• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ميلاد بطل (قصة)

سارة محمد


تاريخ الإضافة: 10/12/2015 ميلادي - 27/2/1437 هجري

الزيارات: 7154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ميلاد بطل


عندما حانت لحظة الوداع، أحسستُ وكأن قلبي ينخلع ويذهب بعيدًا عني، أحسستُ وكأنَّ صدري يتمزق من فرط الألم... ألم الفراق؛ فراق الوطن، وبدون أن يتاح لي أن أودِّع أهلي!

 

ذهبتُ متخفيًا إلى المطار، والخوف يطاردني، والشعور بالحزن يُداهمني، والآن وصلتُ إلى المطار، وركبت الطائرة التي سوف تنقلني إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أنا الآن أجلس في الطائرة، وبسبب الإرهاق الشديد الذي كنتُ فيه غفوت قليلًا لأتذكر كل شيء حدث لي بالتفصيل.

 

كان سني حينها لا تتجاوز العشرين عامًا؛ عندما كنت بصحبة عمي "شاكر" لشراء بعض الأغراض من المركز التجاري، وكان عمي يتحدث معي، وفجأة توقَّف عمي عن الحديث، واتَّسعت عيناه في دهشة، وتجمَّدت كلُّ ملامحه، وأصبحت مليئةً بالدهشة والذُّعر، فارتبكت وأخذتُ ألتفتُ حولي في ذعر لأرى ما يفزعه، فوجدته ينظر إلى رجلٍ ما يَرتدي نظارةً سوداء، وبذلة سوداء، ولكنه كان بعيدًا عن عمِّي، فارتجف عمي وهُرع إلى المنزل، فلحقتُ به، فلم يطمئنَّ إلا عندما ذهب إلى المنزل سالمًا، وعندما هدأ سألته: من يكون هذا الرجل؟ فلم يُجبني، فأحسست في هذه اللحظة أنه يُخفي عني شيئًا، وأنه ليس بالأمر الهين، فهو يهدِّد حياته في أي لحظة، ولم أسأله أيَّ سؤال آخر، بل ظللتُ صامتًا، "وخيَّم الصمت على المكان لمدة ليست بالقصيرة، ثم فجأة قطع عمِّي هذا الصمتَ، وأخبرني أنه قد أحضر لي هديةً بمناسبة عيد ميلادي، ففرحتُ جدًّا" بهذا، وسألته في لهفة: ما هي؟

 

فأعطاني معطفًا ذا ألوانٍ جذابة، وكان من النوع الذي يُرتدى على الوجهين، فشكرتُه عليه، ثم قال لي: "لا تُفارقه أبدًا"، فسألته في تعجب عن السبب، فقال لي: "أليس جميلًا؟"، فشعرتُ أنه يهرب من سؤالي، وكأنه لا يجد له ردًّا مناسبًا، فأطعتُه دون تذمُّر، وبعدها أحسستُ أنه قد ارتاح من عبء ثقيلٍ، ثم أمَرني بألا أزورَه مرةً أخرى، وهذا الأمر جعلني أثور عليه، وأُخرج كل ما يَجيش في صدري، فسألته عن السبب، بل وسبب خوفه من هذا الرجل، وسبب أمره لي بأن يُلازمني المعطف في كل مكان، أخبرته أني لستُ صغيرًا، وأنني قد بلغت مبلغ الرجال، وبأن يعتمد عليَّ، ثم قلت له: ألستُ أقربَ شخصٍ إليك أم أنك بدأت تكرهني؟ وبالرغم من أنني كنتُ أعلم الردَّ على سؤالي الأخير، إلا أنني قد انهمرتُ في البكاء، فقد كان لديَّ شعور بأني لن أراه مرة أخرى، ولكن ليس بإرادتي ولا بإرادته، ولكن بمشيئة الله، فوجدته يَحتضنني ويحنو عليَّ، وربَّتَ على كتفي وقال: لقد كبِرتَ يا شادي، وأنا بالفعل أعتمد عليك، ولكن لا أستطيع أن أخبرك كيف، وسوف تَفهمني عندما يحين الأمر لاحقًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة