• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

همس الخواطر (9)

محمد أحمد عبدالله بن علي جابر


تاريخ الإضافة: 3/2/2010 ميلادي - 18/2/1431 هجري

الزيارات: 7189

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إذا كان المنتظر هو المجهول، والغموض يحيط بالآتي، والتسويف حديث الساعة.. يظل الوقتُ العاملَ المحركَ للموقف، وبهذا يتحمل عبء الملامة التي تصدر من حينٍ لآخر من ذلك المخلوق (الإنسان)، والمنتظر قد يكون من الشوقيات التي يطول فيها الانتظار، ويثقل العامل الزمني على من يتشوق لقرع أجراس الساعة بافتراض أنها تحمل نتيجة إيجابية.

وعلى النقيض، قد يكون خلف الانتظار من المزعجات ما لا يريد - الآتيةُ إليه - أن تصل إليهِ أبداً (!!)، ولو استطاع دحرَ الوقت إلى أبعد مسافةٍ لينأى بنفسه لفعل.

وفي كلتا الحالتين، الزمن هو العامل المشترك الذي لا يتغير أبداً، ولا يزيد أو ينقص، إنما يأخذ حصّته من كل ناحية بالكامل، دون أن يميل إلى جانب أو إلى آخر.

لكنّ الناظر إليه هو المختلف بحسب الزاوية التي يطلُّ منها. فمن ناظرٍ يراه سريعاً، وآخر يراه بطيئاً.

وكأنّ الوقت (جوادٌ).. هذا يعطيه قطعة سكر، ويربت عليه كي يتمهل، وذلك يعطيه قطعة سكر أيضاً، وينهال عليه ضرباً بالعصا كي يسرع.

وعلى هذا، فإنّ (شد الحبل) مع الوقت لا يجدي إذا لم يكن في الحسبان رسمُ الهدف ووضع برامج مدروسةٍ وبشكلٍ سليم، تلافياً لمحاسبة (الوقت) نتيجة وهم قاتل أو عاطفةٍ حانية، لأن الوقت لن يجامل أحداً فيتقدم أو يتأخر، ولن يأتي الليلُ إلاّ في موعده.. موعده حسب الخارطة الزمنية.

القسوة.. أو قتل الوقت!

ساعة إلى ساعة، وأيام محسوبة، وسنة بعد سنة تكوَّنَ عمرُ الإنسان، والعاقل هو الذي يستثمر هذه الأيام وهذه السنوات، فيقضيها في أشياءَ نافعةٍ وهي لا حصر لها، ويدخل في إطارها كسبُ الرزق الحلال، وعملُ كل ما من شأنه أن يكون مفيداً للإنسانية جمعاء.

وديننا الإسلاميُّ الحنيف يحث على العمل، ويرغِّب في إتقانه: (إنّ الله يحبُّ إذا عملَ أحدُكم عَملاً أن يُتقنَه)، ويحثُّ على استغلال الوقت والفرص، ويذمُّ كل من يضيع وقته في أشياء غيرِ مفيدة.

وجاء في الحديث: (اغتنِم خَمساً قبل خَمسٍ).. ومنه قوله: (فَراغكَ قبلَ شُغلك). ولمّا كان سلفنا الصالح يُولون العملَ أهميةً بالغةً، ولا يفرطون في شيء من الوقت، سادوا العالمَ، وأصبحوا قبلةً لمن يريد اكتساب الخبرة منهم، وكانوا محلاًّ للثقة، وقدموا للعالم بسخاءٍ كلَّ ما هوَ نافعٌ، جزاهم الله خيراً. ولا زال العالم يستضيء بالشموع التي أشعلوها حتى يومنا الحاضر، فأصبح ذكرهم يتردد عبر العصور والأزمنة.

كل ذلك لأنهم قدَّروا العلم، وعرفوا قيمة الوقت فلم يذهب وقتُهم سُدًى. ومنذ أن وجد ابن آدم على البسيطة وهو يكافح بجدٍّ، ويبتكر ويطور ما كان موجوداً، ويستحدث أشياء أخرى تفيده وتعينه في قضاء حوائجه. وهذه الغريزة موجودة لدى كل إنسانٍ طَموح يتطلع إلى الابتكار ليخدم نفسه ويخدم الإنسانية كلها.

ونقطة الانطلاقة الأولى لمن يسلك هذا الدرب هي التحصين بسلاح العلم، وعلى المرء أن يغرف من معين المعرفة ليروي ظمأه حتى يصل إلى الهدف الذي يعمل من أجله ويفني عمره في سبيل تحقيقه، ذاك الهدف الذي يتوج به مشوار حياته. وكلما كان الهدف يخدم أكبر مساحةٍ تقع فيها أقدام البشر، كلما عظمت مكانة صانع الهدف في قلوب البشر.

والإنسان إزاء ذلك لا يملك من وقته إلاّ ما بين ميلاده ومماته، فينتقل بين سنوات عمره باحثاً، دارساً، منتجاً.. ومهما طال سعيه أو قصر؛ فإن كل إنسانٍ ميسَّرٌ لما خلق له. وهذه سنة الحياة.

والإسلام اهتم بالعلوم ورغب فيها في أكثر من موضوع، وفُروع العلوم كثيرةٌ جداً، وتأتي العلوم الشرعية على رأس كل العلوم، وتأتي بعد ذلك بقية العلوم النافعة من اجتماعية وثقافية، وعلوم الطب والأحياء وغيرها.

وليس إلزاماً تعلم هذه العلوم كلها أو الالتزام بأحدها، إنما اختيار النوع الذي يساعدنا في الدوران حول محوره.

من هذا يظهر لنا عبر شاشات الحياة أن الإنسان يسعى طالباً للعلم، طالباً للمعرفة، وأن كل عمل يقوم به الإنسان ليخدم نفسه وغيره يؤْجَر عليه.

وميزةٌ أخرى يتحلّى بها المرء، وهي التفاني في العمل، واعتبار الوقت، الذي يقضي فيه واجباً أو يؤدي عملاً، مبعث رضاً وسعادةٍ له. وأجمل اللحظات هي تلك التي تكون داخل أسوار مناهل العلم، إن أجملها هي التي نستهلكها في الاستزادة من ينابيع المعرفة التي لا تنضب. وحريٌّ بنا أن نتفهم هذا ونُجابِهَ صقيع الأيام وحرارة الدهر بالإقبال على طلب العلم والعمل.

حريٌّ بنا أن نعرف أننا لا نملك الوقت، إنما لنا فيه نصيبٌ محدود، وهل كل واحد منا يستثمر نصيبه من الوقت فيما يعود عليه بالنفع.

إن العبارة الدارجة لدى البعض، وبخاصة من فئة الشباب، تدل على جرم الإنسان في حق نفسه ومجتمعه، عبارة ثقيلة على النفس.. إنها عبارة (نقتل الوقت)! نعم إنها على هذه الصورة من البشاعة.. قتل الوقت في لهو، في عبث صبياني، بعيداً عن أهداف الإنسان السوي.

وأي شيء أفظع من أن يضيع الإنسان وقته عبر تيار اللهو والألعاب الشيطانية؟
أي شيء يعيد لنا ما مضى من الوقت دون أن ننجز فيه عملاً ما؟
وهل هناك عبث قاتل كالعبث بالوقت؟!

إننا جميعاً ندرك أهمية الوقت، لكن يجب علينا أيضاً أن ندرك مدى خطورة هذا العبث القاتل.

 

 

مغادرة إلى الليل
(أيها الليل، مهلاً!.. فإننا على موعد محتوم)

إن الفاصل بيننا ليس إلاّ خيوطاً من شعاع الشمس اللاهية لا تلبث أن تهدأ وتسكن كما تهدأ الرياح بعد هبوبها، ويتلاشى بريقها في موكب انسحابي بديع الجمال تتجلى فيه عظمة الخالق، وذلك حين يصاب الكون بالاصفرار ويرتعش النهار، وتمد الجبال بالأعناق نحو السماء، حين تعزف أمواج البحار ألحان المساء، وتحتضن الشواطئ ضحايا عشقها، وتعانق النجوم بأبصارها خدود الصحارى.

ليس بيننا إلا ساعات قلائل، منثورة على جوانب الزمن، تكاد تهوي من على جدرانه إلى قاعك الحريري السابح في عالم السحر والجمال. وها هي الدقائق تنحسر واحدةً تلو الأخرى في صمت عجيب.. في أحضان ما نطلق عليه "الوقت" وبكل استسلام وتسليم، ودونما تعنت أو طمع في البقاء على صدر صفحة الدهر، لتعلن الوداع، وتقرر أن لا رجعة لها. وتكاد الثواني تموت خنقاً مع كل طرفة عين، وتذوب شيئاً فشيئاً في دوامة تتابُع الليل والنهار.

إنها سلسلة من المحطات الإجبارية للعبور إليك ونحن نغادر إلى عالمك. هذا هو كل ما يقع بيننا (جزئيات من المادة الزمنية).. ولاشك أن الفاصل تقلَّص، والمسافةَ تدانت لنلتقي فى الموعد المحتوم (مغادرة إلى الليل)..

ومن ثم نعيد الكرة ونتخذ الأسباب لموعد قادم في رحلةٍ جديدة، ومغادرةٍ إليك عبر الشمس المتلألئة وكوكبة الدقائق الزاحفة، والسيل من الثواني المنهمرة - محطاتنا الدائمة - في كل رحلة (مغادرة إلى الليل).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 04-02-2010 12:09 AM
مقال جميـــــل ......شكرا لكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة