• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

حرف العطف: الواو

حرف العطف: الواو
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


تاريخ الإضافة: 21/11/2018 ميلادي - 12/3/1440 هجري

الزيارات: 294962

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حرف العطف: الواو

 

أول أحرف العطف التي ذكرها ابن آجروم رحمه الله، هو حرف العطف الواو، والواو هي أمُّ هذا الباب، وهي - كما تقدم في الصفحة الماضية - من الحروف السبعة التي تفيد مشاركة المعطوف للمعطوف عليه في:

• الحكم؛ يعني: المعنى، فالواو تُفيد أن ما بعدها يشترك مع ما قبلها في معنى واحد، ومثال ذلك: قوله سبحانه: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الحاقة: 14]؛ فإن حرف العطف (الواو) هنا قد دلَّ على أن كلًّا من الأرض والجبال قد اشتركَا في معنى واحد، وهو أنهما يحملان يوم القيامة، فيُدكَّان دكةً واحدةً.

 

وفي الإعراب: فيتبع ما بعد الواو (المعطوف) ما قبلها (المعطوف عليه) في الإعراب:

رفعًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ ﴾ [الحديد: 13]، وقوله سبحانه: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46][1]، ونصبًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [الحديد: 12]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ ﴾ [الحديد: 18].

 

وجرًّا؛ نحو قوله عز وجل: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 107]، وجزمًا؛ نحو قوله سبحانه: ﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 11، 12].

 

والأصل في الواو كحرف عطف: أنها تدل على مطلق الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في معنى واحد، فهي لا تدل على أكثر من التشريك في المعنى العام؛ فلا تُفيد الدلالة على ترتيب زمني بين المتعاطفين وقت وقوع المعنى[2]، ولا على مصاحبة، ولا تعقيب، أو مهلة، إلا بقرينة[3].

قال السيرافي: أجْمَع النحويون واللغويون مِن البصريين والكوفيين على أن الواو للجمع مِن غير ترتيب[4]؛ اهـ.

وكذا نقل أيضًا هذا الإجماع السهيلي، كما في (أضواء البيان) 7/133.

 

ومما يدل على أن الواو تكون لمطلق الجمع إلا بقرينة: ما رواه أبو داود (4955)، والنسائي (5387)، عن شريح بن هانئ، عن أبيه، أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه، وهم يكنون هانئًا أبا الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ((إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تُكنَّى أبا الحكم؟))، فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، قال: ((ما أحسن هذا، فما لك من الولد؟))، قال: لي شريح، وعبد الله، ومسلم، قال: ((فمَن أكبرهم؟))، قال: شريح، قال: ((فأنت أبو شريح))، فدعا له ولولده.

 

ووجه الاستدلال من هذا الحديث على أن الواو عند الخلو من القرينة لا تقتضي الترتيب، وإنما تقتضي مطلق الجمع، ما قاله الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله في شرحه على كتاب التوحيد صـ625، قال رحمه الله: قوله: قال: شريح، وعبد الله، ومسلم، صريح في أن الواو لا تقتضي الترتيب، وإنما تقتضي مُطْلَق الجمع؛ فلذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأكبر؛ إذ لو كانتْ دالةً على الترتيب، لم يحتجْ إلى سؤالٍ عن أكبرهم؛ ا هـ.

 

ولبيان أن الواو عند الإطلاق لا تقتضي الترتيب، ولا المصاحَبة، وإنما تقتضي مُطلق الجمع نقول: إننا إذا قلنا: قام زيد وعمرو، لكانت الواو هنا تدل على أن كلًّا من زيد وعمرو قد قام، وأنهما قد اشتركَا في حكم القيام، ولكن مع احتمال ثلاثة معان:

1- أن يكون قيامهما على الترتيب المذكور في هذا المثال؛ فيكون قيام زيد قبل قيام عمرو.

2- أن يكون قيامهما على عكس الترتيب؛ فيكون عمرو هو الذي قام قبل زيد[5].

3- أن يكونا قد قاما معًا في وقت واحد.

 

فإن فهم أحد هذه الأمور الثلاثة بخصوصه فمن دليل آخر[6]، كما فهمت:

1- المعية والمصاحبة[7] في قوله تعالى: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ﴾ [العنكبوت: 15]، ومعلوم أن النجاة حصلت لنوح ومن معه في وقت واحد، وهذا معنى المصاحبة، وفي قوله عز وجل: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ﴾ [الأعراف: 64]، وفي قوله تبارك وتعالى: ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ ﴾ [القصص: 40]، وفي قوله سبحانه: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 9]، وفي قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ [البقرة: 127].

 

2- وكما فهم الترتيب[8] في قوله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 3]، وفي قوله سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ ﴾ [الحديد: 26]، ففي هذه الآية عطف (إبراهيم) - وهو متأخِّر زمنًا - على (نوح)، وهو متقدِّم عليه زمنًا.

 

3- وكما فُهم عكس الترتيب[9] في قوله تعالى إخبارًا عن منكري البعث: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾ [الجاثية: 24]، ولو كانت الواو هنا للترتيب لكان اعترافًا بالحياة، وفي قوله عز وجل: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43].

 

والركوع قبل السجود، وفي قوله تعالى: ﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ﴾ [الأحزاب: 7]؛ ونوح قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي قوله سبحانه: ﴿ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [الشورى: 3] [10].



[1] فقد عطفتْ كلمة (المنافقات) هنا على كلمة (المنافقون) المرفوعة؛ ولذا كانت مرفوعةً مثلها، وكذا يُقال في عطف (البنون) على (المال)، وفيما سيأتي كذلك من أمثلة النصب والجر والجزم، ويُلاحظ هنا في هذه الأمثلة المذكورة أن المعطوف والمعطوف عليه، وإن كانا مشتركين في نوع الإعراب؛ رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا، إلا أن هذا لا يعني المشاركة في علامة هذا الإعراب، فقد يختلفان فيها، فعلى سبيل المثال كل من (المنافقون، والمنافقات) مرفوع، ولكن علامة رفع (المنافقون) الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، وعلامة رفع (المنافقات) الضمة؛ لأنها جمع مؤنث سالم.

[2] فلا يُفهم منها تأخُّر المتأخِّر - يعني: الاسم الذي يأتي بعدها - ولا تقدُّم المتقدِّم - يعني: الاسم الذي يأتي قبلها- ولا العكس.

[3] فإن قال قائل: فما تقولون في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أبدأ بما بدأ الله به)، لما قرأ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]؟

فالجواب عن ذلك ما قاله الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان 7/133، قال رحمه الله: وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أبدأ بما بدأ الله به))؛ يعني: الصفا، لا دليل فيه على اقتضائها - أي: الواو - الترتيب، وبيان ذلك هو ما قاله الفهري، كما ذكره عنه صاحب (الضياء اللامع)، وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب، ولا المعية، فكذلك لا تقتضي المنع منهما، فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول؛ كقوله: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، بدليل الحديث المتقدم؛ ا هـ.

[4] ولكن تعقبه ابن هشام رحمه الله، كما في (القطر) صـ 309، فقال رحمه الله: وهذا الذي ذكرناه قول أكثر أهل العلم من النحاة وغيرهم، وليس بإجماع، كما قال السيرافي، بل روي عن بعض الكوفيين أن الواو للترتيب؛ ا هـ.

وممن رُوي عنهم هذا القول: قطرب، والفراء، وثعلب، وأبو عمرو الزاهد، وهشام، والشافعي. وانظر: الكتاب 1/218، ومغني اللبيب 4/531.

[5] وكلا هذين الاحتمالين يكون مع احتمال أن يكون هناك مهلة بين قيامهما، أو لا يكون.

[6] فقد يوجد في الكلام دليل يعين أحد هذه المعاني الثلاثة المذكورة، قال الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان) 5/197، وإيضاح ذلك أن الواو عند التجرُّد مِن القرائن والأدلة الخارجية، لا تقتضي إلا مطلق التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه، ولا ينافي ذلك أنه إن قام دليل على إرادة الترتيب في العطف أو دلت قرينة، أنها تدل على الترتيب لقيام الدليل أو القرينة على ذلك، وقال أيضًا رحمه الله في نفس الكتاب 7/133، ولكن لا تحمل - أي: الواو - على الترتيب، ولا على المعية إلا بدليل منفصل؛ ا هـ.

[7] يعني: أن يكون المعطوف مصاحبًا للمعطوف عليه؛ وذلك بأن يقعا في وقت واحد معًا.

[8] يعني؛ تأخر المعطوف عن المعطوف عليه.

[9] يعني: تقدم المعطوف على المعطوف عليه، فيعطف الأول على الأخير بالواو.

[10] فهنا أيضًا: عطف المتقدم - وهم الذين قبل الرسول - على المتأخر، وهو الكاف في قوله: (إليك).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكرا وعرفان
أبو شذا - Nederland 20-09-2020 07:37 PM

... وأنا أطالع في شرح السوداني على الآجرومية اعترضني كلام السيرافي هذا، ينقله المؤلف عن ابن مالك. وفتحت التسهيل ولم أجده فكتبت على البحث فقادني إلى بحثكم. وأن ابن هشام أشار إليه بل تعقبه. فلكم الشكر على هذه الاحالة. لكني ما زلت متعطشا الى مصدر منسوب إلى السيرافي نفسه أو على الاقل ابن مالك.
ولكم مني جزل الشكر

1- Malak byuti
Malak - Algérie 07-10-2019 09:58 PM

هذا تطبيق رائع وأشكركم وأتمنى لكم دعم أكثر حتى تواصلوا هذا المنوال وشكرا تحياتي لكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة