• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

دورة العصيان (قصة)

دورة العصيان (قصة)
محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 16/12/2015 ميلادي - 4/3/1437 هجري

الزيارات: 4226

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دورة العصيان


القرية الحالِمة البيضاء، تُفيق على وقع كابوسٍ أسود! قمطها بدِثار أشهب لسبع سنواتٍ عِجاف.

 

الآبار العميقة أمسَت وكرًا للعقارب والثَّعابين، ومزبلةً لزجاجات السكارى، الذين يُعربِدون في حطام البساتين المجاورة.

 

آخر سربٍ من الهَداهِد، غادَر منذ سنتين، بعدما جفَّ النَّبع الأخير.

 

الضفادع هي الأخرى، خرسَت عن البُشرى، التي كانت تُرسلها مع بداية غروب شمس كل يوم.

 

في عين عمِّي بشير، تأتلق دمعة.. بقايا أعنزة تتخايل له كأشباحٍ على رقعةٍ من القمامة، تتهارَش على قطعة كرتون، أو بقايا جريدة يابسة!

 

حماره.. يزجي أوقات العطالة، وهو يهشُّ بذيله أسراب الذباب الذي يتقافَز على ظهره.

 

مخالب القَحط.. مزقت خيطَ أملهم الأخير، في استبقاء قنوات المياه التي مدَّتها إليهم القرى المجاورة العامَ الماضي؛ فالينابيع هناك صارَت أَبخل من مادر.

 

في الأفق المعتم، لاح لهم شبَح الهلاك دميمًا، مربدًّا.. يقهقِه ملءَ شدقيه، ويفغر فاه الجبَّار متلهفًا ليرضي منهم شهيَّتَه التي لا تشبع.

 

بعد أن تنكَّر لهم ترابُ الأرض، ونبحَتهم أحجارها، وملَّت الدروب المغبرة نظراتهم الذابلة.. وبعد لَأْيٍ وتفكير.. حَفَّ من أعماقهم نداء واهِن، يذكِّرهم أبواب السماء!

 

ذكروا أنَّ بجوارهم مسجدًا، يَفتح أبوابه طيلة أيام العام، لا في الجمع، والأعياد فحسب، ذكروا أنَّ هناك صلاة للاستسقاء، وأنَّه لا يَيئس من رحمة الله تعالى إلَّا القومُ الكافرون..

 

إمام المسجد وعَظَهم بالتوبة النَّصوح قبل الاستسقاء، خصوصًا ما يتعلَّق بردِّ المظالم، ولو كان مثقالَ ذرَّة؛ فجاؤوا.. ليس على أجسادهم إلَّا ما يَستر سوءاتهم!

 

تنادى السحابُ من أطراف السماء، تزاوج في قبَّتها، أرسل نسلَه المبارك على القرية..


تقنَّحت الآبار..

عادَت الهداهد..

استأنفَت الضفادع تباشير الغروب..

وسمنَت عنزات عمي بشير..

 

سبع سنين دأبًا.. تبرَّجت الحقولُ بمفاتنها الآسِرة، رغت طواحين الحبوب دون كلَل، ولعب أبناؤهم بأكواز الذُّرة المشويَّة..

 

ثمَّ.. عود على بدء، والعود أَشْأَم!

ابتسموا للشيطان من جديد.. ضحكوا له.. ثمَّ قَهقهوا..

جفَّت الآبارُ..

غادرت الهداهد..

سكتَت الضفادع..

وماتَت عنزاتُ عمِّي بشير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكرا جزيلا.
محمد حسن جباري - الجزائر 19-12-2015 09:36 PM

الأستاذة الفاضلة: شرف حرفي بألق قراءتك العميقة، وتعقيباتك الواعية.
تحليل موفق، وفوائد في التعليق لا تنكر..
بوركت، وشكرا جزيلا.

1- تعليق لنص دورة العصيان
selma - Algeria 19-12-2015 05:23 PM

أسلوب النص جميل ومعبر, وهو يعتمد على الأسلوب الوصفي الدقيق للطبيعة وللأشياء المحيطة بها وصفا دقيقا يأخذك للمكان والزمان لتعيش فيه وكانك تقطنه, والنص يستوفي كل شروط النص الوصفي من عنوان يعطينا فكرة عن النص ومن مقدمة تحوي الفكرة العامة للنص والتي هي سنين القحط التي سيتعرض الكاتب لوصفها في العرض من خلال استعماله لفقرات كثيرة تحوي وصفا طبيعيا وفيزيولوجيا لما جرى بسبب عصيانهم, ولكن سرعان ما يلجأ الكاتب محمد الحسن جباري الى التذكير بأنه لم يفت الأوان للتوبة من خلال استعماله لكلمة المسجد والتي تدل على التوبة, وعند توبتهم رزقهم الله بخيراته وللأسف غرقهم في دنيا الترف أنساهم مرة أخرى ودفعهم للعصيان مرة أخرى, وينهي الكاتب قصته بإظهار نتيجة العصيان; ولا يخفى على القارئ أن جزء صغير من فكرة القصة مستوحاة من القرآن الكريم ومن قصة سيدنا يوسف ولكن الاستخدام لأهداف مختلفة لأن محور القحط والنجاة في قصة يوسف ليس بسبب العصيان ولكن لحكم ربانية أخرى وفقك الله لما يرضى ومزيد من الإبداعات والسلام عليكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة