• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

ما جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب (باب الهمزة)

د. طارق النجار


تاريخ الإضافة: 26/9/2016 ميلادي - 23/12/1437 هجري

الزيارات: 5846

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب

(باب الهمزة)


المقدمة:

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على خيرِ مَن اصطفى.

وبعد:

فثمَّةَ ظاهرةٌ لغوية صَرفية، لم يُفرَدْ لها بحثٌ لغوي خاص يهتم بها درسًا وتحليلًا، وهي ظاهرة: "ما جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب"، وقد تناول سيبويه المنسوبَ القياسيَّ، وذكر بعض ألفاظ مِن المنسوب السماعي[1]، ولكنه لم يتناول تلك الظاهرة التي يُعْنى هذا البحثُ بدراستها.

 

ولعل الذي صرَفَ الباحثين من قبلُ عن تناول تلك الظاهرة بالدراسة هو تفرُّق مادة هذا البحث في بطون أمَّهات كتب اللغة والنَّحْو والصَّرْف؛ مما يشكِّل عائقًا صعبًا في بحثها، فضلًا عن أن تفرُّقَ تلك المادة يتسبب في عدم رصد تلك الظاهرة وإعطائها حجمَها الحقيقي الذي تستحقه من الدراسة.

 

ومِن ثَمَّ انطلق البحث يجمَع تلك الألفاظ التي تمثل الظاهرة، وهي التي قيل عنها في كتب اللغة: إنها من المنسوب، وليست بمنسوبة.

 

وقد جمعتُ ما استطعت جمعه من ألفاظ تمثل تلك الظاهرة، وقد بلغت أربعة وسبعين لفظًا، وقد رتبتها ترتيبًا ألفبائيًّا، دون حذف حروف الزيادة، فعدَدْتُ كل لفظ أصلًا، ولم أجرده إلى أصوله؛ فلفظ "مُشْركيّ" وضعتُه في باب "الميم"، ولم أضَعْه في باب "الشين"، ويقوم البحث بتحليل تلك الألفاظ ودراستها، والتحقيق فيما قيل عنها: إنها من المنسوب، وليست بمنسوبة.

 

ويستمد هذا البحث قيمته وأهميته مِن سبقه إلى دراسة هذا الموضوع وشموليته؛ فلم يُسبَقْ هذا البحثُ - فيما أعلم - بآخَرَ تناول هذا الموضوع.

 

واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفعَ به، وأن يتقبَّلَه بقَبول حسَن.

 

باب الهمزة:

1) أتاوِيّ:

قال الزمخشري: "الأتاوِيّ منسوب إلى الأَتيِّ، وهو الغريب، والأصل: أتَوِيٌّ؛ كقولهم في عَديّ: عَدَوِيّ، فزِيدت الألف؛ لأن النسب باب تغيير، أو لإشباع الفتحة؛ كقوله: بمنتزاح، وقوله: لاتهاله، ومعنى هذا النسب المبالغة؛ كقولهم في الأحمر: أحمري، وفي الخارج: خارجي، فكأنه الطارئ من البلاد الشاسعة"[2].

 

والتحقيق يفيد أن لفظ "الأتاويّ" مِن الألفاظ الواردة على لفظ المنسوب للمبالغة، وليس بمنسوبٍ على الحقيقة، ودليل ذلك اتفاقُه مع المنسوب إليه، وهو لفظ "الأتيّ" في المعنى؛ فالأتاويّ هو الغريب، والأتيّ هو الغريب أيضًا، يقول ابن فارس: "والأتيّ: الغريب والسيل، وكله مِن أتى ... والأتاويّ: الغريب أيضًا"[3].

 

والزمخشريُّ نفسُه يقول في "أساس البلاغة": "وهو أتيّ فينا وأتاوي"؛ أي غريب، وسيل أتي وأتاوي: أتى مِن حيث لا يدرى"[4]، والأصل أن يختلف معنى المنسوب عن معنى المنسوبِ إليه، فلا يتساويا في المعنى؛ لأن النسبَ يُقصَد إليه لزيادة معنى في المنسوب، وهو نسبتُه إلى المنسوب إليه؛ كمِصري، ومِصر، فلا يقال: إن مِصرَ ومصريًّا متساويانِ في المعنى، ولكن المِصري هو الإنسانُ المنسوب إلى مصر.

 

فلما اتَّحَدَ لفظ الأتي والأتاوي في المعنى، عُلِم أن الياء في الأتاوي ليست للنسب، ولكنها للمبالغة في صفة الغُربة والإتيان من المكان البعيد، كما في باب أحمر وأحمري؛ فالياء في أحمري ليست للنسَب، ولكنها للمبالغة في حمرة اللون، فلا يقال: إن أحمريًّا منسوبٌ إلى أحمر.

 

2) الأتحَمِيّ:

قال الجوهري: "الأتحمي: ضربٌ مِن البُرُود"[5]، قال رؤبة:

أمسى كسَحْقِ الأتحميِّ أتحمَة[6]

وهو مِن الوصف الوارد على وزن (أفعليّ)، قال ابن منظور: "والعربُ تحمل كثيرًا مِن النعت على أفعليّ، فيصير كأنه نسبة"[7].

 

3) الأجنبي:

قال الأزهري: "ورجل أجنب، وهو البعيدُ منك في القرابة، وأجنبيٌّ مثلُه"[8].

وقال الجوهري: "ورجل أجنبي وأجنب وجانب، كله بمعنًى"[9]؛ فلفظ (أجنبي) - على ما تقدم - ليس بمنسوب، ولكنه نعتٌ جاء على وزن (أفعلي)؛ فهو لا يختلف عن (أجنب) في المعنى؛ لأنه نعت جاء على (أفعلي)؛ فزِيدت الياء للمبالغة لا للنسب.

 

4) أرْوَنانِيّ:

جاء في الصحاح ما يفيد بأن لفظ (أرونانيّ) منسوب، فقال الجوهري في تعليقه على قول النابغة الجعدي: "وأما قول النابغة الجعدي[10]:

وظلَّ لنِسوةِ النُّعْمان منَّا
على سَفْوَانَ يومَ أرْوَنانِي
فأردَفْنا حليلتَهُ وجِئْنا
بما قد كان جمَّع مِن هِجانِ

 

فإنما كسر النون على أن أصله أرونانيّ على النعت، فحُذفت ياء النسبة"[11]، وقد ذكر ابن منظور اختلافَ النُّحاة واللغويين حول اشتقاق لفظ أرونان وأروناني، فقال: "ويوم أرونان: شديد في كل شيء، أفوعال من الرنين، فيما ذهب إليه ابن الأعرابي، وهو عند سيبويه أفعلان، مِن قولك: كشَف الله عنك رونة هذا الأمر، غمَّته وشِدَّته"[12]، ورجَّح ابن سِيدَهْ ما ذهب إليه سيبويه، فقال: "وإنما حملناه على أفعلان، كما ذهب إليه سيبويه، دون أن يكون أفوعالًا من الرنَّة التي هي الصوت، أو فعولانًا من الأرن الذي هو النشاط؛ لأن أفوعالًا عدم، وأن فعولانًا قليل؛ لأن مثل جحوش لا تلحقه مثل هذه الزيادة، فلما عُدم الأول، وقلَّ هذا الثاني، وصحَّ الاشتقاق - حملناه على أفعلان"[13].

 

ومهما يكُنْ مِن أمر اشتقاقها ومعناها، فإن ما يهمنا هو أنها بالتحقيق ليست من المنسوبات، ولكنها مِن الألفاظ التي جاءت على لفظ المنسوب، وليست من المنسوب؛ لأن اللفظ الذي يفترض النسبُ إليه، وهو "أرونان"، مساوٍ للمنسوب "أروناني" في المعنى، والأصل في باب النسب أن يخالفَ المنسوبُ المنسوبَ إليه في المعنى، قال ابن سِيدَهْ: "يوم أرونان وأروناني، بلَغ الغايةَ في فرح أو حزن، أو حر .. وليلة أرونانة وأرونانية"[14]؛ فالياء ليست للنَّسَب، ولكنها زِيدت للمبالغة في الصفة، كما في باب أحمر وأحمري.

 

5) أَرْيَحِيّ:

قال ابن منظور: "والأَرْيحيُّ مأخوذ من راح يراح، كما يقال للصلت المنصلت: أصلتي، وللمجتنب: أجنبي، والعرب تحمل كثيرًا مِن النعت على أفعليٍّ، فيصير كأنه نسبة .. ورجل أَرْيحي: مهتزٌّ للندَى والمعروف والعطيَّة، واسع الخُلق"[15].

ومِن الجدير بالذِّكر أنه ثَمَّ لفظ آخرُ، وهو لفظ (أريحي) المنسوب إلى أَرِيحاء، وأَرْيحاء؛ جاء في لسان العرب: "وأَرِيحاء، وأَرْيحاء: بلدٌ؛ النسب إليه أَرْيحي، وهو مِن شاذ معدول النسب"[16].

 

6) الأزْعَكِيّ:

جاء في المحيط في اللغة: "الأزْعَكِيُّ والزُّعْكُوك: القصيرُ اللئيمُ مِن الرجال"[17]؛ فهو نعتٌ على أفعليٍّ، مساوٍ للزُّعْكوك في المعنى.

 

7) الأَصْلَتِيّ:

جاء في العين: "ورجل منصلتٌ: ماضٍ في الحوائج، وأَصْلَتِيٌّ بمعناه"[18]؛ فهو نعتٌ على أفعليٍّ، مساوٍ للمنصلتِ في المعنى.

 

8) الأَلْمَعِيّ:

جاء في تهذيب اللغة: "قال أبو عدنان: قال لي أبو عبيدة: يقال: هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ"[19].

وأما معنى الألمعيِّ، فقد حكى الأزهريُّ الخلافَ بين الليث وبين جمهور اللغويين، فقال الأزهري: "وقال الليث: اليَلْمعي والأَلْمعي: الكذاب، مأخوذ من اليلمع، وهو السراب، قلت: ما علمتُ أحدًا قال في تفسير اليَلمعي من اللغويين ما قاله الليث، قال أبو عبيد عن أصحابه: الأَلْمَعي: الخفيف الظريف، وأنشد قول أوس بن حجَر[20]:

الألمعيُّ الذي يظن لك الظْـ ♦♦♦ ـظنَّ كأن قد رأى وقد سمعا

 

وقال ابن السكيت: رجل يلمعي وألمعي للذكر المتوقِّد، وروى شمر عن ابن الأعرابي أنه قال: الألمعي: الذي إذا لمع له أولُ الأمر عرَف آخرَه، يكتفي بظنه دون يقينه، وهو المأخوذ من اللمع، وهو الإشارة الخفية، والنظر الخفي، قلت: وتفسير هؤلاء الأئمة (اليلمعي) متقارب، يصدِّق بعضُه بعضًا.

والذي قال الليث باطلٌ؛ لأنه على تفسيره ذمٌّ، والعرب لا تضع الألمعيَّ إلا في موضع المدح"[21].

وبناءً على ما تقدم، لفظ (الألمعي) نعتٌ جاء على (أفعلي)، وهو بمعنى (ألمع)، وليس منسوبًا إليه، ومِن ثَمَّ فهو مما جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب.

 

9) الأَمْلدانيّ:

جاء في العين: "الأملد: الشاب الناعم، وامرأة ملداء أملودٌ أملدانيةٌ، وشاب أملودٌ أملداني: شُبِّه بالقضيبِ الناعم"[22].

 

وجاء في تاج العروس: "والمَلْد بفتح فسكون، والأُملود بالضم، والإِمليد بالكسر، والأملدان كأقحوان، والأملداني بياء النسبة، والأَمْلد كأحمر، والأُمْلُد كقُنْفُذ: الناعم اللين، منَّا ومن الغصون"[23].

 

وبناءً على ما سبق، فإن لفظ (أملداني) مساوٍ للأملدان وللأملد ولغيرهما من النعوت في المعنى، فلا علاقة نسب بين أملداني وغيره من تلك النعوت، ولكنه لفظٌ جاء على لفظ المنسوب، فزِيدت الياءُ للمبالغة في صفة النعومة، لا للنسب.

 

10) الأَنْبجَانِيّ:

قال الفيروزابادي: "وثريد أنبجاني: به سخونة، وعجين أنبجان: مدرِك منتفخ، وما لها أختٌ سوى أرونان"[24]، وقد سبق الحديث عن أرونان وأروناني؛ فالأنبجان والأنبجاني بمعنى واحد؛ فالثوب الأنبجاني والأنبجان هو الثوب المنتفخ؛ لغِلَظِه، وليس منسوبًا، لا إلى أنبجان، ولا إلى منبج[25].

 

11) الأنفخاتيّ:

جاء في تاج العروس: "يقال: رجل أُنفخان وأُنفخاني، وإِنفخان وإِنفخاني، بضمهما وبكسرهما، وهي بهاء؛ أي: امتلأ سِمَنًا، نفخهما السِّمن، فلا يكون إلا سِمَنًا في رخاوة"[26].



[1] الكتاب 3/ 335.

[2] الزمخشري، الفائق في غريب الحديث 1/ 21.

[3] ابن فارس، مجمل اللغة (أتو) 44.

[4] الزمخشري، أساس البلاغة (أتى) 1/ 3 - 4.

[5] الجوهري، الصحاح (تحم).

[6] ديوان رؤبة/ 149.

[7] ابن منظور، لسان العرب (روح) 3/ 1766.

[8] الأزهري، تهذيب اللغة (جنب).

[9] الصحاح (جنب).

[10] البيت من الوافر للنابغة الجعدي، بديوانه/ 163.

[11] الجوهري، الصحاح (رون) 5/ 2127.

[12] لسان العرب (رنن) 3/ 1746.

[13] المحكم (رون) 11/ 280.

[14] المصدر السابق (رون) 11/ 279 - 280.

[15] لسان العرب (روح) 3/ 1766.

[16] لسان العرب (ريح) 3/ 1790.

[17] الصاحب بن عباد، المحيط في اللغة (زعك).

[18] العين (صليت).

[19] تهذيب اللغة (لمع).

[20] البيت من المنسرح في ديوان أوس بن حجر / 53، وهو منسوب لبشر بن أبي خازم بديوانه/ 123.

[21] تهذيب اللغة (لمع).

[22] العين (ملد).

[23] تاج العروس (ملدى).

[24] القاموس المحيط (نبج) 10/ 264.

[25] رجَّح ابن الأثير أن أنبجانيًّا منسوب إلى موضع، واسمه أنبجان، وليس منسوبًا إلى منبج، المدينة المعروفة، والتحقيقُ أنه لا يوجد موضع اسمه أنبجان، وليس من المنسوب؛ انظر: لسان العرب (انبجن) 1/ 145.

[26] تاج العروس (نفخ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة