• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

خاطرة: ما فائدة الأدب؟

خاطرة: ما فائدة الأدب؟
ربيع بن المدني السملالي


تاريخ الإضافة: 6/3/2016 ميلادي - 26/5/1437 هجري

الزيارات: 16975

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خاطرة: ما فائدة الأدب؟

 

ما فائدة الأدب إن لم يُخاطب وِجدانَ الإنسان، ويبعث في قلبه السَّكينَةَ والاطمئنان، ويحمله على النَّظر إلى الحياة نَظرة تفاؤلية رغمَ بشاعتها، وتقلُّب أحوالها؟!

 

وما فائدته إن لم يعبِّر عن خَلَجات النُّفوس الضَّعيفة التي أرهقها الألَم، وأتعبها المسير بين مُنعرجات الدنيا؟!

ما فائدته إن لم يبشِّر بغدٍ أفضل يُلَملمُ أشلاءَ الماضي الأسيف حيثُ الذُّلُ والضيمُ، والعارُ والرِّضا بالهوان؟!

 

ما فائدته إن لم يَمسح عن الأرواح اليائسة تلك القَتَامة التي لا تَريم؟!

ما فائدته إن لم يكن مفتاحَ خير وحبٍّ وجمال، مغلاقَ شرٍّ وظلم وفساد؟!

 

ما فائدته إن لم يجعل من الحَبَّة قُبَّة، ويعبِّر عن الحياة بعبارةٍ تأخذ القارئ إلى قصور البلاغة والملكوت وحدائق البيان؟!

 

ما فائدته إن لم تكن عنده رسالة ومبدأ ومنهج سويٌّ، ويكون نبراسًا يهتدي بنوره أصحاب القلوب النَّقيَّة والفِطَر السَّليمة؟!

 

ما فائدته حين يتحوَّلُ إلى مِعْوَل للهدم، ومنبرٍ للشتم والسبِّ والهجاء؟!

ما فائدته حين يكرَّس للحِقد والسُّخرية والاحتقار؟!

 

ما فائدته حين يكون سرابًا حتى إذا أتيته لم تجده شيئًا، فتموت بظمَئِك؟!

ما فائدته إن لم تكن لغته سهلةً ميسورة لا تُحْوِجك إلى الفزَع إلى القواميس عند كلِّ لفظة؟!

 

ما فائدته إن لم يحرِّر العُقولَ والطِّباعَ من تلك الأوهام والأباطيل والتَّقاليد البالية التي ورثتها عن مجتمعاتٍ لا ماء فيها ولا خضرة، ولا أزهار ولا شجر، ولا تغاريد العصافير؟!

 

ما فائدته إن لم يَدفع عنك قلقَ الاغتراب الكامن في فؤادك الكسير؟!

ما فائدته إن لم يخبرك أنَّ الدنيا ساعة فلتجعلها طاعة؟!

 

ما فائدته إن لم يحرِّك الأشجانَ الرَّاكدة ويثِر الغرامَ نحو بيوتات الله المُقدَّسة؟!

ما فائدته إن لم يكن لسانَ صدقٍ في الأوَّلين والآخِرين؟!

 

ما فائدته إن لم يكن النَّاطقَ الرسميَّ للإنسانية المعذَّبة على هذه الأرض؟!

 

ما فائدتُه إن لم يجعلك تَعشقُ لغتَك الأم، وتشعرُ في قرارة نفسك أنها هُوِيَّتك، لحمُك ودمك، وفي غيابها ليس لك إلا التشرُّد والتيه والضَّياع؟!

 

ما فائدته إن لم يدْعُ إلى الإخاء والسَّخاء، والتسامحِ والتَّعاون على البرِّ والتَّقوى؟!

ما فائدته إن لم يُشعل فتيلَ المودَّة والصِّدق والوفاء بين المؤمنين الحالمين بتطبيق شريعة الله؟!

 

ما فائدته إن كان همُّه لا يتجاوز اجترارَ الذِّكريات الهاربة والبكاء على أطلالها البالية، ونسيان الحاضر والمستقبل؟!

 

ما فائدته إن لم يحذِّر من مغبَّة الكذب والبهتان، والغِيبة والنَّميمة، والهمز واللَّمز، وردع كلِّ جبان رِعْدِيد لا همَّ له سوى ذلك؟!

 

ما فائدته إن لم يَشرح صدورًا ضاقَت بها الدنيا بما رحُبَت وضاقت بها السُّبل، بعيدًا عن النَّهج الربَّاني القويم؟!

ما فائدته إن لم يجعلك تُقيم دولةَ الإسلام في قلبك قبل أن تحلمَ بها فوق أرض واقعك الحزين؟!

 

ما فائدته إن لم يكن (مِنحة ربَّانية يجودُ بها الله على أرباب القلوب)؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- واقع
الزهراء - المغرب 07-03-2016 04:45 PM

"ما فائدتُه إن لم يجعلك تَعشقُ لغتَك الأم، وتشعرُ في قرارة نفسك أنها هُوِيَّتك، لحمُك ودمك، وفي غيابها ليس لك إلا التشرُّد والتيه والضَّياع؟!"
فعلا للأسف أدركت هذه الحقيقة متأخرة حيث كنت أحب اللغات الأجنبية ولم أكن أهتم بلغتي الأم التي فيها عزنا ومجدنا حضارتنا وقد تحسرت كثيرا عندما قرأت ترجمة أحد الكتاب الغربيين الذي لقيت رواياته شهرة كبيرة أنه استمد الأدب من التراث العربي
جزاكم الله خيرا أستاذ ربيع

2- بوركت
سمية - الجزائر 06-03-2016 09:45 PM

ولهذا أحببنا الأدب ذلك العالم الجميل الذي يجعلك تفر من هذا الزمن الموحش المليئ بالغدر والخيانة والنفاق.... عالم الأدب يجعلك تحلق في سماء الروح العالية بعيدا عن هذه الأرض التي جعلت بعضنا ينسى أنه إنسان... عالم الأدب الهادف الذي يجعلك تؤمن ألا مستحيل في هذه الحياة.
بوركت ربيع الأدب~جزاك الله خيرا~

1- في الصميم
أمينة رامي - المغرب 06-03-2016 02:12 PM

جميل أن تبدأ إطلالتك على هذا الأزرق بمقال رائع
يحمل بين ثناياه تساؤلات في إجاباتها الشفاء لأسقام
شتت شمل امتنا حين أصبح الأدب معولا والقلم جرافة لقيمنا وأخلاقنا
فلله درك ولا فض فوك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة