• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

قليلا من الإباء

قليلا من الإباء
أ. أحمد محمد سليمان


تاريخ الإضافة: 22/11/2015 ميلادي - 9/2/1437 هجري

الزيارات: 4702

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قليلًا من الإباء

 

لم يكن مالكُ بن قُراد العبسيُّ ليُغاليَ بمهر ابنته عبلة إلا وهو يعلم أنَّها مصونةٌ مرغوبة.


قد تكون امرأةٌ مرغوبةً، لكنها غيرُ مصونة، فهذه لا يُغالى بها.

حِرْصي عليكَ هوًى ومن ♦♦♦ يُحرزْ ثمينًا يبخَلِ


المجتمع الذي وُجِدَ فيه ابنُ زيدون هو الذي أفسد عليه قلب ولَّادة؛ مجتمعٌ فيه ابن عبدوس، وأمثال ابن عبدوس!

في مجتمع ابن زيدون، وفي ذلك المجتمع الذي نعيش فيه، إما أن تسبح مع السابحين، ثم تخرج من اليمِّ تجفِّف بدَنك من الماء، وإما أن تقف بعيدًا حتى لا تبتلَّ، لكن أن تُغرقَ نفسَك حتى تهوِيَ إلى القاع، فقد أهلكتَ نفسك، وأفسدتَ على مَن حولكَ لهوَهم.

أخطأَ ابنُ زيدون، حين بحثَ عنِ الحبِّ حيثُ لا حبَّ، ولم يُفِقْ من خطئه، وظلَّ يبكي على ولَّادة.

الحبُّ أولُه هزلٌ وآخرُه جِدٌّ، لكنَّ بعضهنَّ يرِدْنهُ هزلًا لا جِدَّ فيه.

يا بْنَ زيدون، ولادة ليسَتْ مستغنيةً عنك! إنها تُريدك، لكنها تريدُك سابحًا لا غارقًا، تريدُك عابرًا لا متوقفًا، تريدُك مستأجرًا لا مالكًا.

رضيَتْ ولادة بابن عبدوس، وهو دونك علمًا وأدبًا، ابن عبدوس أخفُّ أعباءً منك؛ لن يطلب أن يستأثرَ بها دون الناس ويحجبها عنهم! أنتَ كنت ستطلُبُ ذلك، وتلحُّ عليه إلحاحًا.

لن يغضَّ من قدرِها عندَه أنْ كانت تُطارحُك الهوى قبله، ولن تُداخِلَ نفسه غضاضةٌ من غدرِها وتحوُّلِها.

لقد عاتبتَها في ابنِ عبدوس، وكتبتَ رسالتَكَ السَّاخرةَ، تشنِّعُ عليْهِ، لكن ما أحسَبُه عاتبَها فيك!

ولِمَ يثورُ ابن عبدوس ويعاتبها، ورضاها عنه فوق ما كان يؤمِّل؟!

إن كنت أنتَ اخترتها وسعيت إليها، فهي التي اختارته وسعت إليه، وصدَّقتْ قولَ منْ قال: "بُنِيَ الحبُّ على الجور"!

ابْقَ أنتَ مكتويًا بنارك، وأطلقْ أنَّاتِك:

وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدُوٌّ ♦♦♦ رضاكِ عليه مِنْ أَمْضى سِلاحِ


لم يغلبك يا بن زيدون بفضل علم ولا أدب، ولكن غلبك حين أدرك قواعد اللعبة في ذلك المجتمع، أو حين وافق لؤمُ طبعِه لؤمَ طبعِها!

يا بن زيدون، لستَ في زمن عنترة وعبلة حتى يُغالَى بالمرأة ومهرها، وما ظنُّك بمن كتبت بالذهب على طرازها الأيمن:

أنا والله أَصلُح للمعالي ♦♦♦ وأمشي مِشيتي وأتيهُ تِيهَا


وعلى الطراز الأيسر:

وأُمْكِن عاشقي مِن صحن خدِّي ♦♦♦ وأُعطي قُبلتي مَن يشتهيها

 

يا بن زيدون، لستُ أعجب أن يغلبَك ابنُ عبدوس، لكني أعجبُ من بكائِك على مَن أهانت هواك.


يا بن زيدون، كنت أنتظرُ منك "قليلًا من الإباء".

أيها الشاعر المبدع، ماذا عسى أن يقول قائلٌ في الإباء وقد حبَّبتَ إلى الناس التوسُّل والاستعطاف؟!

♦♦♦


تغاضيتُ مَراتٍ وكم ذقتُ منْ أذًى
وَما أنتِ عن شيءٍ مَضى مُتغاضيَةْ
سأتركُ هذا البابَ مُنغلقًا كما
أردتِ أَنا راضٍ كما أنتِ راضيَةْ
فلو قد بدا لي منكِ ميلٌ وعودةٌ
لما عدتُ فابقَيْ في بِعادِكِ ماضِيةْ
أنا القلبُ مَحْزونًا أنا الحبُّ قدْ ذَوى
وأَنتِ التي استَهدفتِ قلبي بِقاضيةْ

♦♦♦


الحبُّ ليس عليكِ وقفًا للمماتْ

خدعَتْكِ نفسُك لستِ سيدةَ البناتْ

لكنَّني سأظلُّ رمزًا للإباءْ

وتحولَ الحبُّ الشديدُ إلى العداءْ

يا هذِه مَنْ أنتِ في سوقِ النِّساءْ؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اكتواء
أحمد الهلالي - مصر 24-11-2015 04:19 PM

في رحلة ماتعة من رحلاتك مع ابن زيدون يبدو أنك تشعر له بالاكتواء مما عاناه، والشفقة من هول ما قاساه.
رغم ذلك أراك مغاليًا في هجومك عليه؛ فالحب كما تعلم قد أعمى ناظريه، وأصم أذنيه، وإن كان مذهبُك في هذا أحكم وأسلم.

ولكن رفقًا به فإنه رفيقك في الشعر والغزل، وإن تباعد بينكما الزمان!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة