تشاركنا في حبها

تشاركنا في حبها

للهدية وقع في قلب المحب سيَّمَا إذا وافقت هواه

قالت:

حَبيبتي تذوب شعرًا في فمي عانقْتُها عناقَ صَبٍّ مُغْرَمِ فإذ هي الحياة، سرٌّ خلقها وإذ هي الأنساب تجري في دمي

فقلت لها:

شبيهان: الهلال إذا تهادى وفكرٌ بات يرتاد السَّدَاد رعى الله الأديب يروم معنى فيُسْعِدُه البيانُ بما أراد

قالت:

قدسية الآي تعالى مجدها صوفيةُ الألفاظِ راح مبسمي حوريةُ اللغاتِ عَزَّ ثغرُها بمن لعرشها فداءً يرتمي ليست كغيرها وإن ضاقوا بها شمس المعاني والبيان الأعظمِي

فقلت لها:

وطوَّقَها كتابُ الله مجدًا وزاد سنا بلاغتها اتقادا

قالت نورة:

كم غرب الأوطان طُول هجرها فإذ هي الأشلاء لم تلملمِ هي اللغات إن يعزَّ أهلها عاشوا بعزةٍ كرامَ الأنجمِ نادوا بموتها بكل مِنْبر دعاة زيف واللسان أعجمي نادوا ونادت: ويحكم من حُرمتي بكل دار مات صوت معجمي وذل قوم ضيعوا لغاتهم في العالمين ما لهم من مغنمي[1]

فقلت لها:

وَمَنْ يَصُنِ الهُدى مُلِئَتْ يَداهُ نَجاحًا كلَّما اسْتَوْرى زِنادا[2]

نورة: ما أجملَ اللغةَ عندما يترنّم بها صانعوها، ويتعنى بها معلّموها، ما أجمل المعلمةَ عندما تتهادى في موكب العلم والشعر والهدى، فتهدي ما تحب (علمًا، أدبًا، فقهًا، رونقًا) قوافي شجيات مباركة، بورك المجد الذي تسعين إليه، فلن ننجح حتى نحب ما نعمل.

عندما نغرم بلغة القرآن ونعجب بما كتب عنها يتوارى قلم الناقد الأدبي ليظهر قلم المحب.