• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

من دقائق العربية (8) المعارضة القوية بناءة

من دقائق العربية (8) المعارضة القوية بناءة
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


تاريخ الإضافة: 7/8/2017 ميلادي - 14/11/1438 هجري

الزيارات: 4119

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دقائق العربية (8)

المعارضة القوية بنَّاءة

 

في الإسلام عُورض الخلفاء، وكانت المعارضة بنَّاءة، فاستجابوا لها؛ لأنَّها لا تهدُف إلا إلى الحق، وصيانة ما جاء به الشرع الحنيف، ومن أمثلة ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لا تغالوا في صدقات النساء، فلا يبلغني أحدٌ ساق أكثر مما ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جعلت الفضل في بيت المال، فاعترضته امرأة وقالت: كتاب الله أحق أن يتبع، أيعطينا الله ويمنعنا ابن الخطاب؟ فقال: أين؟ فقالت: قال الله تعالى: ﴿ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ﴾ [النساء: 20]، فقال: كلُّ الناس أفقه من عمر! فرجع عن ذلك[1]، ثم صعد المنبر فقال: كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء، فليفعل رجل في ماله ما أحب، فرجع عمر عن اجتهاده إلى ما قامت عليه الحجة"[2].

 

وفي العربية يُشبه الاسمُ الحرفَ في الوضع، أو في المعنى، أو في الافتقار؛ فينحط عن أصله، وهو الإعراب، وتضعف هُوَيَّتُه، ويصير مبنيًّا لهذا الشبه؛ ويفقد اسمه، وهو المتمكن، ويُسَمَّى غير متمكن؛ لعدم تمكنه في باب الاسمية.

 

لكن إذا كانت هناك معارضةٌ قويةٌ لهذا الاسم الذي أصابه التدنِّي، وهوى إلى مرتبة الحروف، وتشبه بها - ردته إلى صوابه، وأعادت إليه إعرابه، ومنحته تمكنه، وتتمثل هذه المعارضة فيما يأتي:

(1) الأصل حين الوضع، والتذكير به في بعض التصاريف:

فإذا كان الأصل في وضع الحروف أن تكون على حرفٍ أو حرفين، وما وُضِعَ على أكثر من ذلك فعلى خلاف الأصل، فإنَّ الأصل في وضع الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف فصاعدًا، وما وُضِعَ على أقلَّ منها فقد شابه الحرف في وضعه واستحق البناء.

 

وهناك أسماء ثلاثية في الوضع، وأصاب الحذفُ الاعتباطيُّ لامَها في الاستعمال فصارت على حرفين؛ فأشبهت الحرف في الصورة، ومع ذلك أُعْرِبت، نحو: (أَب، أَخ، يَد، دَم) مع أنَّها على حرفين؛ لأنَّ هذا الشَّبَهَ بالحرفِ ضعيفٌ عارضٌ بعد حذف لامها؛ إذ هي قبل الحذف على ثلاثة أحرفٍ، فإنَّ أصلها (أبَوٌ، أخَوٌ، يَدَيٌ، دَمَيٌ)، بدليل قولهم في التثنية: (أبَوَانِ، أخَوَانِ، يَدَيَان، دَمَيَان)، فردُّوا اللام المحذوفة في التثنية؛ لأنَّ التثنية من الأشياء التي ترد الأسماء إلى أصولها.

 

فهذا الأصل الثابت لتلك الأسماء عارض معارضة قويةً أن تعامل معاملة الحروف، وإن أشبهتها بهيئتها الطارئة في صورتها التي وُضِعَت عليها، وصانها من التدنِّي، وأن توسم بعدم التمكن؛ فبقيت على شرفها ورفعتها، وتمكنت في بابها.

 

(2) الإضافة إلى المفرد:

من الأسماء التي أشبهت الحرف في المعنى فبُنيت: أسماءُ الشرط وأسماء الاستفهام، فأسماء الشرط أشبهت في المعنى (إن) الشرطية الموضوعة لتعليق حصول مضمون الجواب على حصول مضمون الشرط، نحو: (إنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ)، وأسماء الاستفهام أشبهت في المعنى همزة الاستفهام، الموضوعة للسؤال عن معنًى محدود.

 

لكنَّ (أيّ) الشرطية جاءت معربة في نحو قوله عز وجل: ﴿ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾ [القصص: 28]، فهي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و(ما) زائدة إعرابًا مؤكدة معنى، و(أَيّ) الاستفهامية جاءت معربةً في نحو قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ﴾ [الأنعام: 81]؟ فهي مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

 

وإنَّما أُعربت (أيٌّ) في الاستعمالين، ولم تعامل معاملة الحروف فتبنى مثل سائر أخواتها؛ لضعف الشَّبَه بالحرف فيهما بسبب وجودِ معارضٍ قويٍّ له، وهو ملازمة (أيّ) للإضافة إلى المفرد، التي هي من خصائص الأسماء.

والأسماء الموصولة بُنِيت؛ لشبهها الحرف في افتقارها افتقارًا متأصِّلًا إلى جُمْلةٍ أو ما قام مقامها، فلا يفهم معناها إلا بجملةٍ موضحة بعدها، كما أنَّ الحرفَ يفتقر في إفادةِ معناه إلى جملة؛ لأنَّهُ وُضِعَ لتأدية معاني الأفعال، أو شبه الأفعال إلى الأسماء.

 

وإنما أُعْرِبَت (أَيُّ الموصولة) في نحو: (اضْرِبْ أَيَّهُمْ أَسَاءَ)؛ لضعف الشَّبَهِ بالحرف فيها بوجود معارضٍ قويٍّ له، وهو ملازمة الإضافة إلى مفردٍ، وهي من خصائص الأسماء.

فهذا النوع من الملازمة - لقوَّته - صان جانب (أي)، ومنعها من الانزلاق إلى مرتبة الحروف، وضعف الهُوِيَّةِ، وفقدان سُمُوِّ الأسماء وتمكنها.

 

(3) التثنية:

الاسم الذي تَضَمَّنَ معنًى لم يُوضَعْ له حرفٌ هو اسم الإشارة، فإنَّهُ متضمِّنٌ لمعنًى هو الإشارة، وهذا المعنى لم تضع العربُ له حرفًا يدلُّ عليه، ولَكِنَّهُ مِنْ المعاني التي مِنْ حَقِّها أن تؤدَّى بالحروف؛ لأنَّهُ مثل:

(الْخِطَاب) الذي وضعت له العربُ الكاف المسماة بـ(كاف) الخطاب، فقالت: (ذلك الكتاب).

و(التنبيه) الذي وضعت له العربُ (هَا) المسماة بـ(هَا) التنبيه، فقالت: (يا أيُّها الرجلُ).

و(النفي) الذي وضعت له العربُ (مَا) المسماة بـ(مَا) النافية.

و(النهي) الذي وضعت له العربُ (لا) المسماة بـ(لا) الناهية.

 

فـ(هُنَا) في نحو قولك: (هُنَا يُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ) اسم إشارة إلى المكان، مبنيٌّ على السكون؛ لتضمنه معنى الحرف الذي كان يستحق الوضع للدلالة على الإشارة، لكنَّ العربَ لم تَضَعْهُ.

وإنَّمَا أُعْرِب (هَذَانِ، وهَاتَانِ) مع تضمنهما لمعنى الإشارة، ولم يُبْنَيَا؛ لضعف الشبه بالحرف فيهما بوجودِ معارضٍ قويٍّ له، وهو المجيء على صورة المثنى، والتثنية من خصائص الأسماء[3].

 

وإذا افتقر الاسْمُ افتقارًا متأصِّلًا إلى جُمْلةٍ أو ما قام مقامها، مثل: (الموصولات الاسمية) أشبه الحرفَ في افتقاره في إفادةِ معناه إلى الجملة افتقارًا، فلا يفهم معناه إلا بجملةٍ يقع فيها.

ألا ترى أنك تقول: (جاءت التي)، فلا يتمُّ معنى (التي) حتى تقول: (تصدقت بمالها)؟ وتقول: (قَعَدَ الذين)، فلا يتمُّ معنى (الذين) حتى تقول: (نالوا التكريم)؟ وتقول: (حَضَرَ الذي)، فلا يتمُّ معنى (الذي) حتى تقول: (نَجَحَ في الامتحان)؟ فيتضح لك افتقارها افتقارًا متأصلًا إلى جملةٍ بعدها، توضح معناها، كما أنَّ الحرف مفتقر إليها؛ ولأجل ذلك عوملت معاملة الحرف؛ فبنيت.

 

وإنما أُعْرِبَ (اللَّذَانِ، واللَّتَانِ) مع أنَّهما مفتقران بالأصالة إلى جملةٍ موضحة للمراد بهما؛ لضَعْفِ الشبه بالحرف فيهما بسبب وجود معارضٍ قويٍّ له، وهو المجيء على صورة المثنى، والتثنية من خصائص الأسماء[4].

﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10].



[1] ينظر: الشافي في شرح مسند الإمام الشافعي لمجد الدين ابن الأثير4 /438.

[2] ينظر: فتح القدير للشوكاني 2 /5.

[3] وقيل: هما مبنيانِ جيء بهما على صورةِ المثنى، وليسا بمثنيين حقيقةً؛ لأنَّ من شرط التثنية قَبُولَ التنكير، وأسماء الإشارة ملازمةٌ للتعريف، وقد وُضِعَا في حالة الرفع على صورة المثنى المرفوع، ووُضِعَا في حالتي الجر والنصب على صورة المثني المجرور والمنصوب.

[4] وقيل: هما مبنيانِ جيء بهما على صورةِ المثنى، وليسا بمثنيين حقيقةً؛ لأنَّ من شرط التثنية قبول التنكير، والأسماء الموصولة ملازمة للتعريف، وقد وُضِعَا في حالة الرفع على صورة المثنى المرفوع، ووُضِعَا في حالتي الجر والنصب على صورة المثني المجرور والمنصوب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة