• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

هذه نصوص صريحة/ صريحات

هذه نصوص صريحة/ صريحات
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


تاريخ الإضافة: 30/4/2017 ميلادي - 3/8/1438 هجري

الزيارات: 6013

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دقائق العربية

5 - هذه نصوص صريحة/ صريحات

 

سألَني أحدُ الإخوة الفُضلاء عن هذين القولين: (هذه نصوصٌ صريحة)، و(هذه نصوص صريحات) قائلًا:

♦ "إذا قلنا: (هذه نصوصٌ صريحات) تَصلح هكذا؟ أم لا بدَّ من قولنا: (هذه نصوص صريحة)؟ هل هناك قاعدة؟".

 

"الإجابة"

كِلا القولين صوابٌ، والمتكلِّم بهما سائرٌ على منهاج العربِ؛ لكِنَّ بين القولين فرقًا مِن ناحية الغرض والدلالة، ودونك الإيضاحَ:

أولًا: في لغتنا الشريفة أشياءُ لا تلزم فيها مطابقةُ النَّعت للمنعوت أو الصِّفة للموصوف، منها:

"صفة جمع ما لا يَعْقِلُ"؛ فإنَّه يجوز معاملتها معاملة المفردِ المؤنَّث؛ فتقول: (جالستُك أيَّامًا معدودةً)، (لنا آمالٌ كبيرةٌ)، ويجوزُ معاملتُها معاملةَ الجمع بألف وتاء؛ فتقول: (جالستُك أيَّامًا معدوداتٍ)، (لنا آمالٌ كبيراتٌ).

 

فجَمْع الصِّفة وإفرادُها جائزان في نحو ذلك؛ لكنَّ الْأَصْلَ في جمع ما لا يعقل إذا كان وَاحِدُه مذكَّرًا أنْ يكون وَصْفه بصيغة المفرد المؤنَّث؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴾ [الغاشية: 13، 14]، ونحو قولك: (للعلماء حُقُوقٌ مفروضةٌ، وأعْمَالٌ مَحْسُوبَةٌ)، وكذلك يُفعل بخبره لو كان هذا الجمعُ مبتدأ؛ فيقال: (حقوقُ العلماءِ مفروضةٌ، وَأَعْمَالُهم مَحْسُوبَةٌ).

 

وما جاء مِن وَصْفه مجموعًا بالألف والتاء فهو الفرع، وهو جائزٌ مع قلَّتِه، وله في الفصاحة نصيبٌ[1].

قال الفيروزَابادي: "قوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، وفي آلِ عمران: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]؛ لأنَّ الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكَّرًا أن يُقتصَر في الوصف على التأنيث، نحو: ﴿ سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴾ [الغاشية: 13، 14].

وقد يأتي (سُرُر مرفوعاتٌ) على تقدير: ثلاثة سُرر مرفوعات وتسعة سُرر مرفوعات؛ إلا أنَّه ليس بالأَصل، فجاءَ في البقرة على الأَصل، وفي آل عمران على الفرع"[2].

 

ثانيًا: إنْ كان جَمْعُ غَير الْعَاقِلِ لِلْكَثْرَةِ، أَتَيْتَ بالضَّميرِ العائدِ إليه مفردًا مؤنَّثًا؛ فقلتَ: (الْجُذُوعُ انْكَسَرَتْ)، والفاعل ضمير مستتر جوازًا، تقديره: هي، وإنْ كان الجمعُ للْقِلَّةِ أتيتَ بضَمِيرِ جمْع المؤنث، فقلتَ: (الأجذاعُ انكسرْنَ).

والحُكم في ذلك دائرٌ بين فَصيح وأفصح؛ فالأفصحُ في جَمْع القلَّةِ مما لا يعقل: المطابقةُ، نحو: (الأَجْذَاعُ انكسرْنَ، ومنكسراتٌ)، والفصيحُ عدمُ المطابقة، نحو: (الأَجْذَاعُ انكَسَرَتْ، ومنكسرةٌ).

والأفصح في جَمْع الكثرة مما لا يعقل: الإفرادُ، نحو: (الجذوعُ انكسَرَتْ، ومنكسرةٌ)، والفصيحُ المطابقةُ، نحو: (الجذوعُ انكسرْنَ، ومنكسراتٌ).

 

وهذا مفهوم عبارة الأُشمونيِّ معلِّقًا على قول ابن مالك في الألفية:

وَاللَّهُ يَقْضِي بهبَاتٍ وَافِرَهْ ♦♦♦ لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ

 

حيث قال: "وصَفَ (هِبات) وهو جَمْع بـ (وافرة) وهو مفرد؛ لتأوُّله بجماعةٍ، وإن كان الأفصح: وافرات؛ لأنَّ هبات جمع قلَّة، والأفصح في جَمْع القِلَّة مما لا يعقل وفي جمع العاقل مُطلقًا المطابقةُ، نحو: (الأَجْذَاعُ انكسرْنَ، ومنكسراتٌ، والهنداتُ والهنودُ انطلقْنَ، ومنطلقاتٌ).

والأفصح في جمع الكثرة مما لا يعقل الإفراد، نحو: (الجذوعُ انكسَرَتْ، ومنكسرةٌ)"[3].

 

ثالثًا: العرب تستعمل الجمعَ للقلَّةِ، وتستعمل المفردَ للكثرة في مواطن، منها[4]:

1 - تمييز العدد؛ فإنَّ العرب تستعمله مجموعًا مع العدد القليل؛ فتقول: (خمسة رجالٍ، وعَشْرُ فتياتٍ)، وتستعمله مفردًا مع العدد الكثير؛ فتقول: (عشرون رجلًا، ومائة رجلٍ، وألف امرأةٍ).

 

2 - الضمير العائد إلى جمع غير العاقل يكون بلفظ المفرد المؤنَّث مع إرادة الكثرةِ، وبلفظ الجَمْعِ المؤنَّث مع إرادةِ القلَّةِ، تقول العربُ: (الْجُذُوعُ انكسَرَتْ/ انكسرْنَ)، وتقول: (الدراهمُ تصدقتُ منها / منهنَّ)، "وكذلك تقول: لثلاث خَلَوْنَ ومَضَيْنَ وبَقِينَ من الشَّهرِ، وكذلك لأربعٍ خَلَوْنَ، وخمس مضَيْنَ إلى العشر، فإذا كَثُرَ العدد قلت: لإحدى عشْرةَ ليلةً مَضَتْ وخَلَتْ، وكذلك لاثنتي عشْرةَ ليلةً خَلَتْ ومَضَتْ، ولثلاثَ عشْرةَ ليلةً مَضَتْ وخَلَتْ، إلى تسعٍ وعشرين"[5].

 

قال الفرَّاء: "وكذلك كلام العرب لِمَا بين الثلاثة إلى العشرة، تَقُولُ: (لثلاثِ ليالٍ خَلَوْنَ، وثلاثة أيامٍ خَلَوْنَ إلى العشرة)، فإذا جُزت العشرة قالوا: (خَلَتْ، ومَضَتْ)... إرادة أن تعرفَ سِمةَ القليل من الكثير، ويَجوز في كل واحدٍ ما جاز فِي صاحبه، أنشدني أبو القَمْقَام الفَقْعَسيُّ:

أَصْبَحْنَ فِي قُرْحَ وَفِي داراتِها ♦♦♦ سَبْعَ لَيالٍ غَيْرَ مَعْلُوفاتِها

 

ولم يقل: (معلوفاتهنَّ) وهي سَبْعٌ، وكلُّ ذلك صوابٌ، إلَّا أنَّ الْمُؤْثَر ما فسَّرتُ لك"[6].

فـالْعَرَبُ تخْتَار أَن تجْعَل النُّونَ علامة جمع المؤنَّث القليل، والتَّاءَ علامة جمع المؤنَّث الكثير، وتختار - أيضًا - أَن تجْعَل الهاءَ والنون المشدَّدة للجمع القليل مِن المؤنَّث، والهاء والألف للجمع الكثير، تقول: (الدراهمُ قبضتهُنَّ) في القلَّة، وتقول في الكثرة: (الدراهمُ قبضتُها)، وكذلك تقول: (بعثت إليه أكبُشًا فأَذْبَحُهُنَّ)، و(بعثت إليه كِباشًا فأَذْبَحُهَا)[7].

 

ومن شواهد ذلك في الذكر الحكيم:

♦ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36].

فاستعمَل مع الشهور - وهي جَمْعُ كَثْرَةٍ - ضميرَ المفرد المؤنَّث ﴿ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36]، وهو عائد إلى الاثْنَي عَشَرَ، واستعمل مع الأشهر الأربعةَ الحُرُم - وهي جَمْعُ قِلَّةٍ - ضمير الجمع المؤنث (فِيهِنَّ)، قال الفرّاء: "وَيَدُلُّك على أنَّه للأربعة - والله أعلم - قوله: (فيهنَّ)، ولم يقل: (فيها)"[8]، وقال الحريري: "فَجَعل ضميرَ الْأَشْهر الْحُرُم بالْهَاءِ وَالنُّون؛ لقلَّتهنَّ، وَضمير شهور السَّنة الْهَاء وَالْألف؛ لكثرتها"[9].

 

و"على هذا أكثر أهل العلم، وقال قومٌ: الهاء والنون تعودُ على الاثني عشَر؛ فهذا ليس بخطأ، إلّا أنَّ الأول أجود منه، والتفسير يَشهدُ للأول؛ لأنَّه عز وجل خَصَّ الأربعةَ فقال: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]؛ ليعظم حرمتهنَّ"[10]، والظُّلم قَبيحٌ في جَميع الشهور، ومنهيٌّ عنه.

 

♦ قوله عزَّ وجل: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، فـ (أَشْهُر) جمع قِلَّة، والمراد به هنا ثلاثة أشْهُر، وقد أعاد الضمير إليه بلفظ الجمع (فِيهِنَّ).

ولعلَّ السرَّ في ذلك "أنَّ المميَّز مع جَمْع الكثرة - وهو ما زاد على العَشْرة - لما كان واحدًا وحَّد الضَّمير، ومع القلَّة - وهو العشرة وما دونها - لمّا كان جمعًا جمَع الضمير"[11].

 

3 - اسم الإشارة إلى غير العاقل؛ فـ (هؤلاء، وأولئك) للدلالة على القليل، و(هذه، وتلك) للدَّلالة على الكثير، فيقال: (أولئك خيولٌ مقبلاتٌ)، و(هؤلاء نصوصٌ صريحاتٌ) للعدد القليل، ويقال: (تلك خيولٌ مُقبلةٌ)، و(هذه نصوص صريحة) للعدد الكثير.

قال الفرَّاء: "وكذلك كلام العرب... يقولون لِمَا بين الثلاثة إلى العشرة: (هنَّ)، و(هؤلاء)، فإذا جزتَ العشرةَ قالوا: (هي)، و(هذه)؛ إرادة أن تعرف سِمةَ القليل مِن الكثير... وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ ﴾ [الإسراء: 36]؛ لقلَّتهنَّ، ولم يقل: (تِلْكَ)، ولو قيلت كَانَ صوابًا"[12].

 

4 - صِفة جَمْع ما لا يعقل؛ فإنَّ الإفرادَ يُستعمل للدَّلالة على الكثرة، والجمعَ يُستعمل للدلالة على القلَّة، نحو:

قولك: (هذه أيَّامٌ معدودةٌ، وهؤلاء أيام معدودات)؛ فإنَّ (معدودة) تدلُّ على أنَّ الأيام كثيرة، و(معدودات) تدلُّ على أنَّها قليلةٌ.

وقولك: (تلك سُفُنٌ جاريةٌ، وهؤلاء سُفُنٌ جارياتٌ)؛ فإنَّ (جارية) تدلُّ على أنَّ السُّفُنَ كثيرة، و(جارياتٌ) تدلُّ على أنَّها قليلة.

وقولك: (هذه نصوصٌ صريحة، وهؤلاء نصوصٌ صريحاتٌ)؛ فإنَّ (صريحة) تدلُّ على أنَّ النصوص كثيرة، و(صريحات) تدل على أنَّها قليلة.

 

قال الحريريُّ مقرِّرًا اختيارات العرب: "كَذَلِكَ اخْتَارُوا أَيْضًا أَن ألْحقُوا بِصفة الْجمع الْكثير الْهَاء، فَقَالُوا: (أَعْطيتُه دَرَاهِمَ كَثِيرَةً، وأقمتُ أَيَّامًا مَعْدُودَةً)، وألحقوا بِصفة الْجمع الْقَلِيل الْألف وَالتَّاء، فَقَالُوا: (أَقمت أَيَّامًا معدوداتٍ، وَكسوتُه أثوابًا رفيعاتٍ، وأعطيتُه دَرَاهِمَ يسيراتٍ)، وعَلى هَذَا جَاءَ فِي سُورَة الْبَقَرَة: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، وَفِي سُورَة آل عمرَان: ﴿ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [آل عمران: 24]، كَأَنَّهُمْ قَالُوا أَولًا بطول الْمدَّة الَّتِي تمسُّهم فِيهَا النَّارُ، ثمَّ تراجعوا عَنْهُ فقصَّرُوا تِلْكَ الْمدَّةَ"[13].

﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10]



[1] ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشيِّ (1/ 128)، (4/ 22)، ومنهج السالك إلى ألفية ابن مالك للأُشمونيِّ (1/ 19).

[2] بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (1/ 145).

[3] منهج السالك إلى ألفية ابن مالك (1/ 19)، قال الصبّان مفصحًا عن سرِّ إيثار ابن مالك (وافرة) على (وافرات): "ويظهر لي في الجواب عن المصنف أنَّ الإفراد [وافرة] لاستعماله جمع القلَّة، و[هِبَات] في الكثرة، كما هو المناسب لمقام الدعاء، فهو جمع كثرة بحسب المعنى، فاحفظه؛ فإنَّه نفيسٌ"؛ حاشية الصبان (1/ 19).

[4] ينظر: معاني النحو، د/ فاضل صالح السامرائي (1/ 66).

[5] المذكر والمؤنث لابن الأنباري (2/ 282).

[6] معاني القرآن (1/ 435).

[7] ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري (2/ 283)، ودرة الغواص (67).

[8] معاني القرآن (1/ 435).

[9] درة الغواص (67).

[10] المذكر والمؤنث لابن الأنباري (2/ 284).

[11] معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي (3/ 469).

[12] معاني القرآن (1/ 435).

[13] درة الغواص (67).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة