• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أقسام السياق في الدلالة

أقسام السياق في الدلالة
د. سامح عبدالسلام محمد


تاريخ الإضافة: 16/4/2014 ميلادي - 15/6/1435 هجري

الزيارات: 136411

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أقسام السياق في الدلالة


القرائن المساعدة في فهم المعنى، منها: لفظية، ومنها: مقامية؛ وعليه يتنوع السياقُ إلى قسمين رئيسين، هما: اللفظي، والمقامي[1].

 

السياق اللفظي: ويقصد به النَّظم اللفظي للكلمة، وموقعها منه، ويشمل الكلماتِ والجُمَلَ الحقيقية السابقة واللاحقة للكلمة، والنص الذي توجد فيه؛ فهو السياقُ الذي توجد فيه اللفظة في الجملة، فتكتسب من السياق توجيهًا دلاليًّا، وقد تأتي في سياق آخر فتكتسب دلالة أخرى.

 

أما القرائنُ المكونة لهذا السياق، فإن (أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ موافقته لِما سبق من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع القصدِ الذي جاء له الكتاب بجملة)[2]، وقد صرح ابن حزم[3] بأن: (الحديث والقرآن كله لفظة واحدة، فلا يحكم بآية دون أخرى، ولا بحديث دون آخر، بل بضم كل ذلك بعضه إلى بعض؛ إذ ليس بعضُ ذلك أَولى بالاتِّباع من بعض، ومَن فعل غيرَ هذا، فقد تحكَّم بلا دليل)[4].

 

وهذا هو السياق اللغوي بمعناه الواسع، فيشمل الكتاب كله، أو السورة كلها، أو كل ما ورد في المسألة من نصوص ثابتة، أما السياق بمعناه الضيق، فهو تتابع الكلام، أو ما سِيق له الكلام، أو الطريقة التي سِيق بها، أو ما يُحيط باللفظِ من ألفاظ[5].

 

السياق المقامي: ويسمى أيضًا بسياق الموقف، أو سياق الحال، أو السياق الخارج عن النص، ويُقصَد به السياق الخارجي الذي يمكن أن تقعَ فيه الكلمة، ويشمل كلَّ ما يحيط باللفظة من عناصرَ غيرِ لغوية تتصلُ بالعصر، أو نوع القول، أو جنسه، أو المتكلِّم، أو المخاطَب، أو الإيماءات التي تعطي للفظةِ دلالتها.

 

فكلمة سياق تشمل هذا النوع من القرائن أيضًا، (ويمكن أن يتسعَ المعنى المألوف لكلمة "سياق"، ليشملَ الظروف التي تحيط بالكتابة أو القول... وقد يتسع المعنى أخيرًا ليشمل أيَّ شيء يعود إلى ذلك العصر نراه مناسبًا لتفسيره)؛ وذلك أن (المعنى المعجمي ليس كل شيء في إدراك معنى الكلام، فثمة عناصرُ غير لغوية ذاتُ دخل كبير في تحديد المعنى، بل جزء أو أجزاء من معنى الكلام من ملابَسات وظروف ذات صلة)[6]، فينبغي لفَهْم النص فهمًا صحيحًا معرفةُ الحدَثِ المَقُول فيه، والظرف المحيط، ليوصلنا سياقُ الحال إلى الدلالةِ المحددة[7].

 

فمن القرائنِ ما يكونُ دوره الأساسي متجاوزًا دلالةَ الألفاظ المعجمية في تحديد المعنى المراد؛ إذ ما دام المتكلم يملِك من الحرية ما يكفُلُ له الانتقال باللفظ الخاص من الخصوص إلى العموم، وباللفظ العام من العموم إلى الخصوص، وما دامت دلالةُ الألفاظ ليست كلها قطعية، فإن الدلالةَ المعجمية للألفاظ تبقى قاصرةً عن تحديد المعنى المراد[8].

 

فالقرائن اللغوية التي يستعملها المتكلمُ في سياق كلامه كعلامات هادية إلى المعنى المراد، إن لم تصحَبْها معرفة بالمتكلم المنشِئ للخطاب، وبالمستمِع الموجَّه إليه الخطابُ، وبالظروف المحيطة بالخطاب - فحينئذٍ لا يمكن معرفةُ المراد بالتحديد من الخطاب؛ لأن المعنى (كل مركَّب من مجموعة من الوظائف اللغوية، بالإضافة إلى سياقِ الحال غير اللغوي، ويشمل سياق الحال عناصر كثيرة تتصل بالمتكلِّم والمخاطَب والظروف الملابِسة والبيئة)[9]؛ ذلك أن إجلاء المعنى على المستوى المعجمي، لا يُعطينا إلا المعنى الحرفيَّ، أو معنَى ظاهرِ النص، وهو معنى فارغ من محتواه الاجتماعي والتاريخي، منعزلٌ عن كل ما يحيط بالنص من القرائن الحالية.



[1] علم الدلالة؛ لمختار عمر ص (69).

[2] الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي (11/274)، وفتح الباري؛ لابن حجر (6/566).

[3] الموافقات؛ للشاطبي (4/256).

[4] إحكام ابن حزم (3/118).

[5] إرشاد الفحول؛ للشوكاني ص (101).

[6] علم اللغة؛ للسعران ص (288).

[7] البحث الدلالي عند الراغب الأصفهاني ص (190).

[8] الخطاب الشرعي ص (148).

[9] دراسة المعنى ص (214).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة