• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الكلام عند ابن جني

الكلام عند ابن جني
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 28/3/2016 ميلادي - 18/6/1437 هجري

الزيارات: 39574

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكلام عند ابن جني


لقد عرف ابن جني الكلام في (باب القول على الفصل بين الكلام والقول)[1]، وحدد شروطه وضوابطه ومظاهره، يقول ابن جني: " الكلام الذي لا يكون إلا أصواتًا تامة مفيدة... القول الذي قد يكون أصواتًا غير مفيدة وآراء معتقدة..."[2]، وينقل عن سيبويه[3] " أن الكلام عنده ما كان من الألفاظ قائمًا برأسه مستقلاً بمعناه، وأن القول عنده بخلاف ذلك، إذ لو كانت حال القول عنده حال الكلام لما قدم الفصل بينهما، ولما أراك فيه أن الكلام هو الجمل المستقلة بأنفسها الغانية عن غيرها، وأن القول لا يستحق هذه الصفة من حيث كانت الكلمة الواحدة قولاً؛ وإن لم تكن كلامًا ".[4]

 

ويقول: " الكلام لأنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه. والقول قد يكون من الفقر إلى غيره ".[5]

 

ويقول: " سموا ما كان من الألفاظ تامًا مفيدًا كلامًا " [6].

 

ويقول: " الكلام واقع على الجمل دون الآحاد... كون الكلام مختصًا بالجمل المركبة، وأنه لا يقع على الآحاد المجردة، وأن ذلك إنما هو القول؛ لأنه فيما زعمت يصلح للآحاد والمفردات وللجمل المركبات"[7].

 

ويلخص كل ما قاله عن الكلام والقول في قوله: " الكلام إنما هو في لغة العرب عبارة عن الألفاظ القائمة برؤوسها، المستغنية عن غيرها، وهي التي يسميها أهل هذه الصناعة الجمل على اختلاف تركيبها، وثبت أن القول عندها أوسع من الكلام تصرفًا، وأنه قد يقع على الجزء الواحد وعلى الجملة؛ وعلى ما هو اعتقاد ورأى لا لفظ وجرس"[8].

 

وهذا يدل على أن حديث النفس لا يسمى في اللغة كلامًا، وعلى أن القول الذي يسمعه صاحبه دون غيره ـ يعني ما يجريه على نفسه ـ لا يسمى كلاماً؛ يعني في اللغة، أو يحرك به لسانه لا يسمى كلاماً حتى يسمع غيره. ويحدد ابن جني المقصود بصاحب الكلام أو المتكلم حيث يقول: " ألا ترى أن المتكلم منا إنما يستحق هذه الصفة بكونه متكلمًا لا غير لا لأنه أحدثه في آله نطقه، وإن كان لا يكون متكلمًا حتى يحرك به آلات نطقـه "[9].

 

ويتفق ابن جني مع دوسوسير في أن الكلام وضع للفائدة، وأن الكلمة المفردة لا تفيد معنى، ومعناها لا يظهر إلا في الجمل[10]، ومن ذلك قوله: "الكلام إنما وضع للفائدة والفائدة لا تجنى من الكلمة الواحدة وإنما تجنى من الجمل".[11]، ويقول: " ومعلوم أن الكلمة الواحدة لا تشجو ولا تحزن ولا تتملك قلب السامع، إنما ذلك فيما طال من الكلام وأمتع سامعيه بعذوبة مستمعه ورقة حواشيه".[12] ويقسم ابن جني الكلام إلى أربعة أقسام حيث يقول: "الكلام في الإطراد والشذوذ على أربعة أضرب:

• مطرد في القياس والاستعمال جميعًا: وهذا هو الغاية المطلوبة والمثابة المنوبة؛ وذلك نحو " قام زيد، وضربت عمرًا، ومررت بسعيد "؛ يعني: رفع الفاعل، ونصب المفعول، وجر المجرور.

 

• ومطرد في القياس شاذ في الاستعمال: وذلك نحو الماضي من (يذر، ويذع، ويدع)؛ يعني أن القياس يجيزهما، غير أنهما شاذان في الاستعمال.‏

 

• والثالث المطرد في الاستعمال الشاذ في القياس: نحو (استصوب) و(استحوذ)، والقياس أن يقال: استصاب واستحاذ، بإعلال العين.‏

 

• والرابع الشاذ في القياس والاستعمال جميعًا: وهو كتتميم مفعول فيما عينه واو؛ نحـو: " ثوب مصوون، ومسك مدووف "، وحكى البغداديون: " فرس مقوود ""، والقياس بحذف الواو الثانية منهما.[13] ويقول: "ولسنا ندفع أن في الكلام كثيرًا من الضعف فاشيًا، وسمتًا منه مسلوكًا متطرقًا، وإنما غرضنا هنا أن نري إجازة العرب جمعها بين قوي الكلام وضعيفه في عقد واحد، وأن لذلك وجهًا من النظر صحيحًا ". [14]

 

وفي ضوء من هذا البيان تتجلى أهمية دعوة أستاذي الدكتور أحمد كشك إلى نحو الكلام لا نحو اللغة: فالكلام: " تحقيق فعلي حي لتلك الصورة المختزنة في ذهن الجماعة، وهذا الكلام مجاله أرحب وأوسع من مجال اللغة؛ فحيث تختزن اللغة في الذهن بعلاقة تجريدية، يبدو الكلام أمرًا مركبًا يحتاج على الأقل إلى متكلم، ومتلق، ومشهد، وموقف خاص، وزمان ومكان، ودلالات تكون مقصودة أو مرتجلة، بمعنى آخر: هـو مسرح وإيقاع حياة "[15].

 

وبعد، فيذهب مجموعة من الباحثين اللسانيين، وعلى رأسهم فرديناند دوسوسير إلى أن اللغة وظيفتها التواصل، فهو يرى في كتابه " محاضرات في اللسانيات العامة " أن اللغة نسق من العلامات والإشارات، هدفها التواصل أثناء الدال والمدلول بنيويًا، أو تقاطع الصورة السمعية مع المفهوم الذهني. وهو ماذهب إليه ابن جني أيضًا في كتابه"الخصائص" عندما عرف اللغة بقوله: " أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" [16]، وكما سبق وأشرنا إلى تفصيل ابن جني الحديث عن اللغة، ووضعها، ونشأتها، وتطورها... إلخ، كما درس الكلام وعرض لكثير من مسائله، وهو قول أفاض فيه علم اللغة الحديث، بل سربله برداء من الكلمات البراقة الصعبة، رغم أن كل جهود دى سوسير وشومسكى لم تزد عما جاء به ابن جني في هذه النقطة تحديدًا، وفي هذا الشأن يقول رند شبلز: " لقد أصبح من المألوف في علم اللغة الحديث توضيح اختلاف نظام اللغة عن الاستعمال اللغوى، حيث يحشد نظام اللغة قوائم من الوحدات اللغوية والتراكيب، وعناصر الثروة اللغوية بوظائفها الافتراضية ومعانيها من مستوى الكلام، حيث يستعمل المتكلمون من القوائم ما يختارونه، ثم يحققونه في النشاط الفعلي"[17].



[1] ينظر: المرجع السابق (1/ 17).

[2] المرجع السابق (1/ 18-19).

[3] الكتاب (1/ 122)، حيث يقول سيبويه: " واعلم أن قلت إنما وقعت في كلام العرب على أن يحكى بها، وإنما تحكى بعد القول ما كان كلاماً لا قولاً؛ نحو: قلت: زيد منطلق؛ لأنه يحسن أن تقول: زيد منطلق، ولا تدخل قلت... ".

[4] الخصائص (1/ 18-19).

[5] المرجع السابق (1/ 20).

[6] المرجع السابق (1/ 21).

[7] المرجع السابق (1/ 26).

[8] المرجع السابق (1/ 32).

[9] المرجع السابق (2/ 454).

[10] ينظر: النعيمي، المدرسة البنيوية قراءة في المبادئ والأعلام، مجلة علوم إنسانية (مرجع سابق).

[11] الخصائص (2/ 331).

[12] المرجع السابق (1/ 27).

[13] ينظر: الخصائص (1/ 97-98).

[14] المرجع السابق (3/ 315).

[15] الدكتور أحمد كشك، اللغة والكلام، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1995 م، (ص10).

[16] الخصائص (1/ 33).

[17] برند شبلز، علم اللغة والدراسات الأدبية، ترجمة: د. محمود جاد الرب، الدار الفنية للطباعة، القاهرة، 1987م، (ص39).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة