• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أهمية علم النحو في فهم القرآن

أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


تاريخ الإضافة: 8/8/2017 ميلادي - 15/11/1438 هجري

الزيارات: 85415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهمية علم النحو في فهم القرآن

 

النحو هو مفتاح الإحساس والشعور بجمال القرآن، فلا يمكن تذوق حلاوة القرآن إلا بتعلمه..

اعلم - وفَّقني الله وإياك - أنه لا سبيلَ إلى معرفة إعجاز القرآن العظيم، والوقوف على ذلك، إلا عن طريق معرفة لغة العرب، ومعرفةِ ما كان عليه العرب الذين نزل القرآنُ في زمنهم من الفصاحة والبيان واللَّسَن، ومَن لم تكن له بذلك درايةٌ، ولا له عليه إقبالٌ، فشأنُه شأن الأعجمي الذي يعرِفُ الإعجاز في القرآن مِن عجز العرب الأقدمين عن الإتيان بمثله.


قال الأستاذ أحمد بن نسيم بن سوسة: "الواقع أنه يتعذَّر على المرء الذي لم يُتقِن اللغة العربية، ولم يضطلع بآدابها، أن يُدرِك مكانة هذا الفرقان الإلهي وسُموِّه، وما يتضمنه من المعجزات الباهرة"؛ اهـ.

ألم ترَ أن البدويَّ راعيَ الغنم كان يسمع القرآن فيخرُّ له ساجدًا؛ لِمَا عنده من رقة الإحساس ولطف الشعور؟[1].

أرأيتَ أهل جزيرة العرب كيف انضَوَوا إلى الإسلام بجاذبيةِ القرآن؛ لِمَا كان لهم من دقة الفهم، التي كانت سببَ الانجذاب إلى الحق.


وأذكر لك هاهنا آيتينِ من كتاب الله، لا يمكنُك الشعور بجمالهما وبلاغتهما وفصاحتهما إلا إذا كنت ذا علمٍ بعلوم العربية:

• الآية الأولى من هاتين الآيتين هي قول الله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]، وذلك أنه قد حُكي أن الأصمعيَّ رحمه الله مر على جارية، وهي تنشد:

أستغفرُ الله لذنبي كلِّه
قتلت إنسانًا بغيرِ حلِّهِ[2]
مثل الغزال ناعمًا في دلِّه
فانتصَفَ الليلُ ولم أُصلِّهِ

 

فقال لها: قاتَلَك الله، ما أفصحَكِ؟

فقالت: ويحك، أَوَ يُعَد هذا فصاحة مع قول الله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾؟ [القصص: 7] فقد جمع سبحانه في آيةٍ واحدة بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبِشارتين[3].


• وأما الآية الثانية، فهي قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ﴾ [البقرة: 222]؛ ففي هذه الآية الفعلان (يَطْهُرْنَ، وتطَهَّرْن)، وهما مختلفا الأصل والمعنى:

فالأول منهما (يَطْهُرْنَ)، مأخوذ من الطُّهْر، والثاني (تطَهَّرْن)، مأخوذ من التطهُّر، يقال: طَهُرت المرأة، إذا انقطع دم حيضها، فهو فعلٌ طبعي يقوم بنفسه، ويقال: تطهَّرت المرأة، إذا اغتَسَلت بعد الحيض أو النفاس، فهو فعلٌ مُحدَث من قِبَل فاعله، فالمطهَّر مَن طهارتُه كانت خلقة؛ كالملائكة والحُور العِين، والمتطهِّر مَن فعَل الطهور - كالمتفقِّه، وهو مَن يُدخل نفسه في الفقه - مثل الآدميين، والآدميات، إذا تطهَّروا، والجمع بين هذين الفعلين في هذه الآية؛ للدلالة على اشتراطهما جميعًا قبل حل إتيان النساء بعد الحيض، فلو حصل الطهرُ دون الغسل، أو الغسل دون الطهر، لَما جاز الجِماع.



[1] فقد ورد أن أعرابيًّا سمع رجلًا يقرأ: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94]، فما كان من الأعرابي إلا أنْ سجد، وقال: سجدتُ لفصاحة هذا الكلام.

[2] تريد أنها قتلت نفسَها بعدم فعل الطاعات؛ حيث انتصف الليل ولم تقم بين يدي الله سبحانه وتعالى.

[3] الأمران هما: (أرضعيه، وألقيه)، والنهيان: (لا تخافي، ولا تحزني)، والخبران هما: (وأوحينا، فإذا خفت عليه)، والبشارتان هما: (رادُّوه، وجاعلوه))، ولمزيد من الأمثلة على فصاحة وبلاغة القرآن التي لا يستطيعها إلا المشرَّب علم العربية؛ انظر: نظرات لُغَوية في القرآن الكريم؛ لصالح بن حسين العابد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جزاكم الله خيرا
أحمد بن إسحاق - مصر 13-08-2017 08:30 AM

نفع الله بكم. ويؤخذ من قولكم: ((المطهَّر مَن طهارتُه كانت خلقة؛ كالملائكة والحُور العِين، والمتطهِّر مَن فعَل الطهور - كالمتفقِّه)) أن (المطهَّرونَ) في قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَِّا الْمُطَهَّرُونَ} هم الملائكة وليسوا البشر. ولو كان المراد ما ذَكَرَ الجمهور لقال: «لا يمسُّه إلا المطَّهِّرون» بتشديد الطاء المفتوحة وكسر الهاء المشددة، يعني: المتطهرين، ففرقٌ بين «المطهَّر» اسم مفعول، وبين «المتطهِّر» اسم فاعل، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}. كما قال سيدنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى. فيسقط الاستدلال بهذه الآية على عدم مس المحدِث للمصحف. لكن يبقى المنع قائما بحديث عمرو بن حزم «لا يمسُّ القرآن إلا طاهر» وهو وإن كان ضعيف الإسناد إلا أن تلقيَ الناس له بالقبول يدل على أن له أصلا. والله أعلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة