• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

إهداء إلى أمه!

إهداء إلى أمه!
ربيع بن المدني السملالي


تاريخ الإضافة: 28/12/2015 ميلادي - 16/3/1437 هجري

الزيارات: 30462

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إهداء إلى أمه

 

قبل انصرافي إلى النَّوم البارحة، فتحت كتابًا أنظر فيه للناقد المبدع شكري فيصل عنوانه: (مناهج الدراسة الأدبية)، فاستوقفني إهداؤه الجميل، الذي ينمُّ عن حسٍّ مُرْهفٍ، ونفْس بارَّةٍ، وقلب يشعُّ خيرًا وجمالًا.

 

هذا الإهداءُ لم يتقدَّم به إلى حبيبةٍ أضناها الشوق من أجل إخراج هذا الكتاب، ولا لزوجةٍ تشاركه حياتَه حُلوَها ومُرَّها، ولا إلى فِلذات كَبِدِه - كما يفعل الكثير من الكُتَّاب والأدباء - ولا إلى أستاذ كان له أبلغُ الأثر في توجُّهه، ولا إلى صديقٍ شقَّ معه الطريق للوصول إلى ما وصل إليه، كلَّا، بل إلى التي لا يوجدُ لها مثيل في هذه الحياة؛ إلى منبعِ الحنان والدِّفء والرحمة، إلى مَن تَسهَرُ الليلَ من أجل راحتِنا، إلى التي كانت وما زالت وستظل رمزًا للصمود في وجه المُدْلَهمَّات؛ من أجل أن ترانا في أفضل حال، إلى مَن تبكي بكاء مرًّا ويهجرُها النوم، وتجافيها شهيَّةُ الطعام حين يَمرَضُ أحدٌ من أبنائها، أو حينَ تُنشِبُ يدُ المُنونِ أظافرها على حين غفلة من قلبها الأسيف، إلى اليدِ الحانية التي تمسحُ التعب عن أجسادنا الضامرة وأرواحنا المُتهالِكة ونحن نسير بين مُنعرَجات الدنيا ونُتُوءاتها، إلى التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم حين سُئل: "مَن أحقُّ الناس بحُسْن الصحبة؟": ((أمك، ثم أمك، ثم أمك))، أهداه إلى أمِّه، نَعم، إلى أمِّه الغالية الحبيبة أهدى مجهودَه الذي أنفَقَ في سبيله ليلَه ونهاره، وأتعب فيه نفسَه وجسدَه بهمة عالية، وعزيمة قوية لا تريم، أهداه لها بعبارة رشيقةٍ تُشعرُك بالصدق، ودقَّات قلبه الكبير الذي يضطربُ بين جوانحِه كما كانت تضطرب جوانحُها قبلَ ذلك وهو يصبو إلى ما وصل إليه؛ فللهِ درُّه ما أبرَّه! وما أذكاه! وما أجملَ الاعترافَ بالجميل في مثل هذه المواقف! وكأني به يقولُ ما قاله شيخنا الأديب علي الطنطاوي في كتابه "الذكريات" (ج 2 ص 97):

وقد تجدُ في الناس مَن يُظهِرُ لك من حبِّه أكثر مما تُظهِرُ الأم ويُظهر الأب، ولكن منهم من يحبُّك لمالك، أو لجمالك، أو لجَاهك وصلاح حالك، فإن ساءت الحالُ، أو ذهب الجمال، أو قلَّ المال، أعرَضَ عنك، ولم يَعُدْ يعرفُك.


أما الذي يحبُّك لذَاتك، ويبقى على حبِّك مهما تبدَّلت الحال بك، فهو أمُّك وأبوك، لا تجد مثلَهما.

فمن كانت له أمٌّ، أو كان له أبٌ، فقد فُتح له بابُ الجنة، فمَن الذي يمرُّ بباب الجنة مفتوحًا فلا يدخلها؟!


إني أكتبُ اليومَ عن موت أمي، وقد كتبتُ من قبلُ عن موت أبي، وإن كنت أتمنَّى أن أخسر تسعةَ أعشار ما أمْلِكُ من مالٍ اقتنَيْتُه وكتب ألَّفْتُها، وشهرةٍ نِلتها، ومناصبَ تقلَّدتها، وأن تكون بَقِيَت لي أمي، وبقي لي أبي. انتهى.

 

فاسمع - هديت - يا قارئي، وعِ جيدًا كلماتِ إهدائه إليها؛ لعلَّها تدفعُك على أن تكون بأمِّك بارًّا رحيمًا، مُعترِفًا بجميلِها الذي لو أنفقتَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا، لَمَا وفَّيْتَها حقَّها عليك.

 

يقول رحمه الله:

إلى أمي

التي علَّمتني الصبر، وحبَّبت إليَّ القناعة

وغالبَتْ في غَيْبتي عنها الآلامَ والدموعَ

وكانت تعيش ترقُّبًا دائمًا أوبة الغائب

ويرفُّ جَفناها لصورته كما تُتَمْتِمُ شفتاها باسمِه

وتسأل عنه في خلواتها، وصلواتها، وأحلامها، وسبحاتها

♦ ♦ ♦

 

إلى أمي

التي كانت تَكْتُمُ الحُنوَّ في طفولتي في دمشق

ثم كانت تفجرُ الحنينَ في فُتوَّتي في القاهرة

♦ ♦ ♦

 

إلى أمي

وقد نذَرَتْ نفسَها لي

متأبِّيةً على كل شيء، منصرفةً عن كل شيء

أهدي هذه الرسالة

ولن تكونَ شيئًا في جانب ما كانت تَلْقَى

وإنما هو الإكبارُ والوفاءُ والبرُّ!

ودامت لكم المسرَّات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- أحسنتم
رشا فايد - مصر 29-12-2015 10:57 AM

جزاكم الله خيرا ودام قلمكم حرا كريما راقيا.

4- همسة من همسات الجنان
أمينة رامي - المغرب 28-12-2015 10:01 PM

لفتة مباركة منك أستاذ ربيع.
إهداء فذ من هذا الأديب لأمه وهل تراه وفاها حقها؟؟
نلهج باسمها لحظات, وما فترت شفاهها, تشدوا بأسمائنا. ولا كل ساعدها عن خدمتنا. رموشها سكن لنا, كل خفقة من قلبها دعاء, وكل عبرة من عينها تضرع وشوق لاحتضاننا.
فاللهم إنا نسألك الرحمة والمغفرة لكل أم فارقتنا
والعافية والمعافاة لكل أم لا زالت تنير بيتها

3- مقالة غاية في الرقة والعذوبة
راندا الشعراوي - الإسكندرية - مصر 28-12-2015 09:54 PM

مع قصر هذه المقالة عن سابقاتها إلا إنني أحسست فيها بصدق كلماتها ونبل مشاعرك الفياضة فيها واعترافك بالجميل لأمك الغالية حفظها الله وسائر أمهاتنا.
وأعاننا على برهن وردَّ بعضٍ من جميلِهن علينا.
دمت راق كما أنت.

2- أمي .. وطني الأكبر
د.صفية الودغيري - المغرب 28-12-2015 09:39 PM

لله درك يا ربيع القلم الحر لقد جعلت عيوننا تدمع حبا وشوقا إلى وصْل شريان الأم الذي لا ينقطع ..
إنه القلب الذي يسع قلوبنا الصغيرة وطفولتنا التي لا تشيخ ولا تكبر.. فالأم .. والجدة.. والخالة .. والعمة .. وفي كل بقعة لنا أما تحتوينا بدفء مشاعرها كما يحتوينا الوطن أمنا وسلاما وحبا ..
إنما تظل الأم التي أنجبت وربَّت، وبذَلت أنفس أوقاتها وفصول عمرها الغضَّة النَّدِيَّة من أجل أبنائها، والتي وهبتهم كل عزيزٍ وغالٍ نفيس ولم تبْخَل، وضحَّت براحتها حتى يستقيم العود ويشتد، وفرقت أجزاءها لتلُمَّ شعث أبنائها وتضمهم في جسد واحد وروح تؤلف بينهم وتشدُّهم برباط الحب الوثيق الوشائج .. هي التي تستحق الاحتفاء والإشادة وعظيم الثناء ..
فإلى تلك الأم أهدي هذه الكلمات :
يا نخةَ الرُّوح وواسِطَة العِقد.. والعقْدُ من دونكِ أمِّي انْفَرَط
يا بسمة الخَدِّ.. والخدُّ من دون لثماتك أمي قد شاخَ وتجعَّد
يا حُمْرَة الورْد.. والوردُ من دون قَطرك أمي جفَّ واحْترَق
يا مُهجةَ الفؤاد كيف تحلو الحياة ؟ !
وأنت الشَّهد وأنتِ السُّكَّر
يا واحة الرُّوح .. روحي لروحِك الفِداء .. ولصدرِك الرَّحيب تهْفو النفس وتسْكُن
يا وطني الأكبر .. يا كلِّي الذي لا يتجزَّأ .. أنا مـن دونك أتلاشى وأتبعْثَر ..
وأنت شمعتي في عيون الظلام لا تغرب
يا عُمْري وضِعْفَ عمري .. وامتداد غصني وفي وجـودك أوراقي تُزْهِـر
يا مِهادي ووسادي وراحتي وانبساطي ..
يا سارية القلب .. وقيثار القلب بدقَّاتِك أمي يُدَنْدِن ..
ـــــــــــــــ
مع فائق تقديري واحترامي

1- آلام
سمية - الجزائر 28-12-2015 08:14 PM

جميعنا نحفظ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما سأله ذلك الشاب من أحق الناس بصحبتي
فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك
يا رب ارزقنا بر أمهاتنا واجمعنا بهن في جنات النعيم
شكر الله لك أستاذ ربيع وحفظ لك كل من تحب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة