• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رفعت الجلسة (قصة قصيرة)

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 14/1/2010 ميلادي - 28/1/1431 هجري

الزيارات: 9722

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رفعت الجلسة (قصة قصيرة)


سعدٌ وسعيد جمعتهم المدرسة، ووحّدهم الحيُّ، والتقَيَا بالوجهة، منذ أن كانا طالبين في الابتدائية معًا لا يفترقان، وحتى حينَ شرعا في الدِّراسة الجامعية، كانا معًا، وكأنَّهما كِفَّتان لميزان، أو وجهان لعملةٍ واحدة، لا يمكن أن ترى واحدًا إلا وتَرى الآخر بجواره، جسمان وظلاَّن متجاوران، حتى علاقتهما مع المحيط كانت مُتقاربةً ، يُجير أحدهما على الآخر، ويتحدَّثُ أحدهما نيابةً عن رفيقه، باختصارٍ واقتضاب علاقةٌ مميَّزَة، إذا سأل الأهل عن سعدٍ، قالوا: عند سعيد، وإذا افتقد الأب سعيدًا، قالوا: إنّه عند سعد.

أكملا الدراسة معًا، وخدما في الجُنديَّة سويَّةً ، ودخلا سِلك الوظيفة معًا، فكرَّ سعيدٌ بالزواج ووافقه سعد على الفكرة، ظروفهما فيهما من التشابه الكثير.

ظنَّ الجميع أنّ وَحْدَة سعدٍ وسعيد وصحبتهما ستنتهي عند الزواج، فكيف لهما أن يستمرَّا في هذا التوافق والانسجام؟! وسيصبح لكلٍ منهما زوجة ومنزل، وستختلف الرغبات والأماني ولكلٍّ منهما تطلعات وأماني وآراء في الحياة.

قالها سعد: تبحث عن زوجة، وأبحث عن زوجةٍ، ونتشاور، فما خاب من استشار.

ذُكر لسعدٍ فتاةٌ في ميعة الصبا، من بيئةٍ حسنةٍ وأسرةٍ طيبة، حسناء وجميلة في منبتٍ طيِّب، ذهب ليراها مع أمِّه وأهله على ما جرت العاداتُ والأعراف، إنّها (يُسْرى) آيةٌ في الجمال والخلق والأدب، سُرَّ بها وأعجب، وقال في نفسه: لكن ما فعل سعيد؟ فاعتَلتْ وجهه الكآبةُ، وانقلب سروره إلى حزنٍ علا وجهه، عاش في رحابه، فقالت أمُّه: أما أعْجَبَتْك يُسرى؟
• بلى يا أمَّاه، ولكن...
• لكن ماذا فعل سعيد؟
• سعيدٌ من؟
• سعيد رفيقي وصاحبي.
• دعكَ من سعيد يا بُني.
• دعكِ من يُسْرى يا أمّي.

أخُبِلَ الفتى أم أصابه مَسٌّ؟! أحُمَّ الفتى؟! وضعتْ يدها على رأسه، وقالت: ما به حرارة، الحلُّ موجود يا بنيّ، ليسرى أختٌ تَصْغَرُها بعام، فابعثْ سعيدًا يراها ونخطبهما لكما.

• ويكون الفرح واحدًا يا أمِّي.
• كما تشاء.

كاد سعد يَطيرُ فرحًا بما سَمِعَ، ترك يُسرى وأمَّه، وحطَّ أمام منزلِ رفيقه سعيد، طرق الباب طرقَ مَلهوفٍ يطلب غوثًا وإعانة، خَرجَ سعيدٌ، ما بك يا سعدُ؟
• وجدت عروسًا.
• مبارك.
• أقصد وجدت عروسين، واحدة لي، وواحدةٌ لك.
• خيرًا.
• أي خير يا هذا؟ ابعث أمَّك وأهلك وهيَّا لتراها.

دخل سعيدٌ المنزل، عرض على أهله الفكرة وخرج بصحبتهم وبصحبة سعدٍ انطلقوا، رأى سعيد سارَّة أخت يُسرى، وخلال مدَّةٍ قياسيَّة كان للصديقين سعد وسعيد زوجتان، وهما وحيدتان لأمهما وأبيهما.

كان سعيدٌ يُكنِّي نفسَه أبا سعد، وكان سعدٌ يُكنِّي نفسه أبا سعيد، مضتْ الأيَّام وتتالتْ الشّهور والأعوام، وأضحى لسعدٍ كوكبةٌ من الأبناء، ولسعيد كوكبةٌ أخرى، أراد الحَمُو أن يَجمع سعدًا وسعيدًا، دعاهم للعشاء في منزله، واشترط أن يأتيا بمفردهما،  لبَّى سعدٌ الدعوة، وأجاب سعيدٌ، أنهيا الطّعام وحمدا الله على النعم، قال الحمو: عندي قطعة أرضٍ تَصلح للبناء أريد أن أعطيها لكما، في البداية، تمنَّع سعدٌ، وأبى سعيد، وفي النهاية وبعد إلحاحٍ وافقا.

شرع سعدٌ بالبناء وتبعه سعيد بعد أن أتمَّا إجراءات البيع الصُّوري الذي أصبحا بموجبه مالكين للعَقار المذكور ملكية مُشتركة، نصفٌ بنصفٍ تقريبًا، لم يكن أحدٌ يتصوَّر أن يحدث خلاف بين سعدٍ وسعيد، ولم يكن أحد يتصوَّر أن هذه الصُّحبة بينهما يُمكن أن تنتهي؛ فعمرها عُقود عديدة، لكنَّ الشَّيطان يَجري من ابن أدم مَجرى الدم من العروق، فوسوسَ لسعدٍ ووسوس لسعيد: حِصَّته أفضل، واجهته أفضل؛ لذا يجبُ أن يكون المدخل من قسمه، دبَّ الخلاف بين سعد وسعيد، وجد أحدهما على الآخر، حاول المقرَّبون الإصلاح، فشلتْ مساعي الصلح، واستحكم العداء، وكان للشيطان ما أراد، فبدأتْ رسائل التوعُّد والوعيد، إلى المحاكم سعيا، وإلى المحامين تسابقا، وفي المحكمة تقابلا، سعد وسعيد خصمان على مدخل، ساق سعدٌ ومحاميه حججهما، وساق سعيدٌ ومحاميه حججهما أيضًا، أنصتَ إليهما القاضي باهتمامٍ بالغ وحزنٍ واضح، قرَّبهما إليه وأدناهما منه، وقال : أتعرفانني يا سادة؟

• لا يا سيدي.

أجاب القاضي والدموع تنحدرُ من عينيه: أنا رفيقكما في الدراسة، ما كان ينبغي أن تخاصم سعدًا يا سعيد، ما كان ينبغي أن تخاصم سعيدًا يا سعد، ما كان ينبغي أن يكون بينكما خصام، رفعت الجلسة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- أرشحها للفوز
الطيماوي - فلسطين 21-02-2010 12:00 PM
أعجبني طرحك لشدة الوفاق بين الصديقين
وأعجبني أنك تناولت كيف أن الصداقة يجب أن تختبر جيدا قبل أن يتم توثيقها
خاصة فيما يتعلق بالمال
وفي المثل صاحبك لا تحاسبه ولا تناسبه
ومن الجميل قول القاضي وتذكيره الخصوم بالوفاق.

استمر بارك الله فيك
سيكون لك شأن إن شاء الله
1- شكر
خالد - السعودية 14-01-2010 02:22 PM
مشكور
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة