• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

مناجاة النبي المهاجر والأمة الهاجرة (شعر)

مناجاة النبي المهاجر والأمة الهاجرة (شعر)
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 16/10/2015 ميلادي - 2/1/1437 هجري

الزيارات: 8137

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناجاةُ النبي المهاجرِ والأمة الهاجِرة

 

يحاول القلب المسلم أن يطوي الزمان ليكون حاضراً عند اللحظة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله معنا).

 

 

هذه الكلمة التي اهتز لها الوجود، وتنزلت رحمات ربانية، وحدثت تحولات كونية عبّر عنها الحق سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾، هذه التَّنزلات الربانية، والتحولات الكونية كانت كلُّها إثر تلك الكلمة الخالدة : ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾.


يحاول القلب المسلم وأحاول أن أستشرف تلك اللحظة الخاشعة، وأن أعيش دقائق مع النبي المهاجر صلى الله عليه وسلم، وأن أعيش بعد ذلك دقائق أخرى مع الأمة الهاجرة[1].

 

يا ساريَ الصحراءِ يلهجُ بالهُدى
عذْباً نميراً يَغسِلُ الصحراءَ
يمضي يشقُّ الليلَ في وثباتِهِ
ويغالِبُ الأهوالَ والأهواءَ
أنَّى مشى فالخيرُ طوعُ يمينهِ
بذْراً وزرْعاً يملأُ الأنحاءَ
وغداً – وإنْ كَرِهَ الجُناةُ – ستغتدي
هذي الصحارى جنَّةً خضراءَ
قدماهُ قد سارتْ هنا، وفؤادُهُ
زَرَعَ الطريقَ هدايةً ونماءَ
فارجعْ "سُراقةُ" كُفَّ عنهُ فإنَّه
بالله محفوظٌ، وكُفَّ عِداءَ
أَتريدُ قتلَ (محمّدٍ) وهو الذي
قد قامَ يبني فيكمُ العلياءَ؟
واجهلنا ! يرجو النجاةَ لنا ولا
ننفكُّ في أوحالِنا أُسَراءَ
فارجعْ "سُراقةُ" عن أذاكَ، ونمْ على
أملِ السِّوارِ، وخذِّلِ الأعداءَ
• • •
يا سيدي في يوم هجرتكَ التي
كانتْ لربِّكَ طاعةً ورضاءَ
دعني أناجي منك قلباً عامراً
رحْباً، وأُفشي لوعتي إفشاءَ
هاجرْتَ مِنْ وطنٍ حبيبٍ مُزْمِعاً
وتركتَ فيهِ الأهلَ والأحْبَاءَ [2]
ومضيتَ للرحمنِ تُعلي أَمْرَهُ
حقًّا، وتُنشِئُ دولةً إنشاءَ
وتدكُّ أوكارَ التّخلُّفِ، بانياً
نُظُماً تُطاوِلُ في السموِّ سماءَ
حرَّرتَ مِنْ أسرِ الجهالةِ أمةً
وبعثتَ مِنْ قيدِ الهوى جهلاءَ
ورفعتَ عن عينِ العقولِ غطاءَها
وأزلتَ عن رُوحِ النفوس غشاءَ
وكشفتَ أسرارَ الوجودِ، وطالما
عانى الوجودُ من الخفاءِ خفاءَ
العالَمُ المنكوبُ كان مُحَطَّماً
لا يَستطيعُ من الحُطامِ بناءَ
فأعدتَ بَسْمتَه، وقمتَ بشأنهِ،
وبنيتَهُ، وملأتَهُ أضواءَ
واسيتَهُ، ورفعتَ عنه قيوده،
فعدا، وجازَ حدودَهُ، وأساءَ !
هاجرتَ تُرجِعُ للحياة بهاءَها
ونقاءَها، وتحطِّمُ البغضاءَ
لكنما البغضاءُ عادتْ مرةً
أخرى تُذيق شعوبَها البأساءَ!
هاجرتَ ترفعُ للحقيقةِ مَعْلَماً
وتزلزلُ الإغواءَ والإغراءَ
لكنما الغربُ الجَحودُ مصمِّمٌ
أنْ يملأ الدنيا أذىً ووباءَ!
شيَّدتَ ما بَهَرَ العقولَ بهمّةٍ
نبويةٍ لا تعرفُ الإعياءَ
ديناً قويماً كالصباحِ نضارةً
وحضارةً قدسيةً معطاءَ
يا أهل مكةَ هل رأيْتُم مثلَه
قلباً كبيراً يمسحُ الأخطاءَ؟
ما كان أحسنَ لو تبعتمْ هديَهُ
وملأتُمُ تلك الشعابَ ضياءَ
لكنَّما الرحمنُ شاءَ ل "طيبةٍ"
شرَفَ الجوارِ، وحبَّذا ما شاءَ
وعَلَتْ هناكَ منازلُ الإسلام وانْ
تصبتْ وغطّتْ يثرباً وقُباءَ
وجَرَتْ ينابيعُ الهداية ثرةً
تَسقي العطاشَ وتنثرُ الآلاءَ
يا أهلَ مكةَ أيُّ خيرٍ فاتكم
لو كنتُمُ العقلاءَ والحكماءَ!
شاءَ النبيُّ لكم بناةً قادةً
فينا وشئتمْ أنتمُ (الطلقاءَ)
واليومَ يا أهل البسيطة هَلْ لكم
أن تسلكوا دَرْبَ النبيِّ سواءَ؟
هل تتْبعون دروبَ "طيبةَ" يا تُرى
أو تتبعون – بنهجها – "البطحاءَ"؟
• • •
هيا نهاجر خلفَهُ وننابذ ال
دُّنيا ونهجر جفوةً وجفاءَ
هيا لنفتحَ للجمالِ عيونَنا
ونصحِّحَ المرآةَ والآراءَ
هيا فإنَّ حياتنا مِنْ دونهِ
أمستْ حياةً مُرَّة شنعاءَ
أوَ ما اكتفينا ذلةً ومذلةً
أوَ ما شبعنا شقوةً وشقاءَ؟!
هيا لنهجرَ زلة زلَّتْ بنا
هيا لنجفوْ الفُحشَ والفَحشاءَ
هيا نجدِّد توبةً نمحو بها
ضرَّاءَ قد أزرَتْ بنا إزراءَ
هيا إلى الإسلام فهو ملاذُنا
وبه ستصبحُ أرضنُا غنَّاءَ
هو عصمةٌ للخائفين، وواحةٌ،
للمُتعبين إذا شكوا ضرَّاءَ
هو مَنْ سيَطردُ بالضياءِ ظلامَنا
هو مَنْ سيمحو البأسَ والبأساءَ
هو دربُنا للمجد بعدَ تراجعٍ
هو مَنْ يُعيدُ ضعافَنا رُؤساءَ
وجهُ الحياةِ بغيره متربدٌ
يشكو الظلامَ وتشتكي الظلماءَ
أترى نرى وجهَ الحياة مجدداً
ما إنْ يخافُ عداوةً وعِداءَ؟
أترى يعودُ إلى الحياة جمالُها
ونرى السلامَ يعانِق الأرجاءَ؟
أترى يعودُ إلى الوجود نظامُه
ويعودُ أشتاتُ الورى رُفقاءَ؟
ما هذه الدنيا؟ علامَ تَظلُّ في ال
شحناءِ تَسكبُ كالبحارِ دماءَ؟
"قابيلُ" كُفَّ لقدْ بلغتَ بنا المدى
وملأتَ قلبَ حياتِنا إيذاءَ
"قابيلُ" لا تقتلْ أخاكَ فإنّه
سيكونُ يوماً نصرةً وعطاءَ
"قابيلُ" إنْ تحسدْ أخاكَ فإنّما
عارضتَ مِنْ ربِّ الورى نَعماءَ
الكونُ رحبٌ لا يضيقُ بنا فهلْ
يُؤذيكَ أنْ تلقى به شُركاءَ؟!
دعْ عنكَ هذا واجْلُ قلبَكَ بالهُدى
واملأ كيانَكَ بسمةً وبهاءَ
وغداً سترحلُ لستَ تحملُ ذرَّةً
هل يَصحبُ الموتى لهم أشياءَ؟
اُمددْ يديك إلى الجميع مسلِّماً
وامنحْ أخاكَ محبةً وهناءَ
وهناكَ فانظرْ كمْ ستسعدُ إنّ مَنْ
يهبُ السعادة يسبقُ السُّعداءَ
• • •
في هجرة الهادي الشفيع معابرٌ
للمجد تدعو العقلَ والعقلاءَ
تدعو القلوبَ إلى معارج سعدها
وتحاورُ الأرواحَ والأعضاءَ
عامٌ مضى ما كان أقسى وقعَه!
كنَّا به الشُّذاذَ والغرباءَ
عامٌ مضى مِنْ عمرنا لكنَّنا
زدنا به رغْمَ الغُثاءِ غُثاءَ
أترى سنحمدُ بعد ذلك عامَنا
ونرى به للمسلمين علاءَ؟
وترى سنقطفُ ما نشاء من المنى
ونرى لنا صفواً به وصفاءَ؟
يا هجرةَ الهادي أعيدي عزمَنا
ألقاً وزيدي في الشُّعور مَضاءَ
لتكون ذكراكِ الجميلةُ فيصلاً
ويكون ذكرُكِ مشعلاً وضَّاءَ

 



[1] قيلت سنة 1427هـ.

[2] الأحباء – بالتخفيف -: الجلساء والخاصة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- شكر
عبدالستار الشيخ - الإمارات 20-10-2015 09:37 PM

أشعار رائقة جياشة
جزاكم الله خيرا

3- أمنية
د. أحمد ختال العبيدي - العراق 17-10-2015 05:55 AM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وأسأل الله أن يكون هذا العام أحسن وأجمل من سابقه وأن يحفظ أمة الإسلام كما حفظ نبينا صلى الله عليه وسلم . اللهم آمين .

2- شكر ودعاء
د.رواء محمود - أمريكا 16-10-2015 01:05 PM

شكرا شيخي الحبيب جزاكم الله خيرا

1- شكر
د.محمد أحمد مصلح - العراق 16-10-2015 12:59 PM

بوركت د.عبد الحكيم فتح الله عليكم وزادكم علما...

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة