• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

من مظاهر عناية العرب بالمصطلحات

من مظاهر عناية العرب بالمصطلحات
د. عصام فاروق


تاريخ الإضافة: 15/12/2016 ميلادي - 15/3/1438 هجري

الزيارات: 8216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مظاهر عناية العرب بالمصطلحات [1]

د. عصام فاروق [2]


حينما نفتِّش عن عملية وضع مصطلحات محدَّدة ذات عَلاقة وثيقةٍ بعلم من العلوم، وتعريفها، وشرحها، والاستشهاد عليها، من خلال التراث العربي - نجد جهودًا كبيرة أتت نتيجةَ عناية العرب بالقرآن الكريم وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول د. شوقي ضيف:

"وهذه المصطلحات التي وضعها الشارع، أخذ الفقهاءُ يُحدِّدونها تحديدًا دقيقًا في ضوء الكتاب والسُّنة، مضيفينَ إليها ضروبًا من مصطلحات جديدة، وخاصة منذ ظهور المذاهب الفقهية، وما صاحبه مِن كتب فقهية في القرن الثاني للهجرة:

ككتب محمد بن الحسن الشيباني في مذهب أبي حنيفة، وهي المبسوط، والجامعان الكبير[3] والصغير[4]، وغيرها.

ومثل مدوَّنة سحنون في الفقه المالكي، التي أملاها عليه عبدالرحمن بن القاسم تلميذ مالكٍ بمصر.

ومثل كتابات الشافعي التي حملها عنه المصريون وأذاعوها في العالم الإسلامي"[5].


وبذلك يتَّضِح لنا أن جمع المصطلحاتِ نشأ في حضن القرآن الكريم، وأن أوَّل مَن عُنِي ببيان المصطلحات وتعريفها هم الفقهاء، وإذا عرَفنا أن محمد بن الحسن الشيباني - وهو تلميذ أبي حنيفة، الذي ذكره شوقي ضيف في نصِّه - توفي عام 189هـ، من الممكن أن نعتبرَ هذه الفترة الزمنية بدايةً لعملية حصر المصطلحات في التراث العربي.


ثم يبيِّن د. ضيف أنه توالَت المصنَّفات في حصر المصطلحات، مرتبطة أيضًا بألفاظ القرآن الكريم، "ومع مضي الزمن أخذَتْ تنشأ حول القرآن الكريم علومٌ كثيرة؛ كعلم القراءات ومصطلحاته المعروفة، ولا نبالغ إذا قلنا: إن جميع العلوم الإسلامية إنما نشأت ووضعت مصطلحاتها من أجلِ خدمته.

ولا نصل إلى أواسط القرن الثاني الهجري حتى يرفع الخليل بن أحمد صرحَ النحو العربي ومصطلحاته الكثيرة، على نحوِ ما صور ذلك سيبويه في كتابه...[6]، وواضحٌ من ذلك أننا لا نصل إلى أواسط القرن الثاني للهجرة حتى يصبح العقل العربي عقلًا علميًّا من أرفع طراز، ويكفي أن نذكر الخليل بن أحمد ووضعَه لعلوم النحو والصرف والأصوات، وأيضًا عروض الشِّعر، فهو الذي صاغ مصطلحاته ووضعها ابتداءً غير مسبوق فيها في أي أصل أو فرع من فروعه وأصوله الكثيرة"[7].


وهكذا فإنه ومع مرور الزمن أصبح لكل فنٍّ مصطلحاته؛ فلِلْفِقهِ مصطلحاته، وللحديث مصطلحاته، ولعلوم القرآن وللعلوم اللُّغوية وغيرها لكل منها مصطلحاتها، "حتى إذا امتدَّ الزمن شيئًا بدأ التأليف الاصطلاحي الجامع؛ كما كانت الحال في (مفاتيح العلوم) للخوارزمي، و(التعريفات) للجُرجاني، غير أن هذا التأليف لم يكن هو الآخر يتَّسِع لكل شيء، فلقد بَقِيت علوم كثيرة ومصطلحات كثيرة لم يتَّسِع لها ذلك التأليف، إلى أن كانت الوثبات الأخيرة على يد مؤلِّفين أقرب إلى الجمع الاصطلاحي الواسع؛ كالتهانوي (ت في القرن الثاني عشر الهجري) في (كشاف اصطلاحات الفنون)"[8]، ومِن قبله أبو البقاء الكفوي (ت 1094هـ)، في (الكليات).

وفى العصر الحديث عُنِيَت عدَّة هيئات ومؤسسات عربية بالمصطلح، ومِن ذلك عناية مجمع اللغة العربية بالقاهرة بالمصطلحات، وقد "أخذت اللجان (في المجمع) منذ نشأت تُعنَى بوضع طوائف كثيرة من المصطلحات العلمية في مختلف العلوم، بل لقد نشرت بعض معاجم، سوى ما أعدَّت من معاجم على وشك الظهور"[9].


كما أن له نشرة تصدر سنويًّا، تحت عنوان (مجموعة المصطلحات العلمية والفنية) بالإضافة إلى كثير من الندوات والمؤتمرات التي تدور حول المصطلح، وكيفية توحيده.


ولمجمع اللغة العربية بدمشق (المجمع العلمي العربي سابقًا) دور كبير في مجال المصطلحات، ولا سيما مجلته ذات الصلة الوثيقة بعلم المصطلح، أيضًا لكلٍّ من مجمع اللغة الأردني والمجمع العلمي العراقي جهودٌ كبيرة في مجال المصطلحات وسبل توحيدها، وهناك أيضًا مكتبُ تنسيق التعريب بالرباط التابع للمنظمة العربية للعلوم والثقافة، ومجلته المسماة (اللسان العربي) والمعاجم الموحَّدة[10] التي أصدرها ويتوالى صدورها[11].

 



[1] مقتطفات من رسالة دكتوراه؛ بعنوان: (الألفاظ الدخيلة في الفصحى المعاصرة: دراسة لغوية لمصطلحات الحاسوب في مطلع القرن الحادي والعشرين).

[2] أستاذ أصول اللغة المساعد بجامعة الأزهر.

[3] طبعته دار إحياء التراث العربي بيروت 1365هـ و1399هـ.

[4] طبعته عالم الكتب - بيروت 1406 هـ - 1986م.

[5] مجمع اللغة العربية في خمسين عامًا (119). ومن ذلك أيضًا المغني لابن قدامة في الفقه الحنبلي، والمصباح المنير في الفقه الشافعي.

[6] ويذكر أن الخليل كانت له مصطلحات خاصة حكاها عنه الخوارزمي في مفاتيح العلوم، ولم يأخذ بها سيبويه.

[7] مجمع اللغة العربية في خمسين عامًا (119).

[8] مقدمة مصطلحات صبح الأعشى (9، 10)؛ محمد قنديل البقلي، ط/ الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الذخائر (144) دون تاريخ.

[9] مجمع اللغة العربية في خمسين عامًا (123).

[10] للمكتب قائمة كبيرة من المعاجم الموحدة؛ منها:

أ- المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات 1989م.

ب- المعجم الموحد لمصطلحات الفيزياء العامة والنووية 1989م.

ج- المعجم الموحد لمصطلحات الرياضيات والفلك 1990م.

د- المعجم الموحد لمصطلحات الموسيقا 1992م.

هـ- المعجم الموحد لمصطلحات الكيمياء 1992م.

و- المعجم الموحد لمصطلحات الصحة وجسم الإنسان 1992م.

ز- المعجم الموحد لمصطلحات الآثار والتاريخ 1993م.

ح- المعجم الموحد لمصطلحات المعلوماتية 2001م.

[11] الجهود اللُّغوية في علم المصطلح العلمي الحديث (107 ،108)؛ د. محمد علي الزركان، ط/ منشورات اتحاد الكتاب العرب 1998م، نسخة إلكترونية من موقع الاتحاد

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة