• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

فلو عكس لأصاب (في بلاغة إذا وإن الشرطيتين)

فلو عكس لأصاب (في بلاغة إذا وإن الشرطيتين)
سعيد عبيد


تاريخ الإضافة: 21/3/2016 ميلادي - 11/6/1437 هجري

الزيارات: 25371

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فلو عكس لأصاب!

في بلاغة "إذا" و"إن" الشرطيتين

 

"إنْ" حرف شرطٍ جازم، و"إذا" اسمُ شرط غير جازم، وغالبًا ما نستعملهما بالمعنى نفسه، بينا الأبلَغ أن توظَّف "إذا" لِما كان مقطوعًا به، مؤكَّدًا وجوده، نحو: "إذا طلعتِ الشمسُ أُسافرُ"، فطلوع الشمس لا ريب فيه، أو لِما رجحَ وجوده، نحو: "إذا أثمرتِ الشجرةُ أرسل إليك من خوخِها"؛ فإثمارها راجح.

 

وفي المقابل، فإنَّ "إنْ" تدخلُ على ما كان مشكوكًا في وجوده، كقولك: "إنْ تُعِرْني كتابك أُؤَدِّ عنكَ واجبَ كذا"، فإعارته إيَّاك الكتاب غير مؤكَّد وقوعها؛ ولذا وردَت أخبار يوم القيامة في القرآن الكريم بـ"إذا" لا بـ"إنْ"؛ لأنها متحققة الوقوع لا ريب، كالآيات الكريمات: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1]، و﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، و﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ [الواقعة: 1]، و﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ﴾ [المؤمنون: 101]...، ويمكنك - بناءً على هذا الفرق البلاغي الدَّقيق - أن تفهم لماذا اجتمعتْ كِلتا الأداتين في مثل قوله تعالى في سورة الروم: ﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ [الروم: 36].

 

لكن ما ذكرناه إنما هو على وجه الأغلب الأعمِّ، وليس على وجه الاستِغراق؛ ولذلك وردتْ شواهدُ على خِلافه، كما أنَّ ذلك لا يمنع أن تجيء "إنْ" في موضع "إذا"، أو العكس؛ لغَرَض بلاغي أعمق وأقومَ بالمراد؛ وهو كثير.

 

وما أجمل أن نختم الكلامَ بالذي من وحيه كان العنوان! قال الزمخشري: "وللجهل بموقع "إنْ" و"إذا" يَزيغ كثير من الخاصَّة عن الصواب فيغلطون، ألا ترى إلى عبدالرحمن بن حسانَ كيف أخطأ بهما الموقعَ في قوله يخاطِب بعضَ الولاة، وقد سأله حاجةً فلم يقضِها، ثمَّ شُفع له فيها فقضاها:

ذُممتَ ولم تُحمد وأدركتُ حاجتي
تولَّى سِواكُم أجرَها واصطناعَها
أبَى لك كسبَ الحمْدِ رأيٌ مقصِّرٌ
ونفسٌ أضاقَ اللهُ بالخيرِ باعَها
إذا هي حثَّتْهُ على الخير مرَّة
عَصاها وإن همَّتْ بِشرٍّ أطاعها

 

فلوْ عكسَ لأصابَ"[1]؛ أي: لو قال: "إنْ هي حثَّته" و"إذا همَّتْ"، لكان أنسَبَ؛ لِما يقصده من الهِجاء؛ لأنَّ في توظيف "إنْ" في الشطر الأول تشكيكًا وتقليلًا لحثِّ نفس الوالي له على الخير، وأنَّه مع ذلك يعصيها، وهو أبلَغُ في الذمِّ، كما أنَّ في استعمال "إذَا" في الشطر الثاني قصدًا إلى أنَّ بِدَاره إلى الشرِّ مُستيْقَنٌ منه، وهو أبلغُ في الذمِّ أيضًا.



[1] "بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح"؛ عبدالمتعال الصعيدي، مكتبة الآداب، القاهرة، 1420هـ / 1999م، ج 1، ص 189.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- إجابة نبيل الحذيفي
سعيد عبيد - المغرب 23-03-2016 10:34 PM

لا تطفل في العلم البتة، إنما هو كنز مفتاحه السؤال؛ فمرحبا أخي نبيل.
لا وجود للأداة Outil بالمعنى العلمي في العربية، لأن الكلمة لدينا اسم أوفعل أوحرف، وكل هذه الثلاثة يصح من حيث دوره الوظيفي أن تسمبه أداة، غير أنك حين تسميه كذلك لن تميز بين كونه اسما أو فعلا أو حرفا.
مع المودة.

1- جزاكم الله خيرا
نبيل الحذيفي - الرياض 22-03-2016 07:21 AM

بعد إذنكم
هل "إذا" - التي ذكرتموها - اسم شرط أم أداة؟

واعذروني على تطفلي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة