• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

بعد الفراق (قصة)

د. شادن شاهين


تاريخ الإضافة: 12/9/2015 ميلادي - 28/11/1436 هجري

الزيارات: 4163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعد الفراق

 

تصورتُ أنه بعد غياب سنوات سأعود لأجِد كلَّ شيء في المدينة قد تغيَّر! ولكنني - يا للغرابة! - وجدتُ كلَّ شيء باقيًا على حاله، بالضبط كما تركته!

 

لا زالت نفس الوجوه المكدودة العابسةِ تسعى تحتَ لَفْحِ الشمس، كآلات بلا روحٍ، غابت عنها الابتسامةُ، وحفَر العبوسُ أخاديدَه على الخدَّيْنِ والجبهة، ووشَتِ الأيادي الجافةُ الباردة بأسرارٍ كثيرة.

 

لا زالت نفسُ الوجوه البيضاءِ الضاحكة راقدةً في أماكنها، تسعى إليها الوجوهُ السمراءُ العابسة، حاملةً أكوامًا من البسمات على أطباق العوز.

 

ولا زالت الأبراجُ الشاهقةُ تَحْجُبُ ضوءَ الشمسِ عن البيوت المتهالكة في الحارات الضيقة.

 

ولا زال اللونُ الأخضر يختار أين ينمو في كبرياء، بينما اللون الترابي يفرضُ وجودَه، ويشيح بصولجانِ القهر لنفس الوجوه.

 

لا زال الحبُّ كلماتٍ، مجردَ كلمات في روايات قديمة، بينما حلَّ محلَّه نفسُ المفاهيم العفنة، النازحة إلى مدينتي منذ سنين.

 

لا زلتُ أنا كما أنا، ولا زالت الأرض تصرخُ في وجهي، مطالبةً إياي بالرحيل.

 

ولا شيء أراه يتغير أبدًا إلا لونَ أوراق الشجر، إذا هبَّت عليها رياح الخريف.

 

نظرتُ في المرآة، فرأيت ترسًا شُلَّت حركتُه، في ساعة معطلة، منذ بدأ العمر.

 

أمسكتُ ريشتي، ورسمتُ مدينتي، بالضبط كما أحلم بها: بيضاء، تملؤها الورود، وتُمطرها ابتساماتٌ رَقْراقةٌ.

 

علقتُ لوحة الأوهام على حائط قديم في زاوية صغيرة بسوق المدينة، نظرتُ إليها من بعيد، فابتسمت، حملتُ حقيبتي، ورحلتُ دون كلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة