• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

أنا البحر في أحشائه الدر كامن
عبدالمحسن رحماني


تاريخ الإضافة: 25/1/2022 ميلادي - 21/6/1443 هجري

الزيارات: 8868

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

 

تنفق الولايات المتحدة سنويًّا 473.4 مليار دولار على أغراض البحث والتطوير، في حين تبلغ نفقات جمهورية الصين على ذلك 344.7 مليار دولار، أما دول الاتحاد الأوروبي فتنفق سنويًّا 334.3 مليار دولار للغرض نفسه، وإذا علمنا أنه في الثلاثين سنة الأخيرة تم إنتاج وتجميع معلومات تفوق كل المعلومات التي تم إنتاجها منذ خمسة آلاف سنة، أي منذ اختراع الإنسان الكتابة، فأين الإنتاج المعرفي باللغة العربية من هذا الكم المعلوماتي الهائل؟ وماذا صنعنا بهذا الميراث الشريف الذي تركه لنا سلفنا؟ في عام (2006م) أصدرت منظمة "اليونسكو" قائمة بحوالي (300) لغة انقرضت تمامًا في القرن العشرين، وأضافت إليها قائمة باللغات المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرون، وكان من بين اللغات في تلك القائمة اللغة العربية! وإن كنت أعتبر هذا نوعًا من المبالغة، وذلك لما تمتلكه ـ هاتها اللغة العالية - من مقومات؛ من حيث إنها اليوم هي إحدى اللغات الرسمية المعتمدة في المنظومة الدولية، وتحتل المرتبة الرابعة باعتبار مجمل معايير الترتيب العالمي للألسنة ـ حسب إحدى الدراسات ـ متقدمة على كل اللغات الأوربية باستثناء الإنكليزية، كما أنَّها من بين اللغات الست التي يعرف الناطقون بها تزايدًا ديموغرافيًّا أكثر من غيرها، وهي أقدم لغة حية مكتوبة على وجه الأرض، ويعتمد عليها عددٌ من اللغات في نظام الكتابة، كما أن الأرقام العربية هي المستخدمة إلى اليوم على نطاق العالم، فكيف للغة تمثل أطول الآداب العالمية عمرًا على الإطلاق، يستطيع أبناؤها قراءة خمسة عشر قرنًا من العطاء - أن تجعلنا نفكر أنها آخذة في الانحسار، لكن الخوف الحقيقي في تلك الحروب التي تشن عليها في بعض مواطنها الأصلية، وبروز النعرات القومية التي تنادي بإحلال اللهجات المحلية والجهوية كبديل لها، أو قل: كندٍّ لها، والأمر الآخر كيفية تعامل المتحدثين بها، وعدم وجود ـ أو عدم تطبيق ـ إستراتيجية واعية ومشتركة وفعالة وحقيقية في الحفاظ عليها، إلا أنه الفتور والتبعية وأُفول الهمم عند بعض من ينتظر منه النُّصرة، ووليس أدلَّ على ذلك من واقع اللغة الإنجليزية، فمنذ أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية تبنيها لغة رسمية لها حتى سعت في نشرها، وربطها بالعلوم والمعارف، في حين كان أبناء هذه اللغة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي واحدًا وعشرين مليونًا فقط، أصبحوا في بداية القرن العشرين مائة وخمسة وعشرين مليونًا، وهم اليوم ضعف هذا العدد أو أكثر، ومن يتحدثون بها من غير أبنائها خلق كثير لا يكاد يُحصى، وهي لا تزال في اتساع وانتشار مستمر، ولا سيما في زمن العولمة؛ حيث تحاول أن تفرض نفسها اليوم كلغة لكل شعوب الأرض، ورغم أن اللغة الإنجليزية متأخرة في عدد الناطقين الأصليين بها، فإنها إلى حد بعيد اللغة الأكثر شيوعًا في العالم، ففي دراسة في 2006 يتحدث حوالي 330 إلى 360 مليون نسمة الإنجليزية كلغتهم الأولى، ومن المعلوم أن من أساسيات العولمة نشر اللغة الواحدة، وجعلها لغة العالم الأولى، وإيهام البشر أن العلم والمعرفة والإبداع والاختراع والخير والحضارة والسبق والفوز، لا يكون إلا لمن أتقن هاته اللغة المستوردة، ودرَّس العلوم والاختراعات بلغتها دون سواها، ولقد أدركت بعض الدول خطورة الآثار الثقافية للعولمة في بلدانها، ومن هذه الدول فرنسا، فهذا وزير عدلها السابق "جاك كوبون" يقول: "إن (الإنترنت) بالوضع الحالي شكل جديد من أشكال الاستعمار، وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر، وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير الأمريكي"، وكما لا يخفى علينا أن اللغة تعتبر آكد الركائز في المنظومة القِيَمية لدى المجتمعات والتي تشكِّل قاعدة أساسية لهوية واضحة المعالم للحاضر والمستقبل، فعندما تتزعزع هذه القيم ويتغيَّر تشكيلها بفرض قيم ذات دلالة إعجاب بالآخر، وانسلاخ من واقع وماض، يتكئ عليه الإنسان، فهنا مكمن الخطر، ولله در الرافعي رحمه الله حين قال: "ما ذلَّت لغة شعب إلا ذلَّ، ولا انحطَّت إلا كان أمرها في ذَهاب وإدبار، ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضًا على الأمة التي يستعمرها، ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها"، وما أروع ما قاله شاعر النيل "حافظ إبراهيم" في قصيدته "اللغة العربية " يتكلم فيها بلسان حالها ومما قال فيها:

وسعت كتاب الله لفظًا وغاية
وما ضقت عن آيٍ به وعِظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أَبلى وتَبلى محاسني
ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة