• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الوظيفة التعليمية للرسم

الوظيفة التعليمية للرسم
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 19/10/2015 ميلادي - 5/1/1437 هجري

الزيارات: 5888

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوظيفة التعليمية للرسم

 

في نهاية بحث الرسم يحسن بنا أن نتحدث عن المجالات الوظيفية التي يشغلها هذا الفن، والتي من واجبه أن يصنع الجمال فيها، فذلك مما يساعدنا على تصور عام للساحة التي يغطيها هذا الفن، وللأشكال التي يجعل من نفسه مضمونًا لها.

 

ومن هذا المنطلق، نستطيع القول بأن المجالات الرئيسية لفن الرسم هي: المجال التعليمي، والمجال التزييني، والمجال التعبيري. ونفرد لكل منها كلمة موجزة:

أولًا - الوظيفة التعليمية:

يعد الرسم - والخط منه - من الوسائل التعليمية الأولى مكانة، والأولى قدمًا، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكلمة التي تعتبر الوسيلة التعليمية الأولى، بل كان الرسم في يوم من الأيام أصلًا للكلمة ومادة لها.

 

ومع تقدم المدنية توسع ميدان هذه الوسيلة وتطور تطورًا واسعًا، فاستعملت الصورة الثابتة، والصورة المتحركة.. والملونة.. وهكذا أضحى الأداة التي يصعب الاستغناء عنها، ولا نحب الإِطالة في الحديث عن هذا الجانب، فهو أمر واضح يعرف الجميع أهميته، ومدى ما توصل إليه من تقدم.

 

والذي يهمنا قوله في هذا الصدد، أن هذا الأمر ليس من مخترعات العصر، كما قلنا، فقد تعلمه المسلمون تلقيًا عمليًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعد العمل به تنفيذًا للسنة العملية، وتأسيًا به صلى الله عليه وسلم.

 

وقد يستغرب قولنا هذا، ولكنا إذا رجعنا إلى السيرة الشريفة وجدنا من المؤيدات الشيء الكثير، ونقتصر هنا على ذكر مثالين اثنين:

 

المثال الأول:

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًا ثم قال: هذا سبيل الله. ثم خط خطوطًا عن يمينه وخطوطًا عن يساره ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم قرأ هذه الآية: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾[1]"[2].

هنا صورة


 

المثال الثاني:

"عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط خطًا مربعًا، وخط خطًا وسط الخط المربع، وخطوطًا إلى جنب الخط الذي وسط الخط المربع، وخط خارج من الخط المربع.

 

قال: هل تدرون ما هذا؟

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: هذا الإِنسان. الخط الأوسط.

 

وهذه الخطوط التي إلى جنبه الأعراض تنهشه من كل مكان إن أخطأه هذا أصابه هذا.

والخط المربع، الأجل المحيط به.

والخط الخارج، الأمل"[3].

الاجل [4]


يتبين مما سبق كيف أنه صلى الله عليه وسلم استعمل الخط والرسم وسيلة إيضاح وبيان.. واستعان بهما على الوصول إلى التصور الذهني الذي أراد بقاءه واضحًا جليًا في فكر أصحابه ومن بعدهم.

 

ويلحق هذا القسم ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على اللعب بلعب البنات.. فهو أمر تعليمي يتصل بحياة الأنثى من تربية وعناية بالأطفال في مستقبل حياتها.. ويحسن بنا الوقوف على نص الحديث:

"عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات يومًا، فربما دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري، فإذا دخل خرجن، وإذا خرج دخلن"[5].

 

وفي رواية أخرى:

"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها[6] ستر فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب،

 

فقال: ما هذا يا عائشة؟

قلت: بناتي. ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع.

 

فقال: وما هذا الذي أرى وسطهن؟

قالت: فرس.

 

قال: وما هذا الذي عليه؟

قالت: جناحان.

 

قال: فرس له جناحان؟

قالت: أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلًا لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه"[7].

 

والحديث يؤدي أكثر من غرض. ففيه إقرار السيدة عائشة على فعلها، وهو الجانب المتعلق بموضوعنا[8]. قال ابن حجر في الفتح: "واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب، من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض ونقله عن الجمهور"[9].

 

وقياسًا على ذلك، يكون من باب المباحات أن يتاح للأولاد ممارسة هواياتهم في الرسم في السن التعليمية، وهو أمر مهم في بناء شخصياتهم...

 

وإذن فالرسم كوسيلة تعليمية أمر يقره الإِسلام، بل ويدعو إليه فهو من باب إحسان العمل الذي طالب به الإِسلام. وهذا ما يفسر لنا عدم تحرج المسلمين في الرسم التعليمي حتى ولو كان تشبيهًا. وهكذا حفلت كتب الأطباء.. وغيرهم بالرسوم...

 

ولا يخرج على ذلك كتب الأدب التي زُينت بالرسوم، فعلى الرغم من أن هذه الرسوم حفل للعين فهي كذلك وسيلة إيضاح تنقل الوضع الاجتماعي للعصر الذي وضعت فيه، وقد أوضحنا فيما سبق أنها ظلت مساوقة للمنهج الإِسلامي...

 

وهذا الذي نقوله يعد بدهية من البدهيات التي يعرفها من له أقل صلة بالسنة المطهرة، ولذا فنحن نستغرب فتوى الإِمام محمد عبده، حيث بنى حكمه فيها، على عدم معقولية منع الإِسلام لما فيه نفع للقضية التعليمية[10].

 

كتاب الفن الإسلامي التزام وإبداع



[1] سورة الأنعام: الآية 153.

[2] الحديث ذكره القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) وقال: رواه الدارمي في مسنده بإسناد صحيح، وأخرجه ابن ماجه في سننه عن جابر. وقد أورده في صدد تفسير الآية المذكورة.

[3] رواه أحمد في مسنده 1/385، ورواه البخاري بلفظ قريب في كتاب الرقاق باب 4 الحديث 6417 وفي الفتح 11/235، وفي منتخب كنز العمال هامش المسند 1/276.

[4] أورد صاحب الفتح أشكالًا متعددة في بيان الشكل الذي يشير إليه الحديث. ونعتقد أن هذا الشكل الذي أثبتناه أقرب مما ذكر هناك.

[5] رواه أبو داود، وهو في البخاري بلفظ قريب. انظر جامع الأصول 10/753 - 754 الحديث 8425.

[6] السهوة: صُفَّة صغيرة.

[7] الحديث رواه أبو داود. جامع الأصول 10/753 - 754 الحديث 8425.

[8] وفيه دلالة على إبداع السيدة عائشة بصنع الفرس ذات الأجنحة.

[9] فتح الباري 10/527. كتاب الأدب، باب 81 الحديث 6130.

[10] نقل نص هذه الفتوى الأستاذ أبو صالح الألفي في كتابه (الفن الإِسلامي) ص 79 - 83، ونحن نذكر منها بعض الفقرات:

"... إن الرسم قد رسم، والفائدة محققة لا نزاع فيها، ومعنى العبادة وتعظيم الصورة أو التمثال قد محي من الأذهان. فإما أن تفهم الحكم من نفسك بعد ظهور الواقعة، وإما أن ترفع سؤالًا إلى المفتي وهو يجيبك مشافهة...

"... وأما إذا أردت أن ترتكب بعض السيئات في محل فيه صور طمعًا في أن الملكين الكاتبين أو كاتب السيئات على الأقل لا يدخل محلًا فيه صور كما وردت في حديث: "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" فإياك أن تظن أن ذلك يجنبك من إحصاء ما تفعل، فإن الله رقيب عليك وناظر إليك...".

"وبالجملة إنه يغلب على ظني أن الشريعة الإِسلامية أبعد من أن تحرم وسيلة من أفضل وسائل العلم بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين...".

أقول:

إن ما أراد الوصول إليه وهو الفقرة الأخيرة قد برهنا عليه بوضوح من خلال منهج الإِسلام فلا حاجة للاستنتاج. فالرسم التعلمي لا حرج فيه - كما سبق القول -.

ولكنا نستغرب هذا الأسلوب. ففي الفقرة الأولى كأنه يقول إن الأمر قد وقع وقد خرج الناس على أوامر الإِسلام فلا تتعب نفسك.. والمفتي لن يعطيك أكثر من فتوى شفهية لأنه لا يستطيع الخروج عن النصوص خطيًا وأنه لا يملك جرأة الإِمام؟!.

وفي الفقرة الثانية استعمل الأسلوب الذي يشكك في الحديث علمًا بأنه من رواية البخاري - في كتاب اللباس باب 92 - ومن البدهي أن المقصود بدخول الملائكة التي يعني وجودها هي ملائكة الخير والرحمة. وإلا فقد أورد ابن كثير عند قوله تعالى: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ سورة الانفطار الآية 11 قوله صلى الله عليه وسلم: "أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة