• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

وتحقق يا شام الحلم

وتحقق يا شام الحلم
أ. د. محمد حسان الطيان


تاريخ الإضافة: 14/12/2022 ميلادي - 21/5/1444 هجري

الزيارات: 1999

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وتحقَّـقَ يا شامُ الحُلُم

 

إنه حُلُمُ كلِّ محبٍّ للعربية، وكلِّ مدرِّسٍ مخلصٍ لها، وكلِّ عالمٍ بها، وكلِّ رافعٍ لرايتها.

 

حُلُمٌ كان يُراوِدُني ويُساوِرُني منذ أكثرَ من أربعين عامًا، يوم عرفتُ الدكتور عبد الله الدنَّان؛ إذ زار أستاذَنا النفَّاخ في بيته بالشام، وهناك راح يحكي قصَّته. إنها قصَّةُ باسل، طفلِه الذي لم يُكمِل الثالثة، وهو يغرِّد بالعربية الفصيحة كما العنادِل؛ ذلك أن أباه أبى أن يُسمِعَهُ إلا العربيةَ الفصيحة، والطفلُ يُناغِيه ويُحاكِيه، ويقلِّده ويُجارِيه، حتى باتَ لا يكلِّم أباه حين يكلِّمه إلا بها!

 

وكان أن أنشأ الدنَّانُ روضةً للأطفال في الكويت، حيثُ كان يعمل، ثم في دمشقَ حيثُ استقرَّ - تبِعَتها روضاتٌ ومدارسُ في ربوع الوطن العربي - لا يسمَعُ طلَّابُها إلا العربيةَ السليمة، ولا يتكلَّمون مع مربِّياتهم ومدرِّساتهم وأساتيذهم إلا بها.

 

وقد زرتُ الروضتين هنا وهناك، وطربتُ لما سمعت، وفرحتُ بما رأيت، وحَلَت في ذهني الفكرة، فانطلقتُ مبشِّرا بها، في حِلِّي وسفري، وإقامتي وتَرحالي، ومحاضراتي وبحوثي ومقالاتي، بل في كتُبي، وفي بيتي وأولادي، وفي صَحبي وأحبابي، وفي تلاميذي وطلَّابي.

 

وكان أن نبغَ منهم نابغون، ونبُه منهم نابهون، منهم من أعرفُ ومنهم من لا أعرف، ولعلَّ من أقربهم إليَّ أولادي عمَّار وأوس ودعاء وعُبادة، الذين عاشوا تجرِبةَ سماع العربية وتفاعلوا معها - على تفاوتٍ فيما بينهم - لكن من يسمَعُهم يوقن أن العربية تجري في عُروقهم.

 

كما نبغَ أولادُ كثيرٍ من الأصحاب والأحباب، أذكرُ منهم أحمد بن أيمن ذو الغنى، وإبراهيم بن أحمد المحمَّد، وسفيان بن نضال داوود وإخوانه... وغيرُهم كثير.

 

وسمعتُ منذ أيام (معتصم)، الطفلَ الذي لا يتجاوز السنوات الأربع من عمره، يغرِّد بالعربية تغريدَ العصافير، ويحاور فيها محاورةَ النَّابهين، بل يمثِّلُ تمثيلًا أين منه تمثيلُ الكبار؟!

 

واليوم تأتي (شام) لتتوِّجَ كلَّ هذا بلسانٍ عربيٍّ فصيحٍ يقطُر شَهدًا، ويزرع وُدًّا، ويَنبُت وَردًا... ويشهد أن وراءها أمًّا جاهدَت في الله حقَّ جهاده، حتى بلغت ابنتُها هذا المبلغ، بعد أن استُشهِدَ والدُها، وخلَّفها وحيدةَ أمِّها. فكم صَبَرَت وصابرَت، وجاهدَت وجالدَت، وعانَت وكافحَت، حتى أوصلَت ابنتَها إلى هذا المستوى الرفيع من أداءٍ، يعجِزُ عنه والله الأساتيذ، بَـلْــهَ الطلَّابِ والتلاميذ!

 

إنه الاستثمارُ في البشَر، أعلى وأغلى وأسمى أنواعِ الاستثمار، وهو الحَقيقُ بأن يعودَ على أصحابِه بالخير الكثير في الدنيا والآخرة.

 

فلْـيَهْنِكِ يا شامُ الحُلُمُ، ولْيَهْنِكِ الإنجازُ، ولْيَهْنِكِ ما نِلتِ، ولْـيَـهْنِ أمَّكِ قرَّةُ العين، وفرحةُ النجاح، وسعادةُ الفوز في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله تعالى.

 

وليَهْنِنا أننا سَمِعنا وسَعِدنا، وقرَّت عيونُنا، وفرحت قلوبُنا، وتبسَّمت ضمائرُنا، واستبشرت نفوسُنا؛ بأن في الأمَّة خيرًا كثيرًا دائمًا لا ينقطع، ما دام فيها مثلُ شام الحبيبة، وأمِّها النَّجِيبة، وغيرهما ممَّن يحمِلون رايةَ العربية، وينصُرونها ويَذُودون عنها، ويُخرجونها للناس في أبهى حُلَّة وأجمل مظهر. ولعلَّ هذا ممَّا يدخلُ تحت بِشارة رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا تَزالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ على الحَقِّ لا يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهُم حتَّى يأتِيَ أمرُ الله وهم كَذلِكَ".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة