• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

توارد الأحلام والمصائر بين بورخس وأبي العلاء الهمذاني

توارد الأحلام والمصائر بين بورخس وأبي العلاء الهمذاني
عبدالكريم يحيى الزيباري


تاريخ الإضافة: 11/2/2010 ميلادي - 26/2/1431 هجري

الزيارات: 8401

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يقول بورخس: "لطالما تَخَيَّلْتُ الفِردوس كنوْعٍ من المكتبة، بينما يُفكِّرُ الآخَرون بحديقة أو قصر"؛ بورخس "سبعُ ليالٍ" ترجمة د. عابد إسماعيل، دار الينابيع، 2009، دمشق، ص144.

قال ابن الجوْزي في ترجمة الحافِظ أبي العلاء الهمذاني: "وتوفِّي ليلة الخميس عاشر جُمادى الآخِرة من هذه السنة - يقصِد سنة 569 هـ - وقد جاوزَ الثَّمانين بأرْبعة أشهُر وأيَّام .... وبلغني أنَّه رُئي في المنام في مدينة جَميع جُدرانها من الكتُب، وحوْله كتُب لا تُحَدُّ، وهو مشتغل بمطالعتِها، فقيل له: ما هذه الكتُب؟ قال: سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدُّنيا، فأعطاني"؛ أبو الفرج بن الجوزي "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، دار صادر بيروت، ج10 - ص248.

يقرؤُون ولا نقرأ، يَصنعون ونستورِد، يفكِّرون ونقلِّد، قصَّرُوا التَّنانير في السَّبعينيَّات، فقصَّرنا أكثر منهم، وقلَّدناهم في موضة الملابس وقصَّات الشَّعر، احتفلوا مرَّةً في الأسبوع، في عطلة نهاية الأسبوع، ومرَّةً في السَّنة: سفرة سياحيَّة وإجازة صيفيَّة، فاحتفلنا طوال العام: حفلات وطرب وكليبات، نُنفق عليْها ملايين الدولارات سنويًّا، وهكذا تواردتْ وتتوارد الأحلام والمصاير بين الشَّرق والغرب.

نحن كنَّا داخل التيه، ولا زلنا، حيثُ كلُّ شيء ليس له معْنى كما حَدَثَ لـ"أَليس" في بلاد العجائب، وورِثْنا معنى العبث خطأً من الأعشى الكبير:
لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هَذَا الزَّمَنْ        عَلَى  المَرْءِ  إِلاَّ  عَنَاءٌ  مُعَنّْ
ونسبنا العبَث إلى ألبير كامو، وهو الذي تبرَّأ من العبث، بِمعناه الذي اقتبسْناه على الأقلّ، يقول ألبير كامو: "ليس سُدى أنَّ الناس حتَّى الآن تلاعبوا بالألْفاظ، وتظاهروا بالاعتِقاد بأنَّ المرء حين يرْفض إعطاء معنًى للحياة، فإنَّ ذلك يؤدِّي حتمًا إلى القول بأنَّها لا تستحقُّ العيش، في الواقع ليس ثمَّة شيء مشترك يربِط بين هذين القولين"؛ جرمين بري - ألبير كامو - ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، دار الثقافة 1968، بيروت، ص217.

رفض إعطاء معنى للحياة؛ أيْ: إنَّها فانية لا تستحقُّ أن نقتتِل من أجلها، ودوام الحال فيها من المُحال، حتَّى طعام الجنَّة ملُّوه وقالوا: "لا نَصبرُ على طعامٍ واحد".

وتتوارد مصاير الشعوب في خواطر الشعراء؛ قال النَّابغة الذبياني يصِف الحرب:
تَبْدُو كَوَاكِبُهُ وَالشَّمْسُ  طَالِعَةٌ        لا النُّورُ نُورٌ وَلا الإِظْلامُ إِظْلامُ
يريد شدَّة الهول والكرب، بقوله: "تبدو كواكبه والشَّمس طالعة"، كما تقول العامَّة: أريتُه النجوم وقت الضُّحى، قال الفرزدق: 
أُرِيكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ
وقال طرفة بن العبد: 
وَتُرِيكَ النَّجْمَ يَجْرِي بِالظُّهُرْ
وإليْه ذهب جرير في قوله:
وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ        تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالقَمَرَا

ابن عبد ربه "العقد الفريد" ج 1: باب العمل في الحرب، ص27.

 

ومن أسلوب النابغة "لا النور نورٌ"، يقول أبو تمَّام الطَّائي:
 

لا  أَنْتِ  أَنْتِ  وَلا  الدِّيَارُ   دِيَارُ        خَفَّ   الهَوَى   وَتَوَلَّتِ   الأَوْطَارُ
إِذْ لا صُدُوفُ وَلا كُنُودُ اسْمَاهُمَا        كَالمَعْنَيَيْنِ     وَلا     نَوَارُ     نَوَارُ
وتعليقًا على صدْر البيت الأوَّل لأبي تمَّام ذَكَر محمود درويش في تقْديم ديوانه "لا تعتذِر عمَّا فعلت" قول الشَّاعر فدريكو جارسيا لوركا: وَالآنَ لا أَنَا أَنَا، وَلا البَيْتُ بَيْتِي، وتحتَه كتبَ درويش: "توارد خواطر، أو توارد مصاير!".

وربَّما قصد محمود درويش: "عند توارد المصاير: تتوارد الخواطر".

كما حدثَ بين أحلام بورخس وأحلام التنوخي وأحلام أبي العلاء الهمذاني، وغابت أحْلام مستغانمي، عن عالم الرِّواية، لتقدِّم للنساء نصائحَ في نبذ عشق الرِّجال والاستسلام لهم والوقوع في مصايدهم، وفي كتابٍ كامل لم تقُل أكثرَ ممَّا قاله المثل الشَّعبي المصري: "يا مؤامنة للرجال يا مؤامنة للميَّة في الغربال"، وكانت في انشِغالها بتأليف كتابها، الَّذي سمعنا عنه إعلانات كثيرة، كأُمِّ العروس "فاضية ومشغولة".

كان بورخس يقول: "إنَّ العرب لا يحترمون تراثهم كثيرًا"، وحقيقةً لا أدري ماذا يقصد بعدم احتِرام التراث، خاصَّةً وأنَّه لم يرَ دعاة الحداثة المزيَّفة، كالحواة والمهرِّجين على أبْواب سفارات الدُّول الغربيَّة، وعلى أبواب السَّاسة، يستجْدون رجال الشرطة والحرس، ينتظرون إذن الدخول، وأحدهم يقول للآخر: اذْكُرني عند الوالي، هؤلاء الَّذين يرون الحداثة التحلُّل من الأخلاق والمبادئ، ويقول الروائي الفرنسي، والَّذي عمل في الهيئات الدبلوماسيَّة ستاندال: "إنَّ الحروب الصليبيَّة هي التي جعلت أوربا تختلِط بشعوب الشَّرق الأوسط، فانتبهوا إلى أهمّيَّة الأخلاق وعرفوا أنَّهم برابرة"، وكانوا يحلمون بحياةٍ أفضل، فَأخذوا الصدق وحب العلوم وشُغِفُوا بالقراءة، وكان الشَّرق قد بدأ رحلته نحو الانحِلال الخلقي والإباحيَّة، وبعد قرونٍ طويلة، عندما كان يَحكمهم مَنْ ليس منهم، صارَ أحدُهم مواطنًا من الدرجة الثانية، ليس لديه وقت للتَّفكير والتأمُّل ولا للقراءة، لا يفكِّر إلاَّ في رغيف الخبز، وعادت الحملات الصليبيَّة، فرحَّب بها الجياع والفقراء، فمنحونا الملاهي الليليَّة وحبَّ المال والنقود والمناصب، وأخذوا منَّا القدس والنفط والأيْدي العاملة الرَّخيصة، والكفاءات العلميَّة فيما بعد، ولكن قبْل هذا وذاك أخذوا الأخلاق، فصار الَّذي يدَّعي الحداثة، يطعنُ في نسبهِ إلى أبيه، ولسان حالهِ يقول: الحداثة أن تصير ديَّوثًا، فليس من الحداثة أن يغارَ الرجلُ على امرأته أو ابنته!

نهاية عام 2003 ذهبَ زميلٌ صحافي ليخطبَ ابنة أحد الحداثيِّين، فسأله: أخاف إذا وافقت، أنْ تحرم ابنتي من أنْ تخرجَ مع أصدِقائها، أو تسافر لوحدها، لأنَّها تتمتَّع بجنسية أوربية، وليست مثلك، فهل أنت حداثي مثلنا؟!

وعادت الحروب الصليبيَّة مرَّةً أخرى، وأجبروا ملايينَ الشَّباب على قضاء أوْقاتِهم كافَّة بين الفضائيَّات والإنترنت، وسرقوا أهمَّ وأخطر ما لديْنا وهو الوقت، الوقت أفضلُ الأشياء وأسوَؤُها، بحسب طريقة استغلاله.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- نعم حداثة مصطنعة
امتنان الصمادي - الأردن 01-04-2010 12:52 AM

حداثية الأب يا أستاذ يحيى حداثة مصطنعة ومغلوطة وللأسف صرنا نتمثل القيم الغربية التي لا تلامس تركيبنا القيمي
سلمت فهذه دراسة عميقة وغنية جدا جدا اتمنى ان تضعها في أكثر من موضع لتعم الفائدة
وشكرا

1- كلام صحيح
سميرة - isreal 13-02-2010 08:13 AM
كلام سليم ولكن ما هي الخطوات لنسترجع ما فقدناه
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة