• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الدراسة المعجمية: الأسس والتقاطعات

الدراسة المعجمية: الأسس والتقاطعات
مكوار نورالدين


تاريخ الإضافة: 12/4/2016 ميلادي - 4/7/1437 هجري

الزيارات: 93067

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدراسة المعجمية

الأسس والتقاطعات

 

مقدمة

تَرتكِز الدراسة المُعجميَّة على مجموعة من الأسس، وتقوم على مبادئ شتَّى، وتتقاطع مع علوم أخرى.

 

ومقالنا ما هو إلا رصدٌ لأسس هذا العلم، حيث سنبيِّن مفهومه ومصادره، وأهمَّ شروطه، ثم سنبيِّن نقطَ التقائه مع علم آخر؛ أَلَا وهو: "علم الصناعة المعجميَّة"، وسنبيِّن الفرق بين هذين المصطلحين؛ أي: الدراسة المعجمية (Lexicology)، والصناعة المعجميَّة (Lexicography)، وذلك اعتمادًا على طائفة من المراجع التي عالجت هاتِه القضيَّة.

 

مفهوم الدراسة المعجمية:

تَعني دراسةُ معنى "المصطلح" دراستَه لغةً واصطلاحًا، مرتكزة في ذلك على مصادرها التي تتوزع بين المعاجم اللُّغوية والمعاجم الاصطلاحيَّة، وما في حكمهما، وأضاف الشاهد البوشيخي في كتابه (نظرات في المصطلح والمنهج): "أنها دراسةٌ لمعنى المصطلح في المعاجم بشقَّيها اللُّغوي والاصطلاحي، تبتدئ من أقدمِها مسجلةً أهمَّ ما فيه، إلى أحدثها مسجِّلةً أهمَّ ما أضاف"[1].

 

وذكر في مرجع آخر: "أنها تحديدُ المعاني الكبرى للمصطلح الأهمِّ في المعاجم تحديدًا يحرص ما أمكن على تقديم الحِسِّي من المعاني على العقلي، والوضعيِّ على المجازي، واللُّغَوي على الاصطلاحي"[2].

 

لقد قدمت عدة آراء في تعريف وتحديد الدراسة المعجميَّة، وسنتطرق لبعضِ الآراء المختلفة في تحديد هذا المفهوم:

الرأي الأول لألان ري (Aloin rey): إن المعجميَّة - في نظره -: علم، مؤسَّس، ومستساغ في التقليد الأوروبي، تم إقحامُه خلال القرن 19 في مباحث النحو العام، ولا بدَّ للمعجميَّة أن تحتوي - ارتباطًا مع موضوعها الذي تشكِّله الكلمات - على مبادئ قياسيَّة مشتركة، وكاشفة للعقل الناطق في الأفلاطونية الحديثة.

 

الرأي الثاني لحلمي خليل و يرى أن: "المعجميَّة فرع من فروع علم اللغة، يقوم بدراسة وتحديد مفردات أيِّ لغة، ودراسة معناها، ودلالتها المعجمية بوجهٍ خاص، وتصنيف هذه الألفاظ؛ استعدادًا لعمل المعجم، فالمعجميَّة علمٌ نظري يدرس المعنى المعجميَّ وما يتَّصل به من قضايا دلالية"[3].

 

الرأي الثالث لجورج ماطوري ويرى أن: "المعجميَّة مادة طبيعية تركيبية، تسعى إلى القيام بدراسة أفعال الحضارة"[4].

 

الرأي الرابع لعلي القاسمي يعتبر المعجمية: "أنها دراسةُ المفردات ومعانيها في لغة واحدة أو في عددٍ من اللغات، ويهتمُّ علم المفردات من حيث الأساسُ باشتقاق الألفاظ وأبنيتِها، ودلالتها المعنويَّة والإعرابية، والتعابير الاصطلاحيَّة والمترادفات، وتعدُّد المعاني"[5].

 

مصادر الدراسة المعجمية:

تتعدَّد مصادر الدراسة المعجمية كما سبق وذكرنا إلى مصدرين أساسيِّين يُشكِّلان عمودها الفقري، وهما: "المعاجم اللغوية: قديمها وحديثها، وما في حكمها، وكتب الفروق اللغوية، وكتب شرح الحديث والشعر، وكتب تفسير القرآن الكريم، والمعاجم الاصطلاحية قديمها وحديثها، وما في حكمها يتمثَّل في كتب العلوم ذات القيمة المصطلحية الكبرى؛ مثل: مقدمة ابن الصلاح في علم مصطلح الحديث الشريف، وبعض مصادر البلاغة العربية المتأخرة، وبعض كتب الحدود في النحو والأصول والفقه"[6].

 

وتتفاوت مصادر الدراسة المعجميَّة من حيث الأهمية:

• "المعاجم المتأخرة أَوْفَى مادةً من المتقدمة؛ مثل: (تاج العروس) بالنسبة للمعاجم اللغوية، و(كشاف اصطلاحات الفنون) بالنسبة للاصطلاحية.

 

• عناية بعض المعاجم بمعاني المادة اللغوية؛ مثل: معجم "مقاييس اللغة"؛ لابن فارس، وعناية بعضها بالمعاني المجازية كمعجم "أساس البلاغة"؛ للزمخشري.

 

• تقديم تعاريف وشروحات وافية ودقيقة؛ مثل معجم "المفردات في غريب القرآن"؛ للراغب.

 

• سهولة الوصول إلى المطلوب قرب المأخذ؛ مثل: معجم القاموس المحيط للفيروزابادي"[7].

 

شروط الدراسة المعجمية:

الاستيعاب: ويتفرَّع إلى استيعاب مصدريٍّ، واستيعابٍ معنويٍّ، واستيعاب فكريٍّ:

فالأول: يجب على الباحث أن يعتمد على مصادر الدراسة المعجميَّة ما توفَّر منها، لا يغلب أحدَها على الآخر، ولا يهمل مصدرًا منها.

 

والثاني (المعنوي): معناه ألا يُهمِل الدارس معنًى من المعاني التي تُؤطِّر المصطلح المدروس.

 

والثالث (الفكري): ويعني: استيعابَ كلِّ عناصر المعنى، انطلاقًا من شروح وتعريفات الألفاظ المختلفة المنتهية إلى نفس المادة.

 

التدرُّج: يستلزم هذا الشرط التسلسل التاريخي، وبذلك يقدِّم ما حقه التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، وله وجوه، أهمُّها:

♦ التدرج الزمني: يبدَأُ من أقدم مصادر الدراسة المعجميَّة بتسجيل أهمِّ ما فيها، وينتهي بأحدثها، مسجِّلًا أهمَّ ما أضافت.

 

♦ التدرُّج الدَّلالي: وذلك بالسَّيْر مع دلالة المصطلح في الاستنباط والتصنيف، وترتيبها على الشكل التالي:

• المعنى الحسِّي فالعقلي.

• المعنى الوضعي فالمجازي.

• المعنى اللُّغَوي فالاصطلاحي.

• المعنى العام فالخاص.

 

التكامل: إن مصادرَ الدراسة المعجمية يكمل بعضُها بعضًا، وهذا التكامل يؤدِّي إلى غاية محمودةٍ وهي التصحيحُ، وتجاوز بعض الهفوات التي لحقت ببعض المصطلحات القديمة، وتداركتها المعاجمُ المتأخِّرة، وتصحيح العبارات المضطربة في التراث المعجمي.

 

الاقتصار على ما يفي بالحاجة: ومعناه ألَّا يكونَ العرضُ طويلًا مُملًّا، وألا يكون قصيرًا مخلًّا.

 

التوثيق: مراعاةُ الأمانة في النقل، فلا يُتصرَّف في النصِّ بأي وجه من وجوه التصرف المُخلِّ، والحرص على نسبة الكلام إلى صاحبه.

 

الدراسة المعجمية والصناعة المعجمية:

قد يتبادَر إلى أذهان الكثيرين أن الدراسةَ والصناعة المعجميَّتين هما مفهومان لتسمية واحدة، لكن من الخطأ أن يخلط المتخصِّص في اللسانيَّات بين هذين المفهومين؛ فالدراسة المعجمية (Lexicology) هي: "دراسة المفردات ومعانيها في لغة واحدة، أو في عدد من اللغات - كما سبق وأشرنا في المحور الأول - وهي تهتمُّ باشتقاق الألفاظ وأبنيتها ودلالاتها المعنوية والإعرابية، والتعابير الاصطلاحية، والمترادفات وتعدد المعاني.

 

في حين تهتم الصناعة المعجمية (Lexicography) بجَمْع المعلومات والحقائق، واختيار المداخل، وترتيبها طبقًا لنظام معين، وكتابة المواد، ثم نشر النتاج النهائي، وهذا النِّتاج هو المعجم أو القاموس"[8].

 

لقد أشرنا إلى أن الدراسة المعجميَّة لها مصدران أساسيَّان؛ هما المعاجم اللغوية، والمعاجم الاصطلاحيَّة، وقلنا: إن الناتجَ النهائي للصناعة المعجمية هو المعاجم أو القواميس، إذًا فناتجُ الصناعة المعجمية يعتبر المادة الخام للدراسة المعجمية ومنطلقها، وبالتالي فإن هناك نقطةَ تقاطع بينهما، فنقطةُ نهاية الصناعة المعجمية هي نقطة بداية الدراسة المعجميَّة.

 

خاتمة:

خلصنا من خلال هذا المقال إلى أن الدراسةَ المُعجميَّة علم من علوم العربية، له مبادئه ومرتكزاتُه، ولعل وَفْرة المعاجم في التراث العربي بشكل مستفيضٍ كان من بين دوافعِ نشأة هذا العلم، باعتبار أن المعاجم بنوعَيْها تُعدُّ مصدرًا له، كما قمنا بالتفريق بينه وبين فنٍّ آخر من فنون العربية؛ وهو الصناعة المعجمية، وبيَّنا نقطة تقاطع هذين العلمين، فقلنا: إن نقطة نهاية الصناعة المعجميَّة هي نقطة بداية الدراسة المعجميَّة.

 

المصادر والمراجع:

• علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم، الطبعة الثانية 1991.

• مصطفى اليعقوبي، الدراسة المعجمية للمصطلح، سلسلة دراسات مصطلحية، العدد الخامس 2005.

• الشاهد البوشيخي، مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبين للجاحظ، ط1 1982.

• الشاهد البوشيخي، نظرات في المصطلح والمنهج، ط1 2002.

• ماطوري، جورج، منهج المعجمية، ترجمة عبدالعالي الودغيري، الطبعة الأولى 1993.

• حلمي، خليل، مقدمة لدراسة التراث المعجمي العربي، الطبعة الأولى 1975.



[1] الشاهد البوشيخي، نظرات في المصطلح والمنهج، ط1 2002، ص: 23.

[2] الشاهد البوشيخي، مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبين للجاحظ،ط1 1982، ص: 18.

[3] حلمي، خليل: 1975، مقدمة لدراسة التراث المعجمي العربي ص: 12.

[4] ماطوري، جورج: 1993 (منهج المعجمية)، ترجمة عبدالعالي الودغيري ص: 7.

[5] علي القاسمي 1975، علم اللغة وصناعة المعجم، ط 1991 ص: 3.

[6] مصطفى اليعقوبي، الدراسة المعجمية للمصطلح، سلسلة دراسات مصطلحية، العدد الخامس 2005 ص: 33.

[7] مصطفى اليعقوبي، الدراسة المعجمية للمصطلح، سلسلة دراسات مصطلحية، العدد الخامس 2005 ص: 34.

[8] علي القاسمي 1975، علم اللغة وصناعة المعجم، ط 1991 ص: 3.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة