• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

فراق محبوب (قصة)

فراق محبوب (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


تاريخ الإضافة: 8/12/2015 ميلادي - 25/2/1437 هجري

الزيارات: 5363

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فراق محبوب


شمس الأصيل أوشكت على وداع يومها، الناس عائدون إلى مساكنهم، صوت الحشرات الصغيرة بدأ يرتفع رويدًا رويدًا.

 

الطيور عادت بطانًا إلى عشها بعد جهدٍ بذلته في نهارها، وما إن بزع بدر نصف الشهر إلا وهي تصرخ بصوتٍ مرتفع سَمِعها كل من جاورها حتى أفزعت كل طفلٍ نائم.

 

يا ألله! لمن هذا الصوت؟! هُرِع الجيران ليعرفوا الخبر، عرف الجميع أن زوجتَه تتألم! إنها تقاسي آلام الولادة.

 

سارعت النساء ليُساعدنها، حاولْنَ لكن لا جدوى، بكتِ النساء، يا ألله، لم تلد بعد، قالت الجارة فاطمة: إنها تُعاني منذ الصباح الباكر إلى الآن، وكأنَّ ولادتها تبدو صعبة، تحتاج إلى طبيب، لا بد من إسعافها قبل أن تفارق الحياة.

 

كان في الغرفة المجاورة رجل عجوز قد تسمَّر على سريره، نادى بصوتٍ يبدو عليه أثر المرض: وأين زوجها؟ أين سيارته؟ ألم يحضر بعد؟

ليذهب أحدكم ولينظر إلى سيارة أخرى قبل أن تُفارق الحياة.

 

النساء على باب غرفتها كأنهنَّ نحل يجني رحيق الأزهار، يخرجْنَ ويدخلْنَ بدون أن يصنعْنَ شيئًا إلا الدعاء لها بالشفاء.

 

هُرع الأطفال صوب قمة مطلَّة على الوادي يصرخون بصوتٍ رَعَب مَن بقي في مزرعته: "لم تلدْ بعدُ، أوشكت على الموت" طار من كان في مزرعته نحو القرية صوب الصوت ليَعرف ما الخبر؟

 

سمع الزوج الصوت فهرع وقلبه يرجف خوفًا مما سَمع، فهو يعلم أن زوجته حامل في شهرها الأخير، ولم يدخل البيت منذ يومين.

 

وما إن أشرف على بيتِه حتَّى صرخت النسوة في وجهه: "أشرفت على الموت" وصَل إليها، وجدها قد أغمي عليها لشدةِ ما تعانيه.

 

أخذ مفتاح سيارته وتحرَّك سريعًا صوب السيارة، فتح الباب، وضع المفتاح على مكان القيادة، حاول مرارًا وتَكرارًا تشغيل السيارة، لكن لا فائدة مِن تشغيلها، تذكر حينها أن السيارة لا يوجد بها ما يُحركها؛ فلا وقود بها منذ شهر كامل!

 

ضرب يده على مكان القيادة مَرات غاضبًا، عاد إلى زوجته، رآها على تلك الحال، ماذا يصنع؟

 

اجتمع بعض أهل القرية فأخذوا النعش ليَحملوا زوجته عليه.

 

قال أحد الحاضرين: لديَّ فكرة؛ إن السيارة يستعمل لها الغاز كمحرِّك بديلًا عن البترول، أحضروا أسطوانة الغاز سريعًا!

 

الكل يعلم أنْ لا أسطوانة فيها غاز هذه الأيام؛ فالمحطة المجاورة قد أغلقت أبوابها بسبب ما حصل فيها من قتْلِ أحدِ أهالي القرية المجاورة لهم.

 

القرية لا غاز فيها ولا وقود، اضطر الزوج إلى حمل زوجته على لوحٍ خشبيٍّ، أخذها الناس على أعناقهم إلى أن وصلوا بها إلى الطبيب، فما إن وصلوا بها إلى المستشفى حتى فارقت الحياة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة