• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

إشكالية النحو في باب العطف على المعنى في القرآن الكريم (دراسة، ونقد، وتحديث)

إشكالية النحو في باب العطف على المعنى في القرآن الكريم (دراسة، ونقد، وتحديث)
د. محمد زبير عباسي


تاريخ الإضافة: 28/11/2024 ميلادي - 26/5/1446 هجري

الزيارات: 1085

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إشكالية النحو في باب العطف على المعنى في القرآن الكريم

(دراسة، ونقد، وتحديث)

 

يتناول هذا البحث إشكالية "العطف على المعنى" في القرآن الكريم، مسلطًا الضوء على الدور الفعَّال للقواعد النحوية في بناء التراكيب التي قد تخالف الاتجاه النحوي السائد، وموضحًا كيفية التعامل مع هذه المخالفات في النحو القرآني. يهدف البحث إلى تبيين إشكالية هذا البناء المخالف لقواعد النحو المعروفة، واقتراح حلول فريدة تتوافق مع السياق القرآني، متسائلًا: كيف يمكن اعتبار هذه البنى صحيحة رغم ابتعادها عن التراكيب النحوية التقليدية؟ وما الدواعي وراء هذا الخروج عن القواعد المعروفة؟

 

أولًا: مفهوم العطف على المعنى:

العطف على المعنى هو أسلوب نحوي في القرآن الكريم، ويقصد به اتباع جزء من الجملة جزءًا آخر ليس على أساس قواعد النحو، بل بناءً على المعنى العام للجملة. يظهر التركيب النحوي على غير ظاهره النحوي المعتاد، لكنه ينسجم تمامًا مع سياق الكلام ويؤدي المعنى المراد؛ ومن ثم يتميز هذا الأسلوب بارتباطه الوثيق بالمعنى والدلالة أكثر من ارتباطه بالبنية التركيبية؛ مما يوضح أن الإعراب في القرآن تابع للمعنى، وليس العكس. ويقع الخطأ عند محاولة إخضاع النصوص القرآنية لقواعد جامدة دون مراعاة السياق الدلالي والتوجيه البلاغي للنص.

 

ثانيًا: خصائص العطف على المعنى في القرآن:

يعتمد العطف على المعنى كليًّا على الربط الدلالي بين العبارات، بحيث تصبح الكلمات تابعة للمدلولات المعنوية لا الملفوظات فقط. ونظرًا لأن قواعد اللغة العربية التقليدية مبنية على الملفوظ، يتضح هنا دور العطف على المعنى في توسيع القاعدة النحوية، وإيجاد ما يُعرف بـ"النحو الحي" الخاص بالتعبير القرآني، الذي يضع الاعتبار الأكبر للمعنى والدلالة.

 

أمثلة من القرآن الكريم:

♦ قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [فاطر: 10] عطفت ﴿مَكْرُ أُولَئِكَ﴾ على ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ بالمعنى، دون عطف لفظي، مما يعبر عن أن مكرهم نفسه سيكون سببًا لفنائهم، وهذا الأسلوب يعطي النص عمقًا دلاليًّا مميزًا.

 

♦ قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الشعراء: 56، 57]، هنا، جاءت جملة ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ﴾ عطفًا على معنى "جميع حاذرون" لا على التركيب النحوي الظاهر، بحيث يصوّر حال المجتمعين جميعًا ويعبر عن استجابة الله لهذا الجمع.

 

ثالثًا: دور العطف على المعنى في نحو القرآن:

تكمن أهمية العطف على المعنى في القرآن الكريم في أنه يضفي على اللغة عمقًا، حيث ينقل المعاني بدقة ويؤكد فكرة معينة دون الحاجة للتقيد بقواعد النحو الصارمة. يشير هذا الأسلوب إلى وجود أسلوب نَحْوي قرآني قياسي يمكن أن يُحتذى به في تحليل الأساليب النحوية العربية الأخرى، داعيًا إلى النظر في وضع قواعد جديدة تراعي هذا الأسلوب.

 

رابعًا: تحديث قواعد النحو القرآني:

للتعامل مع العطف على المعنى وأمثاله، يمكن أن نتبع منهجية دقيقة تعتمد على:

1- إعادة تعريف الفاصل بين الأساليب الاسمية والفعلية: يبرز الأسلوب الاسمي كدلالة على الثبات في الصفات، في حين يشير الأسلوب الفعلي إلى التجدد. وهذه الخاصية يمكن أن تكون قاعدةً معتمدةً في النحو القرآني، وتوضح دلالات الأساليب المختلفة حسب السياق.

 

2- التقنين الجديد للعطف على المعنى: بدلًا من اقتصار العطف على المعنى على الجمل التي تتبع بنية نحوية معينة، يمكن توسيع نطاق هذه النظرية لتشمل الحالات التي تتطلب انسجامًا معنويًّا خاصًّا، بحيث يصبح العطف على المعنى قاعدةً نَحْويةً نصيةً بلاغيةً تركز على توجيه المعنى وتجاوز القيد اللفظي.

 

3- الحذف الدلالي ودلالات الالتفات: عندما يتم حذف المبتدأ أو الانتقال من أسلوب إلى آخر، يمكن اعتماد ذلك كقاعدة نَحْوية نصية أخرى تدل على رغبة النص في تجنُّب التكرار وزيادة التركيز؛ مما يستدعي التأمل والتفكُّر في الفعل أو الصفة المقصودة.

 

4- التدرج بين الأساليب للتأثير البلاغي: الالتفات، والانتقال بين أنواع الجمل، واختيار الأسلوب النَّحْوي المناسب، كلها أدوات بلاغية توضِّح تأثير النص وتُوسِّع في دلالاته، مما يفتح مجالًا جديدًا للبحث في جوانب النحو القرآني.

 

خامسًا: نحو قرآني جديد:

إن تطوير قواعد نحوية جديدة للقرآن الكريم بناءً على العطف على المعنى وأسلوب البلاغة القرآني يحتاج إلى اتباع منهج يجمع بين فهم التركيب النحوي التقليدي، والبحث الدقيق في دلالات النص وأبعاده البلاغية، بحيث نستطيع الوصول إلى نحو قرآني شامل يركز على المعاني القرآنية، ويراعي خصوصية الأسلوب القرآني وتفرُّده.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة