• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لم تخلفين الوعد يا أمي؟ (قصة)

لم تخلفين الوعد يا أمي؟ (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


تاريخ الإضافة: 3/1/2016 ميلادي - 22/3/1437 هجري

الزيارات: 11487

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم تخلفين الوعد يا أمي؟


إنها طفلةٌ في الصفِّ الثالث، ابنة العاشرة من عمرها، تأخذها والدتها إلى المدرسة بعد موت والدها الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى وهي في الصف الأول؛ فهو مَن كان يتكفَّل بأخذها إلى المدرسة كل صباح، وعند انتهاء العمل يُسارع إلى المدرسة ليأخذ "مرام" ويتوجَّه بها إلى البيت، فهي منتظرة له عند البواب.

 

كان البواب يُعطيها هدية ويمازحها حتى يأتي والدها لأخذها.

 

وفي يوم من الأيام ووالد "مرام" في عمله التقى بهاذم اللذات ومفرِّق الجماعات، التقى بقَدرِه المحتوم؛ فبينما هو سائرٌ في طريقه عائدًا من عمله قطَع الشارع فاصطدمت به سيارة، أُخِذَ على إثرها إلى المستشفى، وبينما هو في طريقه والدماء تَسيل مِن رأسه كان يحرِّك لسانه بصوت ضعيف جدًّا، طأطأ السائق رأسه ليعرف ماذا يريد وما يبغي، فإذا به يقول: مرام.. مرام.. مرام! ثم فارق الحياة.

 

خرجت "مرام" كعادتها من المدرسة مُنتظرة والدها على باب المدرسة، تأخر البواب ليقفل بقية الفصول، أكمل إقفال الفصول متجهًا صوب البوابة ليجعلها آخر ما يَطمئنُّ عليه، رأى عيني "مرام" تفيض من الدمع تَبكي بكاءً حارًّا مريرًا ألهب فؤاده، سألها عن السبب، أجابت: بابا لم يَحضر بعد!

ذهب البواب إلى الدكان ليُحضر لها هدية، لكن "مرام" غير "مرام" الأمس، كلما مازَحَها لا تزيد إلا بكاءً.

 

انتظر البواب حتى يعود والدُها، لكن لا فائدة، فقد تأخر كثيرًا.

أخذ البواب "تاكسي" وتوجه صوب بيت "مرام"، وبينما هو في طريقه قريبًا من بيت "مرام"، رأى الناس يُسارعون صوب البيت، سارع و"مرام" بيده، عرف أن والد "مرام" فارق الحياة، والناس مجتمعون لتشييعه.

 

لم يبق َ لـ "مرام" بعده إلا والدتها، فهي من تأخذها إلى المدرسة كل صباح، وعند انتهاء الدوام تأتي لأَخذِها.

 

وفي يوم من الأيام استيقظت الأم في الصباح الباكر، توجهت نحو غرفة "مرام"، فلم تجدها على فراشها.

 

بحثت عنها في غرفتها، في الحمام، في الصالة أو المطبخ، فلم تجد لها أثرًا.

 

كاد قلبها يسقط خوفًا، خرجت نحو الحديقة وهي تُنادي: مرام.. مرام.. مرام! أخيرًا وجدتها في الحديقة وهي تبكي بكاءً حارًّا!

سألتها والدتها: لمَ الحزن والبكاء يا بنتي؟

أجابت: رأيتُ في المنام أن والدي جاء لأخذك وتركَني وحيدةً.

 

أمسكت يد أمها قائلةً: أرجوك يا أمي، لا تتركيني وحيدةً، أرجوكِ يا أمي؛ فليس لي سواك أعيش بجانبِه، أنت الأمل الوحيد.

 

سقطت دموع أمها وهي تحضنها: لا، لن أدعكِ وحيدةً.

 

أخذت الأم ابنتها إلى البيت، وجهزت لها الإفطار، وبعد الإفطار بدأت تجهِّز ملابس المدرسة.

 

رفضت "مرام" ارتداء ملابس المدرسة قائلة: لا، لن أذهب إلى المدرسة، أريد أن أجلس معك؛ حتى لا يأخذكِ والدي ويَترُكَني.

 

تبسَّمت الأمُّ ودموعها تنهمر على خديها قائلة: لا، لن أدعكِ، ولن أذهب معه، إنني أنتظرك هنا يا بنيتي.

قالت "مرام": وعْد يا أمي؟ قالت الأم: وعدٌ يا مرام!

 

لبست "مرام" ملابس المدرسة، وتوجهت مع أمها إلى المدرسة، وعند توقف التاكسي أمسكتْ "مرام" يد أمها رافضةً ترك والدتِها.

 

نظرت إليها الأم قائلةً: سارعي إلى المدرسة، وسوف آتي إليك بعد نهاية اليوم الدراسي، ولن أذهب مع والدك، هذا وعدٌ يا "مرام".

 

وقبل انتهاء اليوم الدراسي سُمِعَ دوي الدبابات والمدفعية تهز أرجاء المدينة، إنها الحرب الدائرة منذ شهرين، لقد عاد الكابوس من جديد!

 

سارعت إدارة المدرسة بإخراج التلاميذ والتلميذات خوفًا مما يحدث في المدينة!

 

نعم؛ لقد هدَّت البيوت فوق ساكنيها، لقد رُعِبَ الأهل، وأُفزع كل من كان غارقًا في سبات نومه!

 

خرج الكل من المدرسة، ومن بينهم "مرام"!

 

سارع أولياء أمور التلاميذ لأخذ أولادهم، إلا "مرام" خرجت صوب البوابة لترى والدتها، فلم تجد لها أثرًا.

 

رأى البواب "مرام" تصرخ بصوتٍ ألهب فؤاده، توجَّه نحوها ليُطمئنها، أخذها كعادته صوب بائع الحلوى، أعطى "مرام" لكنَّها ما زالت تصرخ مُنادية والدتها، إنها خائفة!

 

انتظر البواب لعل أم "مرام" تسارع لأخذ ابنتها، لكنها لم تصل بعد!

 

أخذ البواب سيارةً وتوجه إلى حارة "مرام"، وما إن وصلت "مرام" إلى حارتها حتى هُرعت صوب منزلها.

 

وصلت وليتها لم تصل! لقد وجدت أحجار المنزل متناثرةً، بحثتْ عن أمها بين تلك الأشلاء فلم تجدها!

 

صرخت: ماما.. ماما!

جثمتْ على ركبتَيها تَبكي قائلةً: لِمَ تُخلفين الوعد يا أمي؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة