• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الطفل والبحر

الطفل والبحر
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 9/9/2015 ميلادي - 25/11/1436 هجري

الزيارات: 6318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطفل والبحر


بعد خمسة وثمانين يومًا حصل الصيَّاد البحريُّ سانتياغو على صيدٍ ثمينٍ، ولكن أسماك القرش لم تدَع ذلك الصيد يصل إلى الشاطئ إلاَّ هيكلاً عظميًّا!

 

رماه الصيَّادُ هناك ومضى إلى كوخه ليرتاح من عناء تِلك الرِّحلة الشاقَّة...

 

هل ابتسم له الحظُّ بعد ذلك الإخفاق؟

هل حصلَ على غنيمةٍ بعد ذلك الصبر؟

الجواب: إنَّ الذي انتصر هي أسماك القرش التي جذبَتها رائحة الدَّم في صيد الصيَّاد البحَّار العجوز (الشيخ)!

 

والتفصيل في الرواية العالميَّة (الشيخ والبحر) لأرنست همنغواي الأمريكي...

 

واليوم هل للطفل الشرقيِّ المسلم الغريق مَنْ يكتبُ له (الطفل والبحر) بعدما ودَّع قاربَه المثقوب ومضى إلى ربِّه متحررًا مِنْ كوخ الدنيا الضيِّق المعتم؟

 

حصلتْ رواية (الشيخ والبحر) على جائزة بوليتزر، وجائزة نوبل.

 

فهل ستحصلُ رواية (الطفل والبحر) إلاَّ على جحودٍ ونكرانٍ ونسيانٍ مؤكَّد، وإهمالٍ متعمَّد!

 

كتَبَ همنغواي أيضًا: (وداعًا للسلاح).

 

واليوم يكتبُ السوريُّون والعراقيُّون على رمال الشواطئ البعيدة:

(وداعًا للوطن)!

 

وكأنَّه كان يخاطِبُ اللاجئين بكتابه: (الفائز يخرج صفر اليدين)!

 

خدم همنغواي في الحرب العالميَّة الأولى على سفينةٍ حربيةٍ أمريكيَّة كانت مهمتها إغراق الغوَّاصات الألمانيَّة، فالصراع بين الغربيين قديم، وكأنَّ أمريكا لا تريد لألمانيا أن تنهض، ولا أن تستقبِل أحدًا من اللاجئين؛ لتستأثر أخيرًا بملايين السوريين حسب هواها وإرادتها، وتضعهم حيث شاءَت، بعيدًا عن الأرض المبارَكة في (وليمة متنقلة)[1]!

 

ولكن همنغواي ماتَ منتحرًا!

 

كما مات أبوه، وأُختاه غير الشقيقتين، وحفيدتُهُ منْ بعده!

 

أيها العادون:

ليس دمُ المظلومين مريئًا.

ولا حقُّهم بضائعٍ، وإنْ بدا لكم ذلك.

يا همنغواي لا تقل: (لمن تقرع الأجراس)[2].

 

لأنَّ كتابنا حسم الأمرَ وقال:

﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

 

ولك أن تقول:

(الشمس تشرق أيضًا)[3].

ولك أن تعترف بـ: (روابي إفريقيا الخضراء)[4].

 

نعم.

ستشرقُ الشمس، ولكن على: (روابي سورية والعراق واليمن وفلسطين الخضراء) بإذن الله الواحدِ الأحد، خالِق هذا الكون ومدبِّره، الذي لا شريك له، وإنْ ظننتم وتوهَّمتُم أنَّكم قادرون على منازعته...

 

يا همنغواي:

لقد عاد (شيخُك) من البحر إلى كوخه البائس.

وعاد (طِفلُنا) من البحر إلى جنَّةٍ عرضُها السماوات والأرض.

والدنيا متاعٌ زائل، وظلٌّ آفل.

وقد تغلبوننا عليها.

ولكنَّكم لن تغلبونا على تلك.



[1] من أعمال همنغواي الأدبية.

[2] من أعمال همنغواي الأدبية.

[3] من أعمال همنغواي الأدبية.

[4] من أعمال همنغواي الأدبية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة