• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الفرق بين (السورة) و (الصورة)

الفرق بين (السورة) و (الصورة)
د. أحمد سيد محمد عمار


تاريخ الإضافة: 28/1/2025 ميلادي - 28/7/1446 هجري

الزيارات: 2185

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفرق بين (السُّورة) و(الصُّورة)

 

يحلو لبعض الْمُتعالِمين أن يخرج علينا بين أوانٍ وآخر بكلامٍ يظنُّ صاحبه أنه جاء بما لم يُسبق إليه، فإذا نظرتَ فيما جاء به، تراه في غاية التفاهة والتهافت؛ من ذلك قول بعضهم: (كلمة "صورة" بـالصاد تدل على شيء حسيٍّ يُرى بالبصر والنظر، ولكن كلمة "سورة" بالـسين تدل على شيء معنويٍّ، ولا تُرى إلا بالبصيرة والقلب)، وقول آخر: (الفرق بين سورة وصورة: لماذا نقول صورة فوتوغرافية وسورة قرآنية؟ الجواب: لأن الصاد حرف ماديٌّ، والسين حرف معنويٌّ؛ فالصورة هي كل ما نراه بالبصر، والسورة هي كل ما ندركه بالبصيرة).

 

ولا أدري من أين لهم هذا الكلام، الذي لا يقول به من عنده قليلُ علمٍ أو فَهمٍ.

 

ولبيان ذلك، أقول وبالله التوفيق:

بتتبُّع معاني مادتَي (سورة) و(صورة) في المعاجم اللغوية، يتبيَّن لنا ما يأتي:

1- السُّوَر: بضم السين وفتح الراء: الشرف والفضل، والرِّفعة والمنزلة، والسُّور: ما طال من البناء وحسُن، والسور: ما يحيط بالبناء الفخم كالقصور، والسور: الناقة التامَّة الخِلْقَةُ، والسور: عند العرب حائط المدينة، وهو أشرف الحيطان.

 

وعليه فالسور: له معنيان:

1- معنًى حسيٌّ مادي، يُدرك ويُشاهَد بالبصر.

 

2- وآخرُ معنويٌّ: يُكنى به عن السموِّ والشرف والمنزلة الرفيعة.

 

2- الصُّوَرة: بضم الصاد وفتح الراء: جمع صور: الشكل والتمثال المجسَّم، وما يرسُمه الرسام بفُرشاته، أو ما يُرسَم في الذهن، وهو الصورة الذهنية.

 

وعليه فالصورة - أيضًا - لها معنيان:

1- معنًى محسوس: يُدركه الإنسان؛ كصورة الإنسان والفرس بالمعاينة.

 

2- معنًى معقول: يُدركه الخاصة دون العامة؛ كالصورة التي اختصَّ الإنسان بها من العقل والمعاني التي ميَّز بها، وإلى الصورتين أشار الله تعالى بقوله: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [غافر: 64]، ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 8]؛ قال ابن الأثير: الصورة تَرِدُ في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته يُقال: صورة الفعل كذا وكذا؛ أي: هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا؛ أي: صفته.

 

وخلاصة ما سبق: أن (السورة) و(الصورة) تشتركان في أن لكلٍّ منهما معنًى ماديًّا محسوسًا، وآخرَ معنويًّا معقولًا، ويفترقان في أن (الصورة) تستخدم للدلالة على كل المجسَّمات والرسومات، والصور الذهنية، بينما اختصت كلمة (سورة) غالبًا بسور القرآن الكريم.

 

وبِناءً عليه لا يُقال: أُعجبت بسورة المثال أو الرسام فلان، كما لا يُقال: قرأت صورة من القرآن.

 

لماذا سُمِّيت السورة من القرآن سورةً؟

تعددت آراء العلماء: لغويين ومفسرين، حول معنى السورة فقيل:

1- من الإبانة والارتفاع، فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة؛ قال النابغة:

ألم تَرَ أن الله أعطاك سورةً
ترى كلَّ مَلْكٍ دونها يتذبذبُ

أي: منزلة شرف، ارتفعت إليها عن منزلة الملوك.

 

2- بمعنى الرِّفعة والمنزلة، وسور القرآن هكذا متفاوتة بعضها فوق بعض من جهة الطول والقصر، وفي الفضل والشرف والرتبة.

 

3- سُمِّيت لشرفها وجلالها وارتفاعها كَسُورِ البلد، كما يُقال لِما ارتفع من الأرض: سور.

 

4- سُمِّيت سورة؛ لأنها قطعة من القرآن وجزء منه، من قول العرب للبقية: سُؤر، وجاء أسآر الناس؛ أي: بقاياهم، فعلى هذا يكون الأصل: سؤرةً، بالهمزة، ثم خففت، فأبدلت واوًا لانضمام ما قبلها، وعلى ذلك أكثرُ القرَّاء.

 

5- سُمِّيت سورة القرآن تشبيهًا بسور المدينة؛ لكونها محيطةً بآيات وأحكام إحاطةَ سورِ المدينة بمنازلها ودُورِها.

 

6- وقيل: أنزل الله عز وجل القرآن مُفصَّلًا، وبيَّن كلَّ سورة بخاتمتها، وبادئتها، وميَّزها من التي تليها.

 

7- وقيل: سُمِّيت بذلك لتمامها وكمالها؛ من قول العرب للناقة التامة: سورة.

 

8- والسُّؤرة والسورة بالهمز وبتركه، فبغير الهمز من سورة الأسد وسورة الشراب بمعنى القوة؛ لأن قوة السورة أكثر من قوة الآية، وبالهمز من سؤر الكأس، وهو ما يبقى فيه من الشراب؛ لأن كل سورة من القرآن بقية منه.

 

وكل هذه التعليلات - مجتمعة أو متفرقة - صالحة للدلالة على سرِّ تسمية السورة في القرآن الكريم.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وامتنان
نزار محمد الطيب محمد أحمد - السودان 25-03-2025 06:29 PM

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسدد على طريق الحق والخير خطاكم مشكورين مأجورين بإذن الله دمتم نورا ونبراسا للمسلمين يهدي الحائرين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة