• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

حكم ما جاء من كلام الرسول على زنة الشعر

حكم ما جاء من كلام الرسول على زِنة الشعر
أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله


تاريخ الإضافة: 1/7/2012 ميلادي - 12/8/1433 هجري

الزيارات: 27450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قضية للمناقشة[1]

حُكم ما جاء من كلام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم على زِنة الشِّعر


أنكر الأخفشُ أن يكون مشطور الرجز ومنهوكه، ومشطور السريع، ومنهوك المنسرح من الشِّعر، كما أنْكر أن يكون قائلُه شاعرًا.

 

يقول ابن القطاع: "وقدْ رأى قومٌ، منهم الأخفش، وهو شيْخ هذه الصناعة بعد الخليل، أنَّ مشطور الرجز ومنهوكه ومشطور السريع، ومنهوك المنسرح، ليس بشِعر، لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم:

((اللَّهُ مَوْلاَنا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ))

 

وقوله:

((هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبعٌ دُمِيتِ

وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ))

 

وقوله:

((أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَلِّبْ))

 

وقوله:

((لاَ هُمْ إِنَّ الدَّارَ دَارُ الآخِرِةْ))

 

وقوله:

((الجَارُ قَبْلَ الدَّارِ))

وهذا غلط بيِّن[2].

 

والسبب في ذلك أنَّ الشاعر لا يُسمَّى شاعرًا إلا إذا شعر الشِّعر وقصده، واهتدى -كما يقول ابن القطَّاع[3]- إليه وأراده، وأتى به كلامًا موزونًا على طريقةِ العرَب، في إتيانهم الشِّعر، مقفًّى.

 

فأمَّا متَى خلا مِن هذه الأوْصاف، أو مِن بعضها كأن لا يقصد قولَ الشِّعر ولم يرده، وجاء على لِسانه عفوًا بغيْر قصْد، فلا يستحق أن يسمَّى شعرًا، ولا قائله شاعِرًا بإجماع العلماء والشُّعراء.

 

يقول ابن القطَّاع أيضًا[4]: وكذلك لو قفَّاه وقصَد به الشعر وأراده، غير أنَّه لم يأت به موزونًا.

 

كذلك لا يُسمَّى شاعرًا، مَن نطق شعرًا موزونًا مقفًّى، غير أنه لم يقصِد به الشِّعر ولا أراده، يقول ابنُ القطَّاع ذاكرًا الدليل على ذلك: "بدليل أنَّ كثيرًا مِن الناس يأتون بكلام موزون مقفًّى، غير أنهم ما شَعروا له ولا قصَدوه ولا أرادوه، فلا يستحقُّ التسمية لذلك"[5].

 

يقول ابن القطاع: "وإذا تفقّد ذلك، وجد في كلام الناس كثيرًا "، نحو قول بعضهم:

"اختموا صلاتَكم بالدُّعاء والصدقة"

 

وكما قال قائل لإنسان بحضرة أبي العتاهية وفي يدِه مسحا:

يَا صَاحِبَ المسحِ تَبِيعُ المسحا

 

فأجابه أبو العتاهية بأن قال:

فَإِنَّ عِنْدِي إِنْ أَرَدْتَ الرِّبْحَا

 

وكما قال الآخر:

اذْهَبُوا بي إلى الطَّبِيبِ وَقُولُوا قدِ اكْتَوى

 

ومِن أمثال هذه كثير، وفيما ذكَرْنا منها كفاية"[6].

 

ومعنى الكلام السابِق الذي ذهَب إليه الأخفش وحكاه عنه ابنُ القطاع، أنَّ مثل هذا الكلام السابق لا يُسمَّى شعرًا، ولا يُسمَّى قائله شاعرًا؛ لأنَّ مِن صفات الشِّعر الذي يُسمَّى صاحبه شاعرًا هي:

• الوزن على طريقة العرب.

 

• التقفية.

 

• القصْد والإرادة.

 

فأمَّا إذا خلاَ مِن هذه الأوْصاف، لا يُسمَّى شعرًا ولا قائِله يُسمَّى بشاعر.

 

والأمثلة التي ذكرْناها للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يقصد أن تكون شعرًا، ولا شِعر له أصلاً، ولا إرادة الشِّعر، وعليه، لا يُعدُّ ما ذكرْناه له شعرًا، ولو وافق أصول الشعر، أو كان كلامًا موزونًا مقفًّى، فموافقة الإنسان للشِّعر في الوزن مع عدم القصد مِن قائله أو الإرادة، لا يُوجب له حُكم الشِّعر، ولا لقائله أن يُسمَّى شاعرًا لأجْل ما ذكرْنا، ولأجل قوله تعالى: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ﴾ [يس: 69]؛ فإنَّه أخبر - سبحانه وتعالى - وقوله الصِّدق، بأنَّه ما علَّم رسولَه الشِّعر، ولا سهَّل عليه قوله، والمعنى ما جعلناه شاعرًا، ولم يخبرْ أنَّه لا ينشد الشِّعر ولم ينفِ عنه أن يقول قولاً لا يُريد به الشِّعر، فيوافِق الشعر، وقد ثبت أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - تمثَّل بأبيات من الشِّعر، وليس كلام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقط، بل ما جاء في كِتاب الله تعالى مِن هذا النوع، وهو شيءٌ كثير، وإنْ كان جاريًا مجرى الشعر، مِن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ، وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 14] وقد أدخله دعبل في قصيدته التي يقول فيها[7]:

أَلاَ كُفِّي مَلاَمَكِ يَا ظَعِينَا

 

كما أدخل أبو نواس القرآن في قوله[8]:

 

وَقَرَا مُعْلِنًا لِيَصْدَعَ قَلْبِي
وَالهَوى يَصْدَعُ الفُؤَادِ السَّلِيمَا
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّي
نِ فَذَاكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَا

فقال "فذاك" من "ذلك" ومد ميم "اليتيم"، وقال "اليتيما".

 

وقال آخر[9]:

قَالَ الْإِلَهُ الكَرِيمُ
وَالقَوْلُ مِنْهُ عَظِيمُ
نَبِّئْ عِبَادِيَ أَنِّي
أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ
وَقَالَ إِنَّ عَذَابِي
هُوَ العَذَابُ الأَلِيمُ
فَأَذْهَبَ الظَّنَّ عِلْمِي
أَنَّ الكَرِيمَ كَرِيمُ
وَأَنَّ كُلَّ مُسِيءٍ
يَأْتِي غَدًا مَرْحُومُ

 

والصَّواب: أنَّه لا يجب أن يُقال هذا الذي ذكرْناه مِن كتاب الله شِعر؛ لأنَّه لم يقصد به ذلك، ولم يردْ، كما أنه لا يجب أن يقال: إنَّ الذي ذكرْناه مِن كلام دعبل وأبي نواس وغيره قرآن؛ لأنَّه قصد به أن يكون شعرًا، ووضَعه في قالب الشعر.

 

والسؤال: هل إنكار الأخفش المنسوب إليه مِن ابن القطاع لأضرب الشعر الأربعة، وهي:

• مشطور الرجز.

 

• منهوك الرجز.

 

• مشطور السريع.

 

• منهوك المنسرح.

 

بأنَّها ليستْ بالشعر، لينفي عنِ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قول الشعر، ولأنَّ من كلامه ما جاء على هذه الأضرُب الأربعة، فنفيه لها نفيٌ لنسبة قول الشعر للرسول.

 

• هل هذا الإنكار صحيح؟

أقول: ليس صحيحًا، ولا نُوافِقه عليه؛ والسبب:

أنَّ القرآن وردتْ فيه بعض الجمل على مقاس وزن البسيط والوافر والرمل والسريع والمجتث والمتقارب، وغير ذلك مِن بحور الشِّعر، فهل ندْفع بهذه البحور وننكرها، لنَنْفي عن القرآن ما جاء منه على زِنة الشِّعر ومقاسه، وبالتالي نُلغي كلَّ أجناس الشعر العربي؟!

طبعًا لا يصحُّ هذا.

 

لذلك فإنَّ القول الفصل في هذه القضية، هو أنَّ الشعر والشاعر، لا بدَّ أن يتوافر فيهما: القصد والنية والوزن على طريقة العرَب، والبناء على طريقتهم، والتقفية كلها أو بعضها، وإلا لما كان القول شعرًا ولا القائل شاعرًا.

 

ولقد ذهَب هذا المذهب الذي ذكرناه، الخليلُ بن أحمد وابن القطَّاع أيضًا، يقول ابن القطاع:

 

ولما دفَعوا هذه الأربعةَ الأضرب، وقالوا ليستْ بشعر، لما وقَع الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيها، وأثبتوا أنَّ ما عداها شِعر، احتججْنا بما وقَع في القرآن الكريم على وزن البسيط والوافر والرمل والسريع والمجتث والمتقارب، وغير ذلك من أجناس الشعر، فاضطررناهم إلى إحدى خلتين:

• إمَّا أن ينكروا هذه الأجناس التي ذكرْناها أنها ليستْ بشعر، فيدفعوا حينئذٍ شعر العرب أجمع، وهذا محال.

 

• وإما أن يقرُّوا أنها شِعر، فيكفروا.

 

وقدْ رَوى الليثُ عن الخليل، أنهم لما رَدُّوا عليه، وقالوا ليس المنهوك ولا المشطور بشعر، قال: لأحتجنَّ عليهم بحُجة، إن لم يقروا بها أنها شعر كفروا، قال: فعجِبْنا من قوله حتى سمعنا حُجَّته بما وقَع في كتاب الله تعالى".

 

ونحن نرى ما رآه الخليل مِن أنَّ هذه الأضرب الأربعة مِن الشعر، وإن وقع منها على الألسنة شيءٌ دون قصْد أو إرادة.



[1] منشور بكتابنا: "فن القافية - قضايا وبحوث" من (ص: 136 وما بعدها)، الطبعة الثالثة 2001م – 1421هـ.

[2] "الشافي في القوافي" (6/ب).

[3]ا لمصدر السابق.

[4] المصدر السابق.

[5] الشافي في القوافي (6/ب).

[6] المصدر السابق.

[7] "الشافي في القوافي" (7/أ).

[8] المصدر السابق.

[9] المصدر السابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة