• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

من صور الاستبدال في شعر الجواهري

د. صالح عبدالعظيم الشاعر


تاريخ الإضافة: 1/2/2016 ميلادي - 21/4/1437 هجري

الزيارات: 10382

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من صور الاستبدال في شعر الجواهري

 

إكمالًا لِما سبَق في موضوع "ظاهرة الاستبدال في النحو العربي.. آفاق غير محدودة"، يمكن التمييز في شِعر الجواهري بين عدَّة أنواع من الاستبدال؛ حيث تنوَّعَت صورُه بين صور الاستبدال المألوفة وصور أخرى.

 

فمن الاستبدال الاسمي النَّمطي قوله في قصيدة (يا غادة الجيك، ويا سحرهم)[1]:

يا غادة الجيك ولم يجتمع
كحسن أهليك لأهلٍ وآلْ
بوهيميا والنَّاس في خطَّةٍ
وأنتِ في أخرى كحربٍ سجالْ

 

فقوله: (وأنتِ في أخرى) يساوي قوله: (وأنتِ في خطَّة)، ومجيء (أخرى) محل (خطَّة) مساهم في سبْك النصِّ؛ لاختصاره من جهة، ولربط الجملتين والشَّطرين بعضهما ببعض من جهةٍ أخرى.

 

أمَّا الاستبدال الاسمي غير النَّمطي في شعره، فنَجِد منه هذا البيت الذي يَبدو الاستبدال في ظاهره وكأنَّه إحالة، وهو قوله في (وخزات)[2]:

طيَّارةٌ في بلادي
تكفي لحلِّ المشاكلْ
وحفنةٌ من نُضارٍ
تهدُّ كلَّ الهياكلْ
أصاحبُ الأمرِ يَهْوى
شيئًا ونحن نجادلْ؟
نُريدُ وضعًا جديدًا
لكن بغير مخاضِ
شعبي لهذا وهذا
غنيمةٌ بالتَّراضي

 

فإتيانه بأسماء الإشارة: (لهذا وهذا) ليس من قبيل الإحالة؛ لعدم وجود مَرْجع لهذه الأسماء مذكورٍ فيما سبَق من النصِّ، ويظهر أنَّ الشاعر كان يَبغي أن يقول: (لفلان وفلان)، ثمَّ توسَّل بالاستبدال إلى التعتيم؛ حرصًا على ألَّا يؤخذ بإشاراته إلى مَن يملك السلطةَ بالخيانة والرِّشوة، لا سيَّما وهو يَعترف ضمنًا بأنَّ كلامه هذا (وخزات).

 

كما أنَّ من الاستبدال الاسمي غير النمطي قوله في (أحمد شوقي)[3]:

طوى الموتُ ربَّ القوافي الغُرَرْ
وأصبح شوقي رهينَ الحُفَرْ
وأُلقيَ ذاك التراث العظيمُ
لثقْلِ التراب وضغطِ الحَجَرْ
وجئنا نعزِّي به الحاضرينَ
كأنْ لم يكن أمسِ فيمن حضرْ

 

والحديث هنا عن قوله: (ذاك التراث العظيم)، وإذا استبعدنا اسمَ الإشارة والصِّفة، تبقَّى لنا لفظ (التراث) بديلًا لـ (الشاعر) في المفهوم من اللَّفظ، وطريق الاستبدال هنا الاستِعارة، وقد جاءت وسيلةَ سبكٍ دلاليَّة المقصد وبعيدة الغور؛ ففي مجيئها على هذا النحو إيحاءٌ بصِفة يريد الشاعر إثباتها لمَرثيِّه؛ إذ القضيَّة التي يريد إثباتَها هي (الشاعر أحمد شوقي = التراث).

 

وإذا انتقلنا إلى الاستِبدال الفعليِّ، وجدنا الجواهري لم يَستعمل مطلقًا الاستبدالَ الفعلي بالصيغة العامَّة (فَعَل) ومشتقَّاتها، وقد أضناني البحث عن موضع واحد لهذا الاستعمال في شِعره، وحتَّى في قوافٍ يُحتمل وجودها فيه لم ترِد مطلقًا، وفي هذا ملمحٌ نصِّي، فهذا الاستبدال مرتبطٌ أكثر بالنصوص النثريَّة، وحتَّى لو وردَت في نصٍّ موزون لكانت صياغته نثريَّة، كما لو قيل: "وأتيت من شوقٍ إليك وليت أنِّي ما فعلت"، فالتعبير (ما فعَلْت) بعيد عن روح الشِّعر، وإذا ورد في شعرٍ ما حُكِم على قائله بالضَّعف، وغير عجيب أن يتجنَّبه الجواهري؛ لطول نفَسه وتنوُّع أسلوبه، وعدم هبوطه إلى مثل هذا الأسلوب.

 

غير أنَّ في شعره أنماطًا أخرى للاستبدال الفعلي، ومنها ما ورد في (جناية الأماني) من قوله[4]:

جلبتْ لِي الهمَّ والهمُّ عنا
آهِ ما أروحَني لولا المُنى
آهِ ما أخيَبني من غارسٍ
شجرَ الآمالِ لكنْ ما جنى

 

فقوله: (غارِس) اسم فاعل عمِلَ عمَل فعله، والموضع هنا يَستدعي الفعل بقوَّة؛ نظرًا للعطف عليه بجملة (ما جنى)، فكأنَّ تركيب الجملة الأصلي: (ما أخيبني من غارِس، [غرَسَ] شجر الآمال لكن ما جنى)، ثمَّ اختزل التركيبَ (غارس غرس) في (غارسٍ)، واستبدَل اسمَ الفاعل بفعله.

 

ومن الاستبدال الفِعلي أيضًا في شعره قوله في (مستهام)[5]:

إنْ سعى الواشي يريك الغيَّ رُشدا
لا تكن أهلًا وصُنْ للودِّ عهدَا
حاش لله بقايا ذمَّةٍ
منك أن تُشمِتَ بي خصمًا ألدَّا
أنا إن بُلِّغتُ عنكم ريبةً
قلتُ: شكرًا لهمُ منِّي وحمدَا
وإذا قيل: جفا من سلوةٍ
قلتُ: لا أسلو وإن عاف وصدَّا
مُستهامٌ كرع الدَّمع فما
زاده إلا جوًى فيكم ووقْدَا

 

والسِّياق المتوقَّع أن يقول: (إنْ سعى الواشي يريك الغيَّ رشدا، فلا تسمع له)، لكنَّه قال: (لا تكن أهلًا)، وهذا جواب شرط غير متوقَّع لدى المتلقِّي، رفَع به الشاعر درجةَ الإعلاميَّة في النصِّ، ومقصده هنا أنَّ السَّماع للواشي يَجعل السامع أهلًا للواشي، لا أهلًا لحبيبه؛ لورود (لا تكن أهلًا) بديلًا لـ (لا تسمع للواشي).

 

ينتهي بنا الحديث إلى الاستبدال العِباري في شِعر الجواهري، وممَّا ورد منه قولُه في ختام (جائزة الشعور)[6]:

قم يا جميلُ فحامني
يا حامِيَ الأدب العراقي
يا من بشعرك ظنَّت ال
أقوامُ أنَّ الشَّعب راقي
قبلي بأحجارٍ رُشِقْ
تَ لقاء هاتيك الرِّشاقِ
تلك العرائس كم لقتْ
ضيمًا وهنَّ بلا صَداقِ
أوَبعد ذا يتشدَّقو
نَ بقُرب دور الإنعتاقِ؟!

 

ففي (ذا) من قوله: (أوَبعد ذا) استبدالٌ عِباري؛ لأنَّه محيلٌ على كلِّ ما ذُكِر في القصيدة مما آل إليه حالُ الأدب العراقي، وقد جاء هذا الاستبدال في ختام النصِّ مساهمًا في تذكُّر الأبيات السابقة وما ورد فيها من معاني انحطاط الأدب وجناية السياسة عليه.



[1] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 941.

[2] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 108.

[3] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 286، ومثله ص 189.

[4] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 75.

[5] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 109.

[6] الأعمال الشعرية الكاملة، ص 189.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة