• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اللغة نظام مترابط عند ابن جني

اللغة نظام مترابط عند ابن جني
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 24/3/2016 ميلادي - 14/6/1437 هجري

الزيارات: 14576

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللغة نظام مترابط عند ابن جني


يرى ابن جني أن اللغة تمتاز بالنظام والترابط والإحكام، وهـذا ما قرره دوسوسير فيما بعد - كما مر - فقد لاحظ ابن جني في اللغة العربية "قوة تداخل هذه اللغة وتلامحها، واتصال أجزائها وتلاحقها، وتناسب أوضاعها، وأنها لم تقتعث اقتعاثًا[1] ولا هيلت هيلاً[2]، وأن واضعها عني بها وأحسن جوارها، وأمد بالإصابة والأصالة فيها..."[3].

 

ويقول: " ولو كانت هذه اللغة حشوًا مكيلاً وحثوًا مهيلاً؛ لكثر خلافها، وتعادت أوصافها، فجاء عنهم جر الفاعل ورفع المضاف إليه والمفعول به، والجزم بحروف النصب والنصب بحروف الجزم بل جاء عنهم الكلام سدى غير محصل وغفلاً من الإعراب، ولاستغنى بإرساله وإهماله عن إقامة إعرابه، والكلف الظاهرة بالمحاماة على طرد أحكامه... "[4].

 

وعليه فيجب أن يكون للغة نظام. ويقول ابن جني في معرض حديثه عن الاختلاف بين لغة تميم ولغة الحجاز: "هذا القدر من الخلاف لقلته ونزارته غير محتفل ولا معيج[5] عليه. وإنما هـو شيء من الفروع يسير، فأما الأصول وما عليه العامة والجمهور فلا خـلاف عليه. ولا مذهب للطاعن به، وأيضاً فإن أهل كل واحدة من اللغتين عدد كثير وخلق من الله عظيم، وكل واحد محافظ على لغته، لا يخالف شيئاً منها، ولا يوجد عنده تعاد منها؛ فهل ذلك إلا لأنهم يحتاطون ويقتاسون ولا يفرطون ولا يخلطون"[6]. ويعود الفضل في اتساق النظام اللغوي في رأي ابن جني إلى القياس.‏ يوجب أن يكون هذا النظام قائمًا على حاجة الناس إلى اللغة، وعلى استعمالهم لها؛ فاللغة ملك الجميع. كما أنه ليس بوسع فرد أو أفراد ابتكار لغة خارج نطاق المجتمع. ويجب أن يتصف هذا النظام بالمرونة لتلبية الحاجات المتزايدة من الألفاظ. إن الأساس الوطيد لهذه المرونة هو الاعتباط، ثم القياس.

 

تنبه ابن جني إلى الاشتراك بين لغات البشر:

يفهم من كلام ابن جني والنصوص الكثيرة والطويلة التي سقناها سلفًا أن لغات البشر في كل العالم تشترك في مظاهر عدة؛ كأصل الوضع، وسبب البقاء والانتشار، وآلية التعلم، ووظيفة اللغة، وحفاظ أهل كل لغة وعلمائها عليها،... إلخ. وأورد ابن جني في الخصائص حديثًا عن كثير من لغات غير العرب؛ كالفارسية، والرومية، والتركية...الخ. وقد تحدث ابن جني عن موضع تتلاقى فيه لغات البشر وطباعهم، ومن ذلك قوله:" طريق الحس موضع تتلاقى عليه طباع البشر، ويتحاكم إليه الأسود والأحمر"[7].

 

كما يؤكد ابن جني أهمية دراسة لغات غير عربية بالنسبة للعربي، ودراسة غير العربي للغة العربية، وذلك لأن "العجم العلماء بلغة العرب، وإن لم يكونوا علماء بلغة العجم، فإن قواهم في العربية تؤيـد معرفتهم بالعجمية، وتؤنسهم بها، وتزيد في تنبيههم على أحوالها؛ لاشتراك العلوم اللغوية واشتباكها، وتراميها إلى الغاية الجامعة لمعانيها "[8].

 

واشتراك اللغات في كثير من الصفات أمر تقره الدراسات قديمًا وحديثًا؛ لذلك تطورت البحوث اللغوية، ودرست اللغات وشجرة أنسابها، وقد درست اللغة العربية وأخواتها السامية العبرية، والفينيقية، والأكدية، والحبشية، وأثبت العلماء وجود شبه وتقارب بين هذه اللغات في كثير من الأمور الفرعية النحوية واللغوية والاشتقاقية والدلالية، فقالوا: إنها تنتمي إلى أسرة واحدة.‏ ولكننا نلاحظ أن ابن جني قد تعامل مع معظم مسائل اللغة بالمنهج التاريخي، وهذا ما عارضه أنصار المدرسة البنيوية؛ كالحديث عن أصل اللغة وتدريجها وتطورها، ولكننا أيضًا نجد صدى لاستخدام ابن جني للمنهج الوصفي عند تعامله مع بعض مسائل اللغة، كما سنرى في المبحث الثالث من هذا الفصل. ويتضح لنا مما سبق أن ما درسه ابن جني في هذا الشأن أكثر مما درسه البنيويون فيما بعد.



[1] اقتعثها: أكثرها وأقعثه أكثرها له. لسان العرب، مادة (قعث) (2/ 178).

[2] هيلاً: هال عليه التراب هيلاً وأهاله فانهال وهيله فتهيل، ويذم الرجل فيقال جرف منهال. لسان العرب، مادة (هيل) (2/ 178).

[3] الخصائص (1/ 312).

[4] المرجع السابق (1/ 244).

[5] معيج: العيج: شبه الاكتراث،... وما عاج به عيجاً: لم يرضه، وما أعيج من كلامه بشيء؛ أي: ما أعبأ به. لسان العرب، مادة (عيج) (2/ 335).

[6] الخصائص (1/ 244).

[7] المرجع السابق (1/ 90).

[8] المرجع السابق (1/ 243).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر واجب
يسري حسان - Egypt 26-03-2016 01:56 PM

دروس طيبة ودروب وضروب مهمة ويجمعها حسن انتقاء وعرض وان أوجز فلم يخل شكراً لكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة