• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لو تطاع الدموع!

عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 20/1/2016 ميلادي - 10/4/1437 هجري

الزيارات: 4586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لو تطاع الدموع!

 

بين الجوانح يسكن الشعور، وتَنمو لوعة الفؤاد الحي، يسمع ويرى ويحسُّ، فيتوقد أسى وحزنًا، أو شوقًا ووجدًا، وربما اشتعل بغير زند، فيُرسل على صفحات الخدود جداولَ الضمائر، ولآلئ المشاعر، تَنساب قطرات متتابعة، في كل قطرة قصة تَحكي حديث السرِّ المكتوم، تعبيرًا صادقًا يشف عن عجز الجوارح والأسباب الخارجية عن شفاء القلب المدنف أو المعنَّى، فتَنطق الدمعة عندما لبس اللسانُ ثوب العيِّ، في حديث أنس رضي الله عنه، عندما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فجعلتْ عينَا رسولِ الله عليه الصلاة والسلام تَذرِفان، ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العين تدمَع، والقلب يَحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا))؛ متفق عليه، آهٍ ما أحرَّ تلك الدموع التي يفيض بها قلبٌ شجيٌّ تلبَّد بسحُب الآلام والأحزان، وأصفى تلك العبرات التي تترقرق على وجنات أبوَين أسفًا على ولد، أو تلهُّفًا إلى شمِّه وضمه!

 

وآسَرُ تلك الدمعات هي التي تتلاحَق في وجه زوجة تَحمل على متون دمعاتها الحنينَ إلى زوجها الغائب، والحسرةَ أنْ ضمَّه السفر وشاركتها فيه الغربة، وأشدُّ حرقةً تلك الدموع المُنفرِدة وهي تتصبَّب مِن قلب يَتيم على جوانب وجهِه الصَّغير عندما افتقد دفْء الأبوَّة، ونهشه قُرُّ اليتْم! نعم؛ إنها الدموع البائحة للعيون المشاهدة بأن وراءها ما وراءها، إنها الدموع المشرقة المتألمة التي اغتسلت بها العيون، فخف بعضُ جواها لتقدح في نفس الرائي أُوار الحسرة وشدة الألم، سواء أكانت دموع الضعيفين؛ المرأة والطفل، أم دموع ذي القوة؛ الرجل، بل إنَّ دموع الأَخير قد تكون أعظم لَوعة؛ لأنه لا يبكي، فإذا بَكى فبكاؤه مِن دم، كم دموع تُسكب على طريق الراحِلين، ويجرونه من بعدهم!

رحلتُ فكم باكٍ بأجفان شادنٍ
عليَّ، وكم باكٍ بأجفانِ ضيغَمِ!
وما ربَّة القُرْط المليحِ مكانه
بأجزَعَ مِن ربِّ الحسام المصممِ!

 

أهرق الباكون عبَرات الشجى على شواطئ عيونهم؛ فباكٍ على حبيب له استوفى عمره، وفارَق ناظرَ حبيبِه، منتقلًا إلى الدار الآخرة، فتقرَّح على فقده جفناه، وباكية على إلْف حَمَلَ نفسه على كفِّه، فخرَجَ يُدافع عن حياض الدِّين، ويُجاهد مُناوئيه، أو راحل امتَطى صهوة الاغتراب؛ كي يَكتسِب علمًا يُنير طريقه، أو مالًا يستعفُّ به عن الذلِّ، فغلبتْها حبيبتاها على حبيبِها الظاعِن!

 

فماذا لو أطيعت هذه الدموع؟

ومع أنَّ عصيانها شديد على النفس، إلا أن منطق العقل وقانون الحياة قد يُجبران الإنسانَ على هذه المخالفة؛ حتى تَصِلَ سفينة العيش إلى المآل المحمود، ولكن الدمعة الخرساء - مع كل هذا - تبقى ذات دلائل ناطقة، قد تَخرس عنها الألسنة الثرثارة الفصيحة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة