• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية

مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية
أ. د. محمد رفعت زنجير


تاريخ الإضافة: 1/12/2015 ميلادي - 18/2/1437 هجري

الزيارات: 105661

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة حول اللغة وعلومها، والبلاغة وتاريخها

ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية


الحمد لله الملِك الحق رب العالمين، الذي أَرسل رسولَه محمدًا الأمين، رحمةً للخلق أجمعين، وجعل معجزتَه هذا الكتاب العربي المبين، وأبقاه حجَّة قائمة على الثَّقلين إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فإنَّ اللُّغة العربية أشرفُ اللغات؛ نزل القرآنُ بها، وبُعث النبيُّ الخاتم على أرضها، وجعل الله الكعبةَ البيت الحرام في ربوع بلادها، فهي من مقومات بقاء الأمَّة، ومن أبرز معالِمها الثَّقافيَّة والحضارية على مَرِّ التاريخ.

 

وعلوم هذه اللغة كما ذَكر أهل العلم هي "ثلاثة عشر علمًا: الصرف، والإعراب، ويجمعهما اسم النحو، والرَّسم، والمعاني، والبيان، والبديع، والعَروض، والقوافي، وقَرض الشِّعر، والإنشاء، والخطابة، وتاريخ الأدب، ومتن اللغة"[1].

 

نشأة العلوم اللغوية:

ولا شك أنَّ التسلسل التاريخي لِنشأة علوم اللُّغات الحيَّة يَقتضي ظهور المفرَدات أولًا، ثمَّ الجُمَل والتراكيب، ثمَّ توجد النصوص المطوَّلة من منظومٍ ومَنثور، ثمَّ يتبع ذلك ظهور علم النحو والصرف المستنبَط من تلك التراكيب والنُّصوص، ثمَّ عِلم الأدب الذي يَقوم على دراسة النُّصوص وَفق قواعد النحو والصرف، ثمَّ علم البلاغة الذي يَضع المقاييسَ الجماليَّة للكلام الأدبي، ثمَّ علم النَّقد الذي يَحكم على جَودة النصوص ورداءتها، ويُفاضِل بينها من خلال مدى التزامها أو بُعدها عن القِيَم الجماليَّة البلاغية والذوق الأدبي لأيِّ أمَّة.

 

وعليه، فنحن نرى أنَّ النَّاقد لا بدَّ له من أن يلمَّ باللغة وعلومها، فهو يحتلُّ قمَّةَ الهرم في علوم اللغة، والنَّقد يقوم مباشرة على البلاغة، ثمَّ يسترفد من بقية علوم اللغة والحياة.

 

وهذا رَسمٌ توضيحي يلخِّص ما ذكرناه، ويبيِّن العلاقة بين هذه العلوم التي قد يمتزج بعضها ببعض، وبخاصة في لغة العرب:

مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية

 

لماذا ندرس البلاغة؟

ندرس البلاغة لأسباب، منها:

1- لأنَّها هي الوسيلة للحُكم على النصوص الأدبية.

2- لتنمية الذَّوق الأدبي والنقدي.

3- لتطوير المهارات الأسلوبيَّة لدى الناطقين باللغة العربية.

4- للتواصل مع تراثنا القديم وأدبِنا المعاصر، ومعرفة ما فيه من قِيَم جمالية.

5- لمعرفة إعجاز القرآن الكريم.

 

علاقة البلاغة بالإعجاز:

جعل الله كتابَه المنزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزةً باقيةً أبد الدَّهر، ووجوه إعجازه كثيرة، منها: الإعجاز البياني، والإعجاز التَّشريعي، والإنباء بالغيوب الماضية والمستقبلة، والإعجاز العلمي، وغير ذلك...

 

والإعجاز البياني والأسلوبي هو أهمُّها وأشهرها؛ وذلك أنَّ وجوه الإعجاز الأخرى هي وجوه مشتركة بين القرآن وبين الكتب السماويَّة المنزَّلة قبله، ووجودها فيه هو إعجاز لها وله؛ لأنَّه قد تضمَّنها، وهَيمَن عليها، ولكنَّه انفرد دونها بالإعجاز البياني والبلاغي الذي هو السِّحر الحلال: يأخذ العقولَ بجماله، ويبهر النُّفوس بعظَمته، فسبحان مَن أنزلَه على عبده، وجعل فضلَه على سائر الكلام كفضلِه على خلقه!

 

جهود العلماء في البحث حول البلاغة والإعجاز:

وقد هُرع العلماء للبحث في وجوه الإعجاز بعامَّة، والإعجاز البياني على وجه الخصوص، فاقترن البحث بالإعجاز مع البحث البلاغي، وكان أول مَن تصدَّى لذلك الجاحظ في كتبه، وبخاصَّة كتابيه: "نظم القرآن"، و"البيان والتبيين"، ثمَّ تبعه العلماءُ بالبحث، وكان أبرزهم الباقلاني صاحب كتاب: "إعجاز القرآن" (ت403هـ)، وعبدالقاهر الجُرجاني صاحب كتاب: "أسرار البلاغة" وكتاب "دلائل الإعجاز" (ت 471هـ)، والزمخشري صاحب: "تفسير الكشاف"، الذي طبَّق قواعد البلاغة التي ذكرها عبدالقاهر من خلال تفسيره لآيات القرآن (ت 537هـ)، ثمَّ جاء السكاكي فمخض زبدةَ ما قيل قبلَه في كتابه: "مفتاح العلوم" (ت 626هـ)، وانتهَت رئاسة هذا العلم إلى الخطيب القزويني (ت739هـ) الذي لخَّص كتاب مفتاح العلوم في كتابه: "تلخيص المفتاح"، ثمَّ شرح التلخيصَ في كتابه: "الإيضاح".

 

وبين هؤلاء العلماء أعلامٌ كُثر، لم نذكرهم اختصارًا للوقت، وقد فصلتُ القولَ في هذا الموضوع ضمن كتابي: (مباحث في البلاغة وإعجاز القرآن)، واكتفيتُ هنا بذِكر أئمَّة هذا العلم، وفيما يلي مخطَّط موجَز يوضِّح ما ذكرناه:

 

قيمة كتاب تلخيص المفتاح:

أولًا: يُعتبر الخطيب القزويني[2] صدًى لمدرسة السكاكي؛ فقد قام بتلخيص كتاب: (مفتاح العلوم)؛ للسكاكي، وقال في مقدِّمة تلخيصه: "أمَّا بعد، فلمَّا كان علم البلاغة وتوابعها من أجلِّ العلوم قدرًا، وأدقِّها سرًّا؛ إذ به تُعرف دقائق العربيَّة وأسرارها، وتكشف عن وجوه الإعجاز في نَظم القرآن أستارها، وكان القِسم الثالث من (مفتاح العلوم) الذي صنَّفه الفاضل العلامة أبو يعقوب السكاكي أعظم ما صُنِّف فيه من الكتب المشهورة نفعًا؛ لكونه أحسَنها ترتيبًا، وأتمها تحريرًا، وأكثرها للأصول جمعًا، ولكن كان غير مصون عن الحَشو والتطويل والتعقيد، قابلًا للاختصار، مفتقرًا إلى الإيضاح والتجريد، ألَّفتُ مختصرًا يتضمَّن ما فيه من القواعد، ويَشتمل على ما يُحتاج إليه من الأمثلة والشَّواهد، ولم آلُ جهدًا في تحقيقه وتهذيبه، ورتَّبتُه ترتيبًا أقرب متناولًا من ترتيبه، ولم أبالِغ في اختصار لَفظه تقريبًا لتعاطيه، وطلبًا لتسهيل فهمه على طالبيه، وأضفتُ إلى ذلك فوائد عثرتُ في بعض كتب القوم عليها، وزوائد لم أَظفر في كلام أحد بالتصريح بها ولا الإشارة إليها، وسمَّيتُه: (تلخيص المفتاح)"[3].

 

ثانيًا: ويعدُّ تلخيص الخطيب القزويني أفضل تلخيصات كتاب (مفتاح العلوم) وأشهرها؛ فهو "خَيرُ مَن تأثَّر بالسكاكي، ونَحا منحاه في تلخيص قواعد البلاغة، هذا المنحى الذي أدَّى الالتزام به، والاسترسال فيه فيما بعد، إلى جفاف الدِّراسات البلاغيَّة وجمودها، وكما أقبل القزوينيُّ على مفتاح السكاكي تلخيصًا وتوضيحًا، أقبل كذلك كثيرون من رِجال البلاغة شرقًا وغربًا على تلخيص القزويني درسًا وحفظًا، وتلخيصًا وشرحًا ونظمًا، كأنَّهم رأوا فيه خير مرجع لقواعد البلاغة"[4].

 

ثالثًا: ولم يكن القزويني مجرَّد ملخِّص لِمفتاح السكاكي، بل كانت له لَمسات وإضافات، يقول الدكتور شوقي ضيف: "وأهم من نَزعوا عن قوس السكاكي الخطيب القزويني؛ فإنَّه صنَّف تلخيصًا دقيقًا لمباحثه البلاغيَّة في المفتاح، ذَلَّل فيه صعوبتَه تذليلًا، مع الاستضاءة بتلخيص بَدر الدين بن مالك وبآراء عبدالقاهر والزمخشري، وهو يناقش الآخرين كثيرًا، أمَّا السكاكي فيخصه بكثيرٍ من الاعتراضات على تعاريفه وبعضِ آرائه، ورأى في هذا التلخيص إجمالًا أكثر ممَّا ينبغي، فصنَّف كتابَه: (الإيضاح)، يَبسط فيه معانيه المجملَة، وقضاياه المشكلة"[5].

 

رابعًا: وقد تنوَّع اهتمام العلماء بالتلخيص؛ فمِنهم من شرَحه ومَن نظَمه ومن لخَّصه، فممَّن شرحه[6]:

1- الخطيب القزويني نفسُه في كتاب (إيضاح التلخيص)، وسنفصِّل الحديثَ عنه في نهاية هذا المبحث.

 

2- محمد بن مظفر الخلخالي (ت 745هـ)، وضع له شرحًا سمَّاه: (مفتاح تلخيص المفتاح).

 

3- أحمد بن علي بن عبدالكافي السبكي، والملقَّب بهاء الدين (ت 773هـ)، وضع له شرحًا سمَّاه (عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح).

 

4- محمد بن يوسف، المعروف بابن ناظر الجيش (ت 778هـ)، وسمَّى شرحه: (شرح تلخيص القزويني).

 

5- محمد البابرتي (ت 786هـ)، وسمَّى شرحَه: (شرح تلخيص المفتاح للقزويني).

 

6- شمس الدين القونوي (ت 788هـ)، وسمَّى شرحه: (شرح تلخيص المفتاح للقزويني).

 

7- سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت 792هـ)، وضع له شرحين: الشرح الكبير، وسمَّاه: (المطول)، والشرح الصغير للتلخيص، وسمَّاه: (المختصر)، والحواشي على المطول كثيرة؛ أهمها حاشية للشيخ محمد الدسوقي المصري المتوفَّى سنة 1230هـ.

 

8- عبدالرحيم بن أحمد العباسي (ت 963هـ)، وقد شرح شواهدَ التَّلخيص في كتابٍ سمَّاه: (معاهد التنصيص على شواهد التلخيص).

 

9- عصام الدين بن إبراهيم بن محمد عربشاه الإسفراييني المتوفَّى بسمرقند حوالي منتصف القرن العاشر الهجري، وقد سمَّاه: (الأطول).

 

10- ابن يعقوب المغربي (ت 1110هـ) وضع له شرحًا سمَّاه: (مواهب الفتَّاح في شرح تلخيص المفتاح).

 

وممن نظموه شعرًا:

1- زين الدين بن أبي العز طاهر بن حسن الحلبي (ت 808هـ)، وسمَّاه (التخليص في نظم التلخيص).

 

2- زين الدين عبدالرحمن بن أبي بكر المعروف بالعيني (ت 893هـ).

 

3- السيوطي (ت 911هـ)، وسمَّى نظمَه: (عقود الجمان في المعاني والبيان)، ثمَّ عاد وشرحه في كتابٍ سمَّاه (حل عقود الجمان).

 

4- عبدالرحمن الأخضري، وسمَّى نظمَه: (الجوهر المكنون في الثلاثة الفنون).

 

وممن قام باختصاره:

1- شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بالصاحب (ت 788هـ)، وسمَّاه: (لطيف المعاني).

 

2- المولى لطف الله بن حسن التوقاني المتوفَّى شهيدًا (900هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص).

 

3- عز الدين بن جماعة (ت 819هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص).

 

4- زين الدين عبدالرحمن بن أبي بكر المعروف بالعيني (ت 893هـ)، وسمَّاه: (تحفة المُعاني لعلم المعاني).

 

5- أبرويز الرومي (ت 987هـ)، وسمَّاه: (تلخيص التلخيص) أيضًا.

 

6- خضر بن محمد مفتي أماسية (ت بعد 1060هـ)، وسمَّى تلخيصَه: (أنبوب البلاغة)، ثمَّ شرحه وسمَّاه: (الإفاضة لأنبوب البلاغة).

 

7- زكريا الأنصاري.

 

رَحِم الله أولئك العلماء، وأدخلَهم فسيحَ جنَّاته، ونفعنا بعلومهم، وجعلنا خيرَ خلَف لخير سلَف، وممَّن يقولون القولَ فيتَّبعون أحسنَه.

 

والشكر للمنتدى الإسلامي بالشَّارقة، الذي حملني شرف نَشر هذا العلم العربي العظيم في دورتين متتاليتين... فوجدتُ إقبالًا على هذا العلم الشَّريف، ممَّا يدلُّ على أنَّ الخير باقٍ في هذه الأمَّة إلى قيام الساعة.

 

أسأل اللهَ تعالى أن يجعلني أهلًا لنَشر العلم، والذَّود عن تراث العلماء، وأن يَجعلني في زمرة عباده الصَّالحين، وممَّن يصون هذا العلم، ويَحفظ جلالتَه وقَدْرَه، ويسعى إلى نشره وتجديده.. إنَّه سميع مجيب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


[1] جامع الدروس العربية؛ للغلاييني، (1 / 8)، المكتبة العصرية بيروت، الطبعة (33).

[2] هو محمد بن عبدالرحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدين القزويني الشافعي، المعروف بخطيب دمشق، قاضٍ من أدباء الفقهاء، مولدُه بالموصل، ووفاته بدمشق، (666 - 739هـ = 1268 - 1338م)؛ انظر: الأعلام؛ للزركلي، (6 / 192).

[3] التلخيص في علوم البلاغة، شرحه عبدالرحمن البرقوقي، (ص 21 - 23)، دار الفكر العربي.

[4] علم البيان؛ د. عبدالعزيز عتيق، ص (57).

[5] البلاغة تطور وتاريخ، ص (375).

[6] انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون؛ الحاج خليفة، (1 / 473 - 479).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جهودالسلف للخلف
موسى إبراهيم كانتى - غينياكوناكري 05-09-2017 09:47 PM

اللهم أعنا على شكر جهودهم الجبارة واجعلهم اللهم سكان جنتك الخلد وافسح لهم قبورهم ونورها لهم، واجعلنا على آثارهم متبعين ولا تجعل في قلوبنا غلا للعلماء الأمة سلفا أوخلفا، واشرح صدورنا لفهم كتابك المبين والوقوف على إعجازه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة