو قائمةً بِاللُّغاتِ التي ماتَتْ خِلالَ قرنٍ، فكان منها (300) لُغةً، لكنَّ الأكثرَ فزعًا أنَّها أصدرتْ قائمةً باللُّغاتِ المُرشَّحةِ للمَوْتِ في القرنِ الجديدِ، وكانتْ مِنْ بينها العَرَبِيَّةُ. ومِنْ أجلِ التَّحقُّقِ مِنْ واَقعِ العربيَّةِ في عصرِ العولمةِ، ومَعْرِفَةِ المطلوبِ منَّا جميعًا للحِفَاظِ على مُستقبلِ اللُّغةِ العربيَّةِ جاءتْ هذه الدِّراسةُ.



[1] ينظر: الموسوعة العالمية العربية(ص8). وينظر: الطائي، عباس، (آفات اللغة والهوية)، مقال نشر بالموقع الإلكتروني (www.ahwazstudies.org)، وفي هذا السياق وبحضور عربي لافت من معظم دول الخليج العربي، نظمتْ وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، ندوةً حول "اللغة والهوية؛ دول الخليج العربية أنموذجًا"(15ـ17) فبراير 2009 م.

[2] خلف، بشير، (سؤال الهوية وصدمة العولمة )، مقال نشر بالموقع الإلكتروني: ضفاف للإبداع:(www.difaf.net).

[3] بركان، محمد أزرقي، (التحول هل هو بناء الهوية أم تشويه لها؟)، مجلة فكر ونقد، عدد 12، أكتوبر 1998، (ص 56).

[4] الجابري، محمد عابد، (الهوية العربية: من صحيفة النبي إلى تفكك الخلافة)، موقع الأستاذ محمد عابد الجابري على الانترنت.

[5] كما يرى الشاعر الصقلي إجنازيو بوتيتا المولود 1899م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- هويتُنا بلغتِنا
د. علي عبدالفتاح الحاج فرهود - العراق 21-11-2016 12:58 PM

نعم فمن لا ينسجمُ وناموسَ لغتِه فإنه يفقدُ هُوِيتَه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة