• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الخصائص الكتابية لصوت الضاد وصوت الظاء

كبير بن عيسى


تاريخ الإضافة: 25/10/2012 ميلادي - 9/12/1433 هجري

الزيارات: 8559

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخصائص الكتابية لصوت الضاد و صوت الظاء


الرسم:

أفادت الدِّراسات المُقارِنة لخطوط النقوش المختلفة على مَرِّ الزَّمان أنَّ الآراميين أخذوا خَطَّهم عن الفينيقيين، وقاموا بتطويره وتعديل صُوَرِ حروفه ونشروه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومن الآراميين اقتبسه العرب خَطًّا؛ عددُ حروفه اثنان وعشرون حرفًا، يَفتَقِرُ إلى الإعجام وإلى الحركات؛ فقاموا بتطوير حروفه، كما فعلوا مع الألف والواو والكاف والميم والعين والفاء، بينما أخذت الدال والراء والسين والشين والراء والتاء أشكالا جديدة، وأُهمِلت حروف أخرى[1]، حتى استقلَّت العربية بحروفها.

 

وعن الأنباط وَرِث العرب وَصلَ الحروف وفصلها [2]، يقول إميل يعقوب:

"ومن الحروف ما لا يَتصَل بها ما بعدها، وتقبل الاتصال بما قبلها ما لم يكن من جنسها، وهي حروف الانفصال، ويجمعها قولك: زُر ذا وُدٍّ. وما عدا هذه الحروف تُسمَّى حروف الاتصال" [3]، ومنها الضاد والظاء؛ فتُكتَبان في خط النسخ مفردتين هكذا: ض وظ في مثل: خاض وقرظ، ومتصلتين بما قبلها هكذا: ـض، ـظ، في مثل: يقبض وحظ، ومتصلتين بما بعدها هكذا: ضـ وظـ في مثل: ضد، وظل، ومتصلتين بما قبلها وما بعدها هكذا: ـضـ وـظـ في مثل: يضرب، وعظيم.

 

النَّقط:

كانت بعض حروف الخط الآرامي تُمثِّل أكثر من صوتٍ، فلجأت الأمم التي اقتبستها إلى رموز كتابية أخرى للتَّفريق بين المُشتَرِك من الأصوات في حرف واحدٍ فاستعمل السُّريان في كتاباتهم الإعجام النقط إضافةً إلى الشَّكل، كما نَقَط العبرانيون بعضًا من حروفهم، كالذال والخاء والظاء [4]. وعلى المنوال ذاته سار العرب، فنَقَطوا ما تشابه من حروفهم؛ وعن ضوابط النَّقط العربي يقول القسطلاني: "القياس يقتضي أنَّ لكُلِّ حَرفٍ شَكلاً، لكن شرَّكوا فيها [5]، فرجعت الأشكال إلى سبعة عشر شكلاً، وانقسمت إلى: عديم النظير [6]، وما له نَظيرٌ واحد [7] أو مُتعدِّدٌ [8] فاحتاجت إلى تمييز، والنَّقط أقلها، فالمُتوَحِّد مُستغنٍ عن النَّقط بِنصِّه، والذي له نظير يُمَيَّزُ بنُقطةٍ فوق، والمُتعدِّد يُمَيَّزُ بعددٍ النُّقَط إلى أقلِّ الجمع، وربما اختلف الاصطلاح؛ كنَقط القاف واحدة، والفاء من أسفل، وذلك في الخط المغربي. فالمنقوط يسمى مُعجَما، أي مُزال العُجمة، وكذلك المُهمَل أيضًا؛ لأنَّ تَرك العَلامة في المُنحصِر عَلامةٌ" [9]. فكان أَن نُقط الصَّاد لِيَدُلَّ على الضاد ض، ونُقطت الطاء لِتَدُلَّ على الظاء ظ.

 

وأقدم دليلٍ مادي على الاستخدام المُبكِّر للإعجام هو:

بَردِيَّة ترجع إلى أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 22 هـ/642م، تَضُمُّ كافَّة الحروف العربية بأشكالها المختلفة، وقد نُقِط من حروفها: الزاي والذال، والخاء، والنون والشين [10]. وكذلك يظهر التَّنقيطُ واضحًا في كتابة سَدِّ مُعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، المؤرَّخة سنة ثمان وخمسين للهجرة [11]. فالإعجام إذن؛ كان معروفًا ومُستعملاً زمنَ الخلفاء الراشدين في الكتابات الرَّسميَّة واليوميَّة، خلافًا للمُتداوَل من كونه استُحدِث زَمنَ الأُمويين.

 

من معاني الضاد والظاء في كلام العرب:

لم تُوظَّف الضاد ولا الظاء في العربيَّة إلا ضمن حروف المباني، وهذه الحروف يجوز فيها التذكير والتأنيث؛ فالتَّذكير على تأويل حرف أو صوت، والتَّأنيث على تأويل "كلمة" [12]. يُقال: ضَوَّدتُ ضادًا حسنَةً وحَسَنًا، وجَمْعُهُ على التَّذكيرِ أَضوادٌ، وعلى التَّأْنيثِ ضاداتٌ. أما الظاء؛ فيُقال: ظَيَّيْتُ ظاءً حَسَنَةً وحَسَناً، وجَمْعُهُ على التَّذكيرِ: أَظْواءٌ، وعلى التَّأْنيثِ: ظاءاتٌ، وكلمة مُظيَّأَةٌ: فيها ظاءٌ [13].

 

والعُلماء القُدامى لم يَكتفوا بالتعرُّف على الحروف المفردة، بل راحوا يبحثون عن دلالات أسمائها؛ ومن ثَمَّ تضمينها منظومات شعريَّة ليَسهُل حِفظها، كما فعل أبو عبدالله الهروي الأندلسي في نونيته [14]. وبمراجعة ما خلَّفوه؛ نقف على معانٍ عدَّة لكلمة الضاد وكلمة الظاء، على حَدٍّ سواء.

 

1- من معاني كلمة الضاد: جاءت كلمة الضاد في اللغة على معانٍ؛ منها:

الهُدهُد الضَّعيف؛ قال الشَّاعِر:

كأَنِّيَ ضادٌ يوم فارقت مالكًا
أَنُوءُ إِذا رُمْتُ القيامَ فأَكسَلُ [15]

 

والضَّوادِي: الكَلامُ القَبيحُ، وما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ [16]؛ قال أميةُ بن أبي الصَّلْتِ:

ومَا لِيَ لا أُحَيِّيهِ وعِنْدِي
قَلائضُ يَطَّلِعْن منَ النِّجادِ
إليَّ وإنَّه للناسِ نَهْيٌ
ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوَادي

 

قال ابن سيده: "ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ، وهذه الكلمة لم يَحْكِها إلاَّ ابنُ دُرُسْتَوَيْه، ولا أَصْلَ لها في اللُّغِة" [17]. كذا قال ! وقد حكاها ابن الأَعرابي أيضًا [18]، وفسَّرها.

 

2- من معاني كلمة الظاء: جاءت كلمة الظاء في اللغة على معانٍ؛ منها:

صَوْتُ التَّيْسِ ونَبِيبُه؛ يقول أحد الشعراء:

يَصوعُ عَنوقَها أحوَى زَنيم
له ظاءٌ كما صَخِبَ الغَريمُ



العَجوزُ المنْثِنِيةُ ثَدْيها؛ أنشد الخليل:

أنكحتُ من حَيّي عجوزًا هَرِمَهْ
ظاء الثُدِي كالحَنِي هَذْرَمَهْ [20]

 

• اسم موضع [21].

 

• الظاءُ الكافية، وهي التي يُقتَصَر عليها من ذِكر الظَّلام [22].



[1] انظر: الجبوري، يحي بن وهيب، الخط والكتابة في الحضارة، دار الغرب الإسلامي، لبنان ط1، 1994. ص31-38.

[2] انظر: الجبوري، يحي بن وهيب، الخط والكتابة في الحضارة. ص25.

[3] إميل بديع يعقوب، موسوعة الحروف في اللغة العربية. ص448.

[4] انظر: الجبوري، يحي بن وهيب، الخط والكتابة في الحضارة. ص109.

[5] أي: أشركوا عدة أحرف في شكل واحد؛ كما في الباء والتاء والثاء.

[6] كالألف، والكاف، واللام.

[7] كالدال، والراء، والسين.

[8] كالباء، والجيم.

[9] القسطلاني، أحمد بن محمد، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ج1ص282.

[10] انظر: الجبوري، يحي بن وهيب، الخط والكتابة في الحضارة. ص50.

[11] المرجع نفسه. ص109.

[12] إميل بديع يعقوب، موسوعة الحروف في اللغة العربية. ص283، 449.

[13] انظر: المرتضى الزَّبيدي، محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس. ج38ص529.

[14] انظر: الظاهري، أبو تراب، لجام الأقلام، تهامة، السعودية، 1978. ص185.

[15] الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز. ج4ص69.

[16] انظر: المرتضى الزَّبيدي، محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس. ج38ص464.

[17] ابن سيده، علي بن إسماعيل، المحكم والمحيط الأعظم. ج8ص240.

[18] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب. ج3ص266.

[19] المرتضى الزَّبيدي، محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس. ج40ص435.

[20] المرتضى الزَّبيدي، محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس. ج38ص530.

[21] المصدر نفسه. ج38ص530.

[22] الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز. ج4ص75.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة