• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

علاقة اللغة بالترجمة

علاقة اللغة بالترجمة
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 9/4/2017 ميلادي - 12/7/1438 هجري

الزيارات: 23853

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علاقة اللغة بالترجمة

 

إن علاقةَ اللغة بالترجمة علاقة وثيقة جدًّا، وبخصوصنا نحن المسلمين، يهمنا أمرُ لغتنا العربية، وأثر تلك العلاقة في لغتنا، وكيفية تماشيها مع حركة الترجمة الحاصلة بالعالم.


اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، تكفَّل ربنا - سبحانه وتعالى - بحفظ كتابه، وبالتالي حفظ المداد الأصيل لها، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وعلى اعتبار أن القرآنَ الكريمَ هو أولُ منهلٍ من مناهل لغتنا العربية، فبفضله حافظَت على قوتها ومكانتها ووهجها، رغم الوهن والتهجين الذي تعرضت إليه، بفعل تقهقر الأمة الناطقة بها عن اللحاق بالركب الحضاري لغيرها من الأمم في هذا العالم.


نظرًا للسبق الكبير الذي حققته الأممُ الأخرى علينا، كان لا بد للمترجمين من أن يسعوا إلى ترجمة ما أنتجه الآخرون؛ رغبةً في نقل ما عندهم من جديد، ومواكبةً للتقدم الحاصل لديهم، بالرغم من أن حركة الترجمة ليست بذلك الزخم الذي نطمح إليه، لكن الحاجة الماسة إلى اكتشاف ما عند الآخر ألزمت المترجمين بالعمل في هذا الميدان، وشقِّ هذه الطريق الشاقة والصعبة.


ربما أشهر المؤلفات التي تنقل بالترجمة إلى اللغة العربية حاليًّا، هي من جنس الأدب والسياسة وعلم الاجتماع، وفي حقيقة الأمر فإن المتتبع حاليًّا لطبيعة اللغة العربية، يجد أن الكثير من تراكيب الجمل الأجنبية، قد وفَدت إلى لغتنا العربية، أضرب مثالًا على ذلك على سبيل المثال لا الحصر: تعابير "من طرف"، "يلعب دورًا"، ابتداء الجملة بالاسم بدلًا من الفعل... وكل هذا دخيل على لغتنا العربية، ومؤثر عليها، ويُفقدها الأصالة التي تتمتع بها.


السؤال المطروح: إلامَ يرجع هذا؟

يرجع هذا إلى سببين رئيسين:

أولًا: ضحالة التكوين العلمي للمترجمين، وضعف درايتهم وتمكنهم من اللغة العربية، ومعرفتهم التامة بمفرداتها، وتعابيرها الاصطلاحية، وأساليبها الأدبية.


ثانيًا: تراجع اللغة العربية وعدم قدرتها على مواكبة هذا التسارع، وهذا ليس عجزًا فيها؛ لأن اللغة العربية لها من الآليات ما يمكِّنها من تعريب الألفاظ الأجنبية بسهولة تامة، لكن التقهقر الشديد للناطقين بها، وعدم إسهاماتهم فيما يُنتَج حاليًّا على مستوى العالم من إنجازات - صعَّبَ كثيرًا من مواكبة اللغة لهذه السيرورة المتسارعة جدًّا.


كما أسلفتُ، فإن التعريبَ له أثر عميق في الحفاظ على نقاء اللغة العربية، وسأدلل على كلامي بترجمة "بارابول"، وهو الصحن الذي يستقبل إشارات القنوات الفضائية بالصحن المقعر، أو جهاز الكمبيوتر بترجمته بـ "الحاسب الآلي"، وغيرها من الأمثلة الكثيرة، هذا مما يدل على قدرة اللغة العربية على امتصاص هذه الألفاظ الأجنبية، وتطويعها وفقًا لمتطلبات اللغة، وحفاظًا على ذوق القارئ العربي الرفيع للغته العربية.


قد يطرح هذا الأمر إشكالًا، من حيث وضوح معنى هذه المفاهيم للقارئ، فأما اللفظة، فهي منتمية للغة ومطابقة لمتطلباتها الأصيلة، لكن فهمها يتعذر في بعض الأحيان على القارئ؛ ولهذا نبَّهت بأن تراجُعَ أمَّتِنا من حيث المنجزات الحاصلة في عالم اليوم على المستوى الحضاري - سَبَّبَ عجزًا في اللغة، وهذا ليس راجعًا إليها، إنما راجع إلينا نحن، وعدم قدرتنا على مسايرة وتيرة غيرنا.


علاقة اللغة بالترجمة وثيقة جدًّا، ومن خلال كلامي أَوْضَحْتُ مدى التأثير الواقع على لغتنا بفعل الترجمة، وكلنا من دعاة تشجيع الترجمة على أوسع نطاق، حتى تصل إلينا العلوم، ونُفيد منها الفائدة المرجوة في واقعنا العلمي، لكن هذا الانفتاح قد يجلب بعض المثالب، وعليه يجب تنقيحُ اللغة من الشوائب التي علقت بها، ويكون الكثيرُ لاحظ ذلك في أساليب اللغة المستعملة لدى الإعلام، سواء المرئي أو المكتوب على سبيل المثال، فعلى الرغم من أنه للوهلة الأولى تبدو هذه الأساليب عربية فصيحة، لكن لو عدنا إلى ما اعتاده العرب، وما استخدموه من أساليب بلاغية، لوجدنا أنها غريبة ودخيلة، وهي منتمية إلى لغات غير لغتنا العربية.


التأثير والتأثر لا بدَّ منه ولا مفرَّ من حدوثه بفعل العمل الترجمي، فإذا عدنا إلى زمن سبق، لوجدنا أن لغتنا العربية هي التي كانت غالبة على غيرها من لغات العالم؛ يقول الدكتور "حسام الدين مصطفى" في هذا الصدد: "فالكلمات العربية تمثل ربع الكلمات التي تتضمنها اللغة الإسبانية، ويَزيد عددُ الكلمات ذات الأصول العربية في اللغة البرتغالية عن ثلاثة آلاف كلمة، وهناك نحو ألف كلمة في اللغة الفرنسية، والعدد نفسه في اللغة الإنجليزية، إضافة إلى مئات الكلمات العربية في اللغة الإيطالية، وذلك وفقًا لما أثبته عديد من المستشرقين".


فهي سنن اللغات التي تتبع سنن أممها، والأمة الغالبة تستعمل لغتها في نشر ثقافتها، ولما كانت الترجمةُ جسرَ تواصلٍ، كان من صميم عملها ولُبِّه اللغةُ، وعلى اعتبار أننا معنيُّون بلغتنا العربية ويهمُّنا أمرها، نقول: إن علاقة الترجمة بها حساسة، تؤثر وتتأثر بغيرها من اللغات، وما دامت للغتنا مصادرُ أصيلةٌ؛ كالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر العربي القديم، تبقى هذه المناهل خيرَ تعزيز لمكانتها، مع السعي الحثيث للمترجمين بالعمل قدر الإمكان على تطوير ثقافاتهم وعلومهم بهذه المصادر، وأيضًا مواكبة أمتنا لما نجح فيه الآخرون في الميادين العلمية، هكذا تُفعَّل علاقةُ الترجمة بلغتنا أحسنَ تفعيل، فنحافظ على نقائها، ونأخذ من علوم غيرنا، فاللغة هي ضميرُ الشعوب ووعيهم بمستقبلهم، وهي حاضنتهم الثقافية، التي لا غنى لهم عنها أبدًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة