• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

النحو وتقويم اللسان

أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


تاريخ الإضافة: 30/7/2017 ميلادي - 6/11/1438 هجري

الزيارات: 13527

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النحو وتقويم اللسان

أثر علم النحو في حفظ اللسان من اللحن والزلل والخطأ

 

إنَّ لِعِلم النحو أكبرَ الأثر في وقاية اللسان وحفظِه من الوقوع في اللحْن، ولقد كان الجهابذةُ مِن أسلافِنا يتباهَوْن بمعرفته، ويرَوْن أن فاقِدَهُ يفتضح بكثرة الزَّلل، وأن اللحَّان لا يصلُح لوظيفة التعليم: فإنه لو أوتي مِن البراعة بأتِّم ما يكون، ولَحَنَ، ذهبتْ محاسِنُ ما أوتي به، وانهدمتْ طبقةُ كلامه، وألقَى جميع ما أحسَنه، ووقف بها عند ما جهِلَه.

ولهذا قال الشاعر:

لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه ♦♦♦ فلم يَبْقَ إلا صورة اللحم والدمِ

وقال آخر:

يموت الفتى مِن عثْرة بلسانه
وليس يموت المرءُ مِن عثرة الرِّجْلِ
فعثْرتُه مِن فيه ترمي برأسه
وعثْرتُه بالرِّجْل تبرأ عن مَهْلِ

 

وقال آخر:

جراحاتُ الطِّعانِ لها التِئامٌ ♦♦♦ ولا يَلْتَامُ ما جَرَح اللسانُ

 

وقال إسحاق بن خلف المعروف بابن الطبيب:

النحوُ يبسط مِن لسانِ الألْكَنِ
والمرء تُعْظِمُه إذا لم يَلْحَنِ
فإذا طلبتَ مِن العلوم أجلَّها
فأجلُّها منها مُقيمُ الألسُنِ
لحْنُ الشريف يُزيله عن قَدْرِه
وتراه يَسقط مِن لِحَاظِ الأعيُنِ
وترى الوضيعَ إذا تكلَّم مُعْرِبًا
نال المهابة باللسانِ الأَلْسَنِ
ما ورَّث الآباءُ عند وفاتهم
لِبَنِيهِمُ مثْل العلومِ فأتْقِنِ
فاطلبْ هُدِيتَ ولا تكُن مُتأبِّيًا
فالنحْوُ زَيْنُ العالِم المتفنِّنِ
والنحْو مثْل الملْح إنْ ألقيْتَه
في كلِّ صنفٍ مِن طعامٍ يحْسنِ

 

ولقد ورد عن كثير مِن سلفنا الصالح مِن الصحابة ومَن بَعدهم: كعُمر بنِ الخطاب، وعبدِ الله ابنِه، وابنِ عباس، وعمر بن عبد العزيز، والإمام أحمد؛ أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحْن.

وقال المروزي عن الإمام أحمد: كان أبو عبد الله لا يَلْحَن في الكلام.

 

وفي "مُعجم الأدباء" للحموي: حدَّث النضرُ بن شُميل قال: أخبرنا الخليلُ بن أحمد: قال: سمعتُ أيوبَ السختياني يحدِّث بحديث، فلحَن فيه، فقال: أستغفر اللهَ؛ يعني: أنه عَدَّ اللحْنَ ذنبًا.

 

ولقد بلَغ مِن خُطورة اللحْن وقُبْحه وعظمِه عند السلف؛ أن منهم مَن عد الراويَ اللحَّانَ كاذبًا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال الأصمعي رحمه الله: إنَّ أخْوَفَ ما أخاف على طالب العِلْم - إذا لم يعرف النحْو - أنْ يَدْخُل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كذَب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار))[1].

وأخيرًا: قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله محذِّرًا مِن اللحْن: ابتعِد عن اللحْن في اللفظ والكتب؛ فإنَّ عدَم اللحنِ جلالة، وصفاءُ ذوقٍ، ووقوفٌ على مِلاح المعاني؛ لسلامة المباني[2].



[1] وبالجملة: فإن لي رسالة صغيرة في بيان مساوئ ومعايب اللحْن عند سلَفنا الصالح، وقد سميتها "ذم اللحْن في الكلام"، وهي مطبوعة مع رسالة أخرى بعنوان "القصور في طلب العلم"، وكلتا الرسالتين تم رفعُه على شبكة المعلومات.

[2] إلا أنني أقول: إنه ومع عظم أمر اللحن عند السلف، كما ذكرنا، وأنَّ الفقيه الذي يلحَن يصدُّ الطلبة عن تلقِّي العِلم عنه، كما بيَّنَّا، إلا أنه لا ينبغي لطالب العِلم أن يحصُر غايتَه مِن تعلُّم عِلم النحو في صيانة لسانه مِن اللحن والخطأ في الكلام؛ بل يجعل هذه ثمرةً فرعيةً لتعلُّم هذا العِلم: تأتي تبعًا، ولتكنْ الغاية الأسمى، والغرَض الأعظم له مِن تعلُّم عِلم النحو هو: أنَّ هذا العِلم مفتاحٌ لفهْم النصوص الشرعية من الكتاب والسُّنَّة؛ فينوي ذلك عند تعلُّم هذا العِلم حتى يُؤْجَر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة