• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الحب عذب!

الحب عذب!
محمد حسن العمري


تاريخ الإضافة: 3/1/2016 ميلادي - 22/3/1437 هجري

الزيارات: 13390

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحب عذب!


كَتب ابنُ خالي على أحد جدران بيتهم: (الحب عذب)، وحاولتُ جاهدًا توضيحَ الخطأ الإملائي الذي وقع فيه؛ بنسيانه الألف، إلَّا أنَّه أبى وعَانَد.

 

ومضَت الأيام، وبقيَت تلك الكتابة راسخةً بذلك الجدار، ولمَّا أراد ذلك الجدار أن ينهدَّ، تعلَّقَت تلك العبارة بذاكرتي، وهي باقية إلى اليوم!

 

احتار فيه الفلاسفةُ والبلغاء، وتوقَّف عنده العارفون والحكماء، جلبوا عليه بنَثرهم وشِعرهم ورَجزهم، ورجعوا وهم أكثرُ قناعة عن معرفته بعجزهم.

 

الحبُّ: شعورٌ ثائرٌ خافِت، وحديث جاهرٌ صامِت، يملأ القلبَ نقاءً وطهرًا، والعينَ سُهدًا وسهرًا، يتهادى متعاطوه الوردَ، ويغشى أطرافهم عرقٌ وبرد.

 

عندما هممتُ بالكتابة عن الحبِّ، نازعَتني في الكتابة عنه نفسي، ولم تَعلم أنَّ فيه قُوْتِي ونَفَسي، قالت: كيف؟! والشباب قد ولَّى، والعنفوان تخلَّى؛ معرِّضةً ببياضٍ تبادى، ونُضارٍ تهادى؛ فأجبتُها:

خُلقتُ ألوفًا لو رجعتُ إلى الصبا ♦♦♦ لفارقتُ شَيبي مُوجع القلبِ باكيا

 

قالت: لقد تغيَّرتَ كثيرًا، وفارقتَ وثيرًا، أين تلك العبارات الفتَّانة، والأبيات الهتانة؟ قلت:

لعينيك ما يَلقى الفؤادُ وما لقي
وللحبِّ مالم يبقَ منِّي وما بقي
وأحلى الهوى ما شكَّ في الوصل ربُّه
وفي الهَجر فهْو الدَّهر يَرجو ويتَّقي

 

قالت: إذًا، أدرِك معناه، ولا أظنُّك تلقاه!

 

اجتهد كثيرٌ في كشف معناه، فهذا الحافظ القرطبي يقول: (المحبَّة: مَيل لما فيه غرض، يستكمل به الإنسان ما نقصه، وسكون لما تلتذُّ به النَّفس وتكمل بحصوله).

 

وقال القاضي عياض: (المحبَّة: هي مَيل الإنسان إلى ما يوافقه).

 

ويبقى نزار من القلائل، الذي اقترب كثيرًا منه، ولكنَّه لم يصِل!

هو أن تظلَّ على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشِّفاه المطبقات سؤالُ
هو جدولُ الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله وغِلالُ
هو هذه الأزمات تَسحقنا معًا
فنموتُ نحن وتزهر الآمالُ
هو أن نَثور لأيِّ شيءٍ تافهٍ
هو يَأسنا هو شكُّنا القتَّالُ
هو هذه الكفُّ التي تغتالنا
ونقبِّل الكفَّ التي تَغتالُ

 

قال يحيى بن معاذ:

إلهي، الحب أعتقده لك طائعًا، والذنب آتيه كارهًا؛ فهَب كراهةَ ذنبي لطواعية حبِّي! إنَّك أرحم الراحمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- مميز
أميرة - الكويت 06-01-2016 11:18 AM

الحب كلمة كلها هدوء ونقاء ، كتبت بماء الذهب ، طعمها عذب كالماء الزلال ،، لذا فقد وُفِّق كاتبها حين أسقط الألف بعد الذال..، وكأن روح الحب قد أمسكت بأصابعه ليكتب الصواب .بعد أن قصمت الألف ظهر الكلمة عقودا طويلة بسبب تشويه البشر للحب مقال رائع بالفعل

2- أعجبني
سكون الليل - السعودية 06-01-2016 11:11 AM

من أجمل ما قرأت عن الحب بعد قراءتي لكتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين وكتاب طريق الهجرتين وكلاهما لابن القيم

1- رائع
عمر حمد - المملكة العربية السعودية 04-01-2016 12:40 AM

ما ظلمه ابن خالك
حينما قال أنه عذبٌ وخلّصه من العذاب.
فهو عذب زلال صافٍ حين يتجلى ويتحلى بالحُسن والوفاء،
وهو عذاب حين يتعدى ويتغذا من نياط القلب.
كان خطأه صحيحا وتصحيحك خطأً.
والحقيقة هي:
أنه كذبٌ وعذاب وعذبٌ ومغتسل بارد وشراب
لله در خطأ ابن خالك ولله درك من مُلاحظ ولمّاح

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة