• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

دراجة يتيم (قصة)

دراجة يتيم (قصة)
أم وفاء خناثة قوادري


تاريخ الإضافة: 23/11/2015 ميلادي - 10/2/1437 هجري

الزيارات: 5018

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دراجة يتيم

 

حلَّ الربيع؛ فانبجست أساريرُه عن ابتسامة وارفة الظِّلال، رسَمها بريقُ أمل مشع، يلمع من بعيد، يُرفرِفُ على جناحي طائر النورس الوردي، يُحلِّق في أجواء البراءة والطهر.

 

اختلست النظر في وجهه وقد تعلَّقت عيناه بدرَّاجة ابنتها الصُّغرى، تملكتْها رغبة جامحة في احتضانه، اصطفقت الضلوع شوقًا للارتواء من براءته، وعلى شفتَيْها سرى همسُ تقبيله.

 

مدَّت يديها، فمسحت بهما على رأسه الملائكي الصغير، حسنات بعدد الشعرات! ما أجلَّ، وما أبرَّ!

 

سألته بحنان وارفٍ: ألديك درَّاجة؟

خرج من صمته وسكونه، أورقت أغصانُه الذابلة، رفرف الحلم من جديد:

أَجَلْ، عندي واحدة، هي في بيت جارِنا، خبَّأتْها أمي عنده، لكنه هجَر البيت منذ مدة، وما عاد إليه، ما عاد!

 

أرسل قلبُه الصغير زفراتِ الألم والتنهُّد، وأردف قائلًا:

لقد ترك الباب الحديدي[1] مغلقًا، أما الباب الخشبي فمفتوح.

هي درَّاجة صغيرة، خصَّته بها إحدى الجمعيَّات الخيرية لكفالة اليتيم، رأى فيها كلَّ أحلامه.

 

ظل يتدرب على سياقتها جذلانَ فَرِحًا، لكن سرعان ما سافر الحلم عبر أجواء الخيبة والكآبة، التي طالما لفَّت حياته منذ وفاة أبيه!

 

ففي بيتٍ لا يتَّسِعُ لأكثرَ من ضروريات الحياة، لا حيز لركن الدراجة، سارعت الأم إذًا إلى وضعها في بيت الجار، مع وعدٍ لابنها بإحضارها متى أراد.

 

بقيت كلماته ترن في أذنيها، ورجع صداها يتردد في الأعماق: أما الباب الخشبي فمفتوح!

 

يا لمرارةِ ما تجرَّعه هذا اليتيم الصغير، وهو يرى الفرحةَ التي طالما انتظرها تختلس منه وبلا مبالاة ممن لم يُقدِّر لمشاعر الصغار قدرها!

 

وبلهفة ينتظر إشراقةَ الصباح، يقف خلفَ الباب الحديدي، يرمق من شبَّاكه درَّاجته المحتجزة!

 

آهٍ لو أنه يقدر على اختراق الباب، أو حتى اقتلاعه، أو ربما النفوذ مع القطط عبر فتحاته؛ ليلثم حلمَه، ويعانق درَّاجته!

 

يظل طَوال النهار يتردَّد على الباب، ولا تبعدُه عنه إلا ساعات الليل التي باتت طِوالًا تملؤها أحلام استرداد الفرحة المستلبة!

 

يغبط القططَ، يلومها، يعاتبها، وها هو ذا يسامحُها، وهو يرى إحداها تقفز إلى أعلى؛ فتتعلَّق بالباب محاولةً فتحه!

 

يا ألله! لقد تمكَّنت من فتحه بالفعل! دخل البيت مسرعًا لا يلوي على شيء، امتطَى درَّاجته، وخرج بها إلى الفناء، يَلفُّ حوله ويدور، وقهقهاته البريئة تملأ المكان...

 

أحسَّ بيد حانية تربت على كتفه:

مصطفى، استيقِظْ يا بني، حان وقت ذَهابك إلى المقرأة.

 

خرج يُغالِبُ النُّعاس، ويفرك عينيه، اصطدم بسيارة متوقفة جنب الباب، شَخَص ببصره، مَن عساه يكون يا تُرى ذاك الذي يطل من النافذة مبتسمًا؟

 

تهلل وجهه، قفز قلبُه فرحًا، صرخ بأعلى صوته:

وأخيرًا عدتَ جاري العزيزَ!



[1] تعود الناس عندنا استعمال باب خارجي من حديد، هو في الغالب عبارة عن شباك؛ وذلك زيادة في الأمان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة